تغير الحال كثيرًا وتتطور إلى تصعيد جديد ونوعي، بين قيادات الصف الأول للمتمردين الحوثيين في صنعاء. فبعد أن بدأ الصراع بشكل سري بحت على النفوذ والمال والسلطة، إذا به يتخذ منحى جديدًا ويصل إلى حد تبادل التهديدات بالتصفية الجسدية، فضلاً عن اقتحام المباني بقوة السلاح. وفوجيء المتمردون الحوثيون في صنعاء، في وقت مبكر من فجر اليوم الأربعاء، بقرار أصدره رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط، يفيد بإقالة عضو المجلس محمد علي الحوثي، وتحويله إلى مجلس الشورى، وهو مجلس شكلي. ونشرت وكالة الانباء اليمنية سبأ، الخاضعة للحوثيين، قرار الإقالة المفاجئ، وإثر ذلك اقتحم محمد علي الحوثي مقر الوكالة، تحت تهديد السلاح، وأجبر المسؤولين هناك على حذف الخبر. وأجرى محمد علي الحوثي مكالمة، وفقا لمصادر في صنعاء، بمهدي المشاط، وهدده بالتصفية الجسدية، ثم تحولت المكالمة بين الطرفين إلى سيل من التهديدات بالقتل. وضم المجلس السياسي الأعلى، في منتصف مارس الماضي، محمد علي الحوثي إلى عضويته، وهو ما اعتبره كثيرون آنذاك مؤشرا على قرب إزاحة مهدي المشاط من رئاسة المجلس. وينحصر الصراع بين قيادات الصف الأول للحوثيين على النفوذ والمال والسلطة بين جناحين متصارعين، الأول يمثله مهدي المشاط ومدير مكتبه أحمد حامد، ومعه يحيى بدر الدين الحوثي وزير التربية والتعليم، بالإضافة إلى وزير الداخلية عبدالكريم الحوثي. أما الجناح الثاني، فيقوده محمد علي الحوثي، ومعه مسؤول الاستخبارات أبو علي الحاكم، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من القيادات العسكرية والسياسية في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة أتباع إيران. وفي وقت سابق؛ ذكرت مصادر مقربة من جماعة الحوثي أن الخلافات عادت إلى الصف الأول لقيادات الجماعة، وبدأت تتصاعد بين تيار اللجنة الثورية وتيار المجلس السياسي الأعلى. كما تجددت الخلافات بين رئاسة مجلس الشورى في صنعاء، وقيادات المليشيات الحوثية، ما أجبر الأول على تعليق أعماله بعد تكرار عملية التهديد والإساءات التي تمارسها قيادات حوثية بحق رئيس المجلس، المحسوب على المؤتمر الشعبي العام محمد العيدروس. وأفادت المصادر بأن القيادي في المليشيات وعضو مجلس الشورى صادق أبو شوارب انضم إلى القيادي الحوثي زيد الريامي، المعين من قبل المليشيات أميناً عاماً للمجلس، في الإساءة والشتم والتهديد لرئيس المجلس محمد العيدروس. وأشارت إلى أن أبو شوارب أرسل للعيدروس رسالة يهدده فيها بأنه من بقايا الخونة، ويطالبه بعدم العودة للعمل في المجلس. وسبق أن اقتحم القيادي الحوثي زيد الريامي مكتب العيدروس، وصادر ختمه، وطرد معاونيه، ومارس بنفسه عمل رئيس المجلس، وهو ما أثار خلافاً بين قيادات مؤتمر صنعاء ومليشيات الحوثي، وأدى إلى توقف عمل المجلس لأكثر من مرة.