«ونة قلب» تصيب الوسط الإعلامي برحيل «محمد الرشيد»

  • 7/31/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

فجع الوسط الإعلامي والثقافي برحيل الإعلامي الكبير الأستاذ محمد الرشيد، الذي وافته المنية مساء أمس في مدينة الرياض بعد رحلة مع المرض لازمته آخر سنوات عمره -رحمه الله-. وأقيمت الصلاة على الراحل بمسجد الراجحي عصر الأمس وسيتقبل العزاء في منزله. الراحل يعد أحد أبرز الرعيل الأول من المذيعين السعوديين البارزين أمضى عدة عقود في رحاب الصحافة والإذاعة والتلفزيون في رحلة مثيرة وثرية لا تعرف الكلل والملل، سطعت أضواؤها النافذة إلى وجدان الناس وعقولهم تاركة أثرا كبيرا في مسيرة الإعلام والمجتمع السعودي بشكل عام. ثمّة أسماء ومواهب لا يمكنها أن تعبر الذاكرة لماماً؛ فهي من المقدرة والموهبة والتنوع والشمول ما يجعل تأطيرها أو تصنيفها ضمن قالب أدبي أو فني صعب جداً. محمد الرشيد؛ هذا المذيع والإذاعي والإعلامي متعدد المواهب، ففضلاً عن الثقافة العالية التي يتمتّع بها والتي تبدّت ملامحها واضحة في برامجه التي كان يعدّها ويقدّمها؛ كانت تمنحه تفرّداً واستثناءً بين زملائه المذيعين سيما وأن الظروف التي التحق فيها بالعمل الإذاعي كانت فقيرة من حيث المواهب والقدرات والإمكانات؛ لكنّ المواهب الكبيرة لا تستكين لهذا الضعف، بل إنها تزداد إصراراً وتحدّياً في العطاء وإثبات الجدارة والتميز. محمد الرشيد ساهم صوته الرخيم النقي ذو الطبيعة الفخمة الآسرة في أن يكوّن له شعبية جارفة من المستمعين؛ فمن لا يذكر برنامجه «ونّة قلب» الذي كان يتعاطى مع الأدب الشعبي ببراعة ويشبع مواد برنامجه بقافية ولماحية وصوت يخلب الأسماع؛ ولعل استغرابنا يزول حيال تميز إلقائه الشعري إذا عرفنا أن محمد الرشيد شاعر مبدع يجيد صنع الدهشة وتلوين المعاني العميقة وبلورتها في قالب شعري أخاذ. كل هذه السمات المتفردة في الرشيد ساهمت في أن يختط لنفسه خطّاً إذاعياً لا ينافسه فيه سواه. إنها القدرات والمواهب الربانية التي أكرمه الله بها؛ وهي قدرات لم يضن بها على شداة الشعر أو ذوي المواهب من جميع الفنون والحقول؛ فالذاكرة لا يغيب عنها برنامج «استوديو رقم واحد» الذي كان منطلقاً لمواهب تمثيلية وغنائية عديدة أخذت موقعها على خارطة الفن والثقافة السعودية منهم رابح صقر الذي انطلق صوته عبر أثير هذا البرنامج وغيره أسماء كثيرة. «محلاك يا الحنّا على كفّ خلّي» إحدى الروائع الشعرية الغنائية لمحمد الرشيد وهي أحد إسهاماته في رفد المكتبة الغنائية بالشعر الرزين الذي لا يخالطه ابتذال. الحديث عن الراحل محمد الرشيد يستدعي حضور الذاكرة بشكل أفضل لتعداد مآثر الرجل جميعها؛ وما هذه إلا إلماحة بسيطة لشخصية كبيرة هي من الشمول والتنوع ما يحتاج معه إلى إفاضة تليق بحضور الراحل وأثره الأدبي والثقافي في ثقافتنا السعودية. الرشيد في بداياته الإعلامية آخر صورة التقطت للراحل صورة تجمع الرشيد والعيسى والعتيبي والعبار وسرور لقاء مع أصحاب المركز الأول في أحد سباقات الهجن

مشاركة :