شهدت صناديق الاقتراع في السودان إقبالا كبيرا من الناخبين في اليوم الثالث للتصويت أمس وسط حالة من الهدوء الأمني سادت كل الولايات عدا هجمات بالمدفعية من قبل متمردي الحركة الشعبية طالت مراكز انتخابية في ولاية جنوب كردفان وأدت لمقتل امرأتين وإصابة طفلين في مدينتي الدلنج وكادقلي حاضرة الولاية. وأقرت المفوضية القومية للانتخابات بوجود اشكاليات في ولاية الجزيرة وسط البلاد دفعتها الي تمديد فترة التصويت ليومين اخرين تنتهي غداً الجمعة، وأعلنت عن تشكيل لجنة للتحقيق في هذه الاخطاء. وقال رئيس بعثة الجامعة العربية لمراقبة الانتخابات الدكتور صلاح حليمة أن العملية الانتخابية في يومها الثالث والاخير اتسمت بالنزاهة والشفافية. وحذر المتحدث باسم المفوضية الهادي محمد أحمد في مؤتمر صحفي من شائعات تهدف في الاساس لتعطيل الانتخابات، نافيا ما أُشيع حول اختطاف سيارات للمفوضية أو الإعتداء على الناخبين بمدينتي ودمدني حاضرة الجزيرة أو الفاشر عاصمة شمالي دارفور. وقال إن بعض المشاكل الفنية التي حدثت في بعض الدوائر، لا تؤثر على إعلان نتيجة الانتخابات في وقتها المحدد بال27 من الشهر الجاري . وأقر بوجود مشاكل إدارية ولوجستية أعاقت بدء عمليات الاقتراع في عدد من المراكز ببعض الولايات، وعزا الأسباب لخطأ إداري من موظفي الاقتراع، الذين لم يوزعوا البطاقات كاملة في الوقت المحدد، وأضاف "المسألة لن تمر مرور الكرام". من جانبها، اعتبرت قوى "نداء السودان" المعارضة، الإقبال الضعيف على عملية الاقتراع "ثمرة" لحملة "ارحل" التي أطلقتها لمقاطعة الانتخابات، وطالبت جهاز الأمن بإطلاق سراح ناشطين في الحملة اعتقلتهم السلطات. إلى ذلك، قال حاكم ولاية جنوب كردفان آدم الفكي، إن المتمردين قصفوا أول أمس مناطق سكنية بمدينتي كادوقلي حاضرة الولاية والدلنج، ما أدى لوفاة امرأتين وجرح طفلين، مضيفاً أن الحركة الشعبية تهدف لعرقلة العملية الانتخابية عبر استهداف المدنيين بالقصف العشوائي. وسقطت نحو 3 قذائف هاون على مدينة الدلنج، أثناء زيارة حاكم الولاية للمدينة أدت لجرح طفلين ولم تسجل وفيات، بينما قتلت امرأتان وأصيب مواطنون آخرون في كادوقلي نتيجة سقوط 4 صواريخ لمتمردي الحركة الشعبية على مناطق سكنية. وقال إن الحركة الشعبية تسعى لعرقلة العملية الانتخابية عبر استهدافها المدنيين بالقصف العشوائي، مؤكداً أن القوات المسلحة السودانية ردت على مصادر النيران وأسكتتها.
مشاركة :