حصل شنودة رزق الله فهيم يوسف مفتش آثار مصرية على درجة الدكتوراة، بتقدير مرتبة الشرف الأولى من كلية الآداب بجامعة حلوان قسم الآثار والحضارة، وذلك عن رسالة أعدها بعنوان "حموسوت ودورهن في الديانة المصرية القديمة حتى العصر الروماني".الرسالة تمت تحت إشراف أ.د. محمد الشحات شاهين أستاذ حضارة مصر والشرق الأدنى والرئيس السابق لقسم الآثار والحضارة بالكلية، ود.أسامة عبد السميع محمود مدرس الآثار المصرية بقسم الآثار والحضارة بالكلية.وخلال رسالته كشف حكاية حموسوت أو حمسوت وهي كلمة جمع مؤنث مفردها حموست أو حمست، حيث صورت في هيئة سيدات جالسات أو راكعات أو واقفات وعلى رؤوسهن العلامة، وتحمل على ذراعيها الطفل الملكي أو لوح قرابين، وحموسوت مصطلح من شقين الأول Hmsw بمعنى مؤون، والثاني swt بمعنى الأماكن الخصبة بهذه المؤون، حيث ارتبطت حموسوت بالغذاء والخصوبة بشكل عام.وقال الباحث في رسالته إن حموسوت تجسيد للقوى الإلهية الأنثوية التي يحصل عليها الطفل الملكي المولود من الآلهة، وبفضل هباتهن المقدسة يأخذ شرعية إلهية في حكم البلاد، حيث إن حموسوت هن هبة من صُنع الإله الخالق، فهن تجسيد للأرض الأولى التي ظهرت في البداية، واستقر عليها وخصبها الإله الخالق بنفسه، وقد توزعت تربتها بعد ذلك على كل المدن والأقاليم لتخصيبها بالمثل، وتجسيد للأراضي التي يغمرها الفيضان، وللأحراش الغنية بالمُصاد من الطيور والأسماك حيث مكان الولادة الجميل لحورس والذي ينبغي أن يكون بالمثل مكان ولادة الملك.وكشف الباحث أن حموسوت هن وسيط بين الآلهة والملك والبشر، وتكفلن بتقديم القرابين باستمرار بإخصاب الأرض وإنماء النباتات وكثرة المحاصيل،كذلك تكفلن بحياة الناس وحمايتهم من قوى الشر التي تسعى لدمار الكون وإنهيار اللياقة والنظام،وصورت هذه الكيانات الإلهية المقدسة التي تمثل صورة الآلهة على الأرض في هيئة أنثوية، وتعطي هباتها الروحية من حياة وسلامة وسعة صدر للطفل الملكي المولود.وتابع حموسوت: وكانت فلسفة المصري القديم في ذلك أن الأرض الخصبة وفيرة الإنتاج مثل أم ترضع إبنها،فالأم مثل الأرض وإبنها المحصول،وتصوير حموسوت والكاوو في مناظر الولادة الإلهية يمثل إستلام الطفل الملكي للكيانات التي تجسد الأرض،وهي حموسوت وإنتاجهن من الطعام وهو الكاوو، وبالتالي القول الذي نسبته الدراسات السابقة إلى حموسوت بأنهن المقابل الأنثوي للكاوو قول غير دقيق،فالعلاقة بينهم مثل علاقة أرض خصبة وإنتاجها من المحاصيل.
مشاركة :