الخرطوم – وكالات:  تواصلت أمس الاحتجاجات في السودان على مقتل طلاب برصاص قوات الدعم السريع في مدينة الأبيّض بولاية شمال كردفان وسط البلاد أول أمس الاثنين. وخرجت مظاهرات في العاصمة الخرطوم وزالنجي غداة أخرى ليلية خرجت في الخرطوم رافعة شعارات تندد بأعمال القتل، وتطالب بمحاسبة المسؤولين عنها. وفي وقت سابق، أعلنت لجنة أطباء السودان أن مواطناً توفي متأثراً بإصابته برصاصة في الرأس خلال أحداث مدينة الأبيّض جنوبي السودان أول أمس، ليرتفع عدد القتلى إلى ستة. ومساء أمس الأول دعا تجمع المهنيين السودانيين إلى مظاهرة مليونية سماها “القصاص العادل” تنطلق اليوم تنديداً بأحداث الأبيّض، مضيفاً في بيان إن الاحتجاج سيكون تحت شعار “مقتل طالب مقتل أمة”، وسينظم في العاصمة الخرطوم وباقي مدن البلاد بمشاركة قادة قوى التغيير. وحمّلت قوى التغيير المجلس العسكري مسؤولية أحداث الأبيّض، وأعلنت في بيان تمسكها بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم كافة، وبالحق في التظاهر والتجمع والاعتصام. وخرجت مظاهرات غاضبة الثلاثاء في مدن سودانية عدة تنديداً بمقتل الطلاب، وقد حمل متظاهرون في الخرطوم صور الضحايا ورفعوا شعارات تندد بأعمال القتل وتطالب بمحاسبة المسؤولين عنها، وخرجت مظاهرة احتجاجية في الأبيّض نفسها. وأعرب الاتحاد الإفريقي عن إدانته الشديدة لمقتل طلاب في الأبيّض، وطالب بتقديم الجناة للعدالة‎. في المقابل، قال رئيس المجلس العسكري في السودان الفريق عبد الفتاح البرهان إن ما حصل في الأبيّض أمر مؤسف، وإن الصورة لم تتضح بعد بشأن من أطلق الرصاص، مشيراً إلى أن المظاهرات خرجت عن هدفها، وأن المتظاهرين هاجموا بنوكاً وأسواقاً. وأضاف البرهان خلال مقابلة مع تلفزيون السودان إن بعض القوى الموقعة على إعلان الحرية والتغيير شاركت فيما سماه الانقلاب العسكري الأخير. من جهة أخرى، قررت محكمة سودانية، أمس، تأجيل أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول “عمر البشير”، ل”دواعٍ أمنية”، إضافة إلى وفاة والدته قبل يومين. وقال ممثل هيئة الدفاع، “أحمد إبراهيم الطاهر”، إنه كان من المفترض أن تكون الجلسة الأولى إجرائية بحضور هيئة الدفاع والاتهام، لكن القاضي أخبر الجميع بأنه لم يتم استدعاء “البشير”، بسبب دواعٍ أمنية. وتقدمت هيئة الدفاع عن”البشير” بطلب إلى المحكمة لتأجيل جلسات المحاكمة إلى 15 أغسطس المقبل، وهو ما وافقت عليه المحكمة، ويحاكم البشير في قضايا فساد وحيازة نقد أجنبي.