قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الرئيس دونالد ترامب يريد تقليص عدد القوات التي تشارك في القتال في أفغانستان بحلول موعد الانتخابات الأميركية، فيما يعد بفترة زمنية محددة لتخفيض القوات هناك. وتدعو سياسة ترامب تجاه جنوب آسيا والتي كشف عنها في أغسطس 2017 إلى نشر غير محدد الأجل للقوات الأميركية بهدف إرغام طالبان على التفاوض مع حكومة كابول لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 18 عاما. وقال بومبيو أمام نادي واشنطن الاقتصادي لدى سؤاله عما إذا كان يتوقع خفض القوات الأميركية في أفغانستان قبل الانتخابات المقبلة في نوفمبر 2020 “هذا هو التوجيه الذي تلقيته من رئيس الولايات المتحدة”، مضيفا “لقد كان واضحا: ضع حدا للحروب التي لا تنتهي”. والكشف عن فترة زمنية محددة سيزيد من التكهنات بأن ترامب مستعد لإبرام أي اتفاق مع حركة طالبان يتيح انسحابا ولو جزئيا للقوات الأميركية قبل توجه الناخبين الأميركيين لصناديق الاقتراع بغض النظر عن مخاوف حكومة كابول المدعومة من الولايات المتحدة. وجاءت تصريحات بومبيو في توقيت دقيق تستعد فيه أفغانستان لانتخابات رئاسية في سبتمبر المقبل بينما تستعد الولايات المتحدة لجولة محادثات أخرى مع المقاتلين. والكشف عن هدف سحب القوات الأميركية قد يضعف موقف واشنطن في التفاوض إذا اعتقدت طالبان أن ترامب يريد الخروج بأي شكل. وأعلنت باكستان، الاثنين، عن بذلها مساعيَ من أجل إقناع حركة طالبان بعقد حوار مباشر مع الحكومة الأفغانية، وهو ما ترفضه الحركة حتى اللحظة. وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي إن رئيس الوزراء عمران خان يريد أن يلتقي بمسؤولي الحركة شخصيا من أجل إقناعهم بالمشاركة في الحوار الأفغاني. وتأتي مساعي باكستان للقاء طالبان بعد زيارة رسمية أجراها خان إلى واشنطن التقى فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وشغلت القضية الأفغانية جزءاً هاما من برنامجها. وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء، إن 3812 مدنيا أفغانيا على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح في النصف الأول من عام 2019 خلال الحرب على الجماعات المتشددة، وإن هذا يشمل زيادة كبيرة في عدد الضحايا الذين سقطوا على يد الحكومة وقوات أجنبية. وأعلنت هذه الأرقام في وقت وصلت فيه المحادثات بين حركة طالبان ومسؤولين أميركيين من أجل إنهاء الحرب الأفغانية المستمرة منذ 18 عاما إلى مرحلة مهمة، ويأمل المفاوضون الأميركيون في إبرام اتفاق سلام قبل أول سبتمبر. واستعار الحرب رغم الجهود الدبلوماسية، أجبر مدنيين على العيش تحت خطر احتمال استهداف المتشددين لهم أو محاصرتهم بسبب القتال على الأرض أو سقوطهم ضحايا بالخطأ في ضربات جوية للقوات الأفغانية والقوات الأجنبية. وقالت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان في أحدث تقاريرها إن السبب الرئيسي لسقوط معظم الضحايا المدنيين كان الهجمات البرية والاشتباكات تليها التفجيرات والضربات الجوية. وجاء في التقرير أن مقاتلي حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية قتلوا 531 أفغانيا وأصابوا 1437 من أول يناير إلى 30 يونيو. وأضاف أن الجماعتين المتشددتين تعمدتا استهداف 985 مدنيا بينهم مسؤولون حكوميون وزعماء قبائل وموظفو إغاثة وعلماء دين. وأشار أيضا إلى أن القوات الموالية للحكومة قتلت 717 أفغانيا وأصابت 680 آخرين منذ بداية العام وحتى 30 يونيو بزيادة 31 بالمئة عن الفترة ذاتها في عام 2018 وقتلت 144 امرأة و327 طفلا على الأقل وأصيب أكثر من 1000 في أنحاء البلاد، فيما أوقعت الضربات الجوية 519 مدنيا بينهم 150 طفلا. وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان ريتشارد بينيت “أطراف الصراع ربما تقدم تفسيرات مختلفة للتوجهات الأخيرة، كل منها لتبرير تكتيكاتها العسكرية”. وأضاف “تظل الحقيقة تتمثل في أن الجهد المخلص لتجنب تضرر المدنيين، ليس فقط بالالتزام بالقانون الإنساني الدولي بل وبالحد من كثافة القتال، هو السبيل الوحيد لتقليل معاناة المدنيين الأفغان”. وتسيطر طالبان أو تسعى للسيطرة على نصف أفغانستان، وهي مساحة تزيد عما سيطرت عليه منذ أطاحت بها قوات أفغانية بقيادة الولايات المتحدة من السلطة في 2001. لكنها ترفض دعوات وقف إطلاق النار قبل أن تغادر كل القوات الأجنبية البلاد.
مشاركة :