صدرت مؤخرًا عن دار روافد للنشر رواية "عطر البارود" للكاتب الإريتري هاشم محمود، تسرد معناة إنسانية لعدد من الأشخاص والذين جمعتهم الصداقة وحب الوطن ليأخذوا من الدفاع عنه خطوطا للسير، في توثيق حالات الصراع وترك الأوطان من خلال بعد إنساني لشخوص العمل داخل المخيمات، على أنقاض الحروب وبين طيات الإستعمار وعلى أيادي المدافعين عن الأوطان.شخصيات الرواية، وفق الناشر، تحاول أن تبذل قصارى جهدها لرفعة وطنها في ظل معاناة نفسية تخللها الكثير من الألم والفقدان دون أن يتمكنها منها اليأس أو الشعور بالخذلان، بينما جعل المؤلف من للبارود عطرا ليؤكد ان الإنسان يمكن ان يصنع بيئة مغايرة رغما عن الحروب والإستعمار والهلاك الذي ألم بالأخضر واليابس "فعلى رائحة البارود تستمر الحياة، ويولد طفل ويموت آخر، تولد قصص حب وشوق، حب كبير للوطن وميثاق غليظ للأشخاص ليربطهم رباط المحبة والإنسانية، ليخلفوا وراءهم أجيال تؤمن بهم وبقضاياهم".يقول الناشر: جاء هذا العمل توثيقا للحظات الألم والتي يتخللها لحظات للفرح، كأن يجمع الله المحبين بعد فراق الوطن، كأن يجعل الله القلوب تتوحد بوحدانيته وبأحقية الحب، وأن الله يأخذ ويعطي في نفس الوقت، فبينما تموت طفلة في رحلة السفر بعد ترك الوطن، ومأساة إنسانية كبيرة تعانيها الأم ورفقاء الطريق من ذلك كأنها دلالة على حزن الوطن على فراق أهله، تولد آخرى، لتؤكد ان الرحلة مستمرة وأن القضية لازالت قائمة، وعلى الجميع أن يسعى رغم الألم، فالأوطان لا تبنى بالتخاذل والحزن.وثقت حالة الاستنهاض التي كان يبثها الشباب في قلوبهم لتشجيع أنفسهم على النهوض ومقاومة العدو دون تكاسل أو تخاذل حتى لو كلفهم ذلك الموت، مع حالات الحب التي كانت حافزا على السير في مثل هذا الظلام للوصول إلى نور يشبه نور القلوب ليحيا الوطن بحب أبنائه وعلى أيديهم.
مشاركة :