البرهان: "جريمة الأبيض" تستلزم محاسبة فورية

  • 7/31/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سادت حالة من الاحتقان الشارع السوداني وخيمت على الوضع السياسي، أمس، وذلك بعد سقوط 8 قتلى وعشرات المصابين في أحداث الأبيض كبرى مدن ولاية شمال كردفان غرب السودان، وهو الحادث الذي كانت له تداعيات كبيرة، أدت إلى تأجيل المفاوضات بين قوى «الحرية والتغيير» والمجلس العسكري، وإلى خروج التظاهرات في الخرطوم والولايات السودانية للتعبير عن التضامن والحزن والغضب، وسط مخاوف من إمكانية تكراره، وتحذير سياسيين وخبراء لـ«الاتحاد» من أن الحادث مفتعل من «قوى الثورة المضادة»؛ بهدف قطع الطريق على المفاوضات. وعقد المجلس العسكري اجتماعاً، مساء أمس، لبحث المستجدات، وترتيب أوضاعه لدخول المرحلة الانتقالية. وقالت مصادر قريبة من المجلس لـ«الاتحاد»، إن المجلس قد يضطر إلى خيار تشكيل حكومة تسيير أعمال إذا استمر الوضع على ما هو عليه (خطوة للإمام، وخطوتين إلى الخلف). وأضافت: «إن قوى الحرية والتغيير تستجيب لقوى الثورة المضادة، وتسير المواكب، وتعطل التفاوض الذي وصل إلى مراحله النهائية». في وقت أصدر فيه مدير عام وزارة التربية والتوجيه المكلف محيي الدين الجعلي قراراً إدارياً بتعليق الدراسة في كل المراحل التعليمية بجميع مدارس السودان إلى أجل غير مسمى. وأكد رئيس المجلس العسكري الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أن مقتل متظاهرين في مسيرة الأُبيض يعتبر «جريمة غير مقبولة». وقال «إن ما حدث في الأبيض أمر مؤسف وحزين، وقتل المواطنين السلميين غير مقبول ومرفوض وجريمة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة» (في إشارة إلى مقتل متظاهرين بينهم طلاب في المرحلة الثانوية خلال مسيرة ضد شح الغذاء والوقود). فيما دعا تجمع المهنيين السودانيين أنصاره للتظاهر في أرجاء البلاد تنديداً بما وصفه «المذبحة» ضد طلاب المدارس. وقام وفد من قيادات قوى الحرية والتغيير بزيارة المصابين في مستشفى الأبيض العام. في غضون ذلك، استمر عمل اللجان الفنية المشتركة في المفاوضات، لكن وسط غموض بشأن موعد استئنافها، حيث قال طه عثمان القيادي والمفاوض في قوى الحرية والتغيير، إنه لم تعقد جلسة مفاوضات مع المجلس العسكري لأن الفريق التفاوضي موجود في الأُبيض حالياً، بينما قال ساطع الحاج المفاوض في قوى الحرية والتغيير إنه سيتم تحديد موعد جديد للتفاوض بين الطرفين. وقالت مصادر بقوى الحرية والتغيير لـ«الاتحاد»، إن مكونات قوى الحرية والتغيير صوتت على استمرار التفاوض وعدم تعليقه، على خلفية أحداث الأبيض. وقال فاروق مأمون القيادي بقوى الحرية والتغيير لـ«الاتحاد» رداً على سؤال حول تأثير حادث الأبيض على سير المفاوضات: «إنها محاولات يائسة لتعطيل سير المفاوضات والانتقال للسلطة المدنية». وحملت مصادر أخرى بقوى الحرية والتغيير ما وصفته بـ«قوى الثورة المضادة»، بتعطيل مسار التغيير والانتقال في السودان عبر التصعيد غير المبرر وإيقاف حركة الحياة وإفشال المفاوضات، وإيهام كل طرف سواء المجلس العسكري أو قوى التغيير بالانفراد بالمشهد أو بالتركيز على قضايا انصرافية. وأضافت أن الساعات المقبلة من أدق وأخطر المراحل في تاريخ السودان، وكل الحيثيات تشير إلى قرب التوقيع على الاتفاق النهائي بشأن الوثيقة الدستورية التي ستحكم الفترة الانتقالية، رغم خبث ومكر ومكائد «دولة الإسلامويين العميقة». وقال صلاح جلال القيادي بحزب الأمة لـ«الاتحاد»، إنه رغم تعقيدات المشهد، لكن الأمور تمضى، وسيناقش الجانبان اليوم الوثيقة الدستورية، ليتوصلا إلى الاتفاق النهائي، وبعد ذلك يتم تشكيل الحكومة الانتقالية على الأكثر مع بداية الأسبوع المقبل. بينما قال الإعلامي السوداني خالد عويس، إن الأنباء الواردة عن تعليق التفاوض بطلب من قوى الحرية والتغيير إن صحت، تمثل تقديراً سياسياً خاطئاً في ظرف حرج للغاية. كما طالب إبراهيم الشيخ القيادي بقوى الحرية والتغيير بعودة وفد التفاوض على وجه السرعة ليضع الإعلان الدستوري أمام المجلس العسكري لإجازته فوراً، وتسمية أعضاء مجلس السيادة ورئيس مجلس الوزراء باتفاق كل الكتل، وإعلان ذلك فوراً. من جانبه، قال الناشط السوداني محمد حمودة، إن على جميع قوى الثورة أن تفوت الفرصة على أذرع الثورة المضادة ومنظمات وأذرع وأجهزة النظام البائد، بالتركيز على الانتهاء من التفاوض والوصول بأسرع فرصة ممكنة لتشكيل حكومي يمتلك السلطة اللازمة لبدء محاسبة وخنق بقايا وفلول النظام السابق، وذلك يستدعى تجنب التصعيد بقدر الإمكان حرصاً على عدم إراقة الدماء.

مشاركة :