خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الأربعاء، نسبة فائدته الرئيسية للإقراض للمرة الأولى منذ 2008، ما عكس قلقه من آفاق الاقتصاد العالمي ومن نسبة تضخم متدنية. وتم خفض نسبة الفوائد بربع نقطة لتصبح بين 2 بالمئة و2,25 بالمئة، بحسب بيان للجنة النقدية للاحتياطي الأميركي. وشهدت الأسواق العالمية ترقباً لما ستسفر عنه اجتماعات البنك المركزي الأميركي. وكانت التوقعات أشارت إلى خفض محتمل للفائدة، وفقاً لتصريحات سابقة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي الذي لفت إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي بشأن السياسة النقدية، وهو ما خلق حالة ترقب كبيرة في الأسواق، خاصة أنه إذا أقدم مجلس الاحتياطي على هذه الخطوة، سيكون الخفض الأول خلال عشر سنوات من تثبيت أسعار الفائدة. فيما دعا الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى إجراء خفض كبير لمعدل الفائدة، وذلك قبل ساعات من صدور قرار لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي الأميركي. وقال ترمب في تصريحات للصحافيين خارج البيت الأبيض، الثلاثاء: "أود أن أرى خفضاً كبيراً للفائدة، وأرغب في وقف التشديد الكمي على الفور". وأوضح أنه يشعر بخيبة أمل كبيرة بشأن الاحتياطي الفيدرالي، مضيفاً: "أعتقد أنهم تصرفوا بسرعة كبيرة إلى حد بعيد، وأعتقد أني أثبتت صحة رأيي بأن الفيدرالي غالباً ما يكون على خطأ". في سوق النفط، وبعد خسائر استمرت ليوم واحد، عاد خام "برنت" ليسجل مستوى 65.15 دولاراً للبرميل في تعاملات صباح الأربعاء مرتفعاً بنسبة 0.68%. كما صعد خام "نايمكس" الأميركي بنسبة 0.48% إلى مستوى 58.33 دولار. وفي سوق المعادن، ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الأربعاء، حيث ارتفع سعر العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنحو 0.2% عند مستوى 1444.20 دولار للأوقية. كما زاد سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة 0.08%، مسجلاً 1432.06 دولار للأوقية. في سوق العملات، استقر الدولار الأميركي أمام العملات الرئيسية خلال تعاملات اليوم، حيث استقر الدولار أمام اليورو مُسجلاً مستوى 1.1153 دولار، كما استقر أمام الين عند 108.56 ين. وهبطت العملة الأميركية أمام الجنيه الإسترليني بنحو 0.2% عند 1.2174 دولار، فيما استقرت أمام الفرنك السويسري مُسجلة 0.9907 فرنك. وخلال تلك الفترة استقر مؤشر الدولار الرئيسي الذي يقيس أداء العملة أمام 6 عملات رئيسية عند 98.047. وأمس، تراجعت الأسهم الأميركية بعد تحذير من الرئيس الأميركي للصين، وسط استمرار المفاوضات التجارية، الأمر الذي ضغط على قطاع التكنولوجيا، بينما يتطلع المستثمرون إلى خفض متوقع لسعر الفائدة من البنك المركزي الأميركي في ختام اجتماعه للبت في السياسة النقدية. وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 23.2 نقطة بما يعادل 0.09% إلى 27198.15 نقطة، وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 7.79 نقطة أو 0.26% إلى 3013.18 نقطة، ونزل ناسداك المجمع 19.72 نقطة أو 0.24% إلى 8273.61 نقطة. وفي الأسواق الأوروبية، شهد مؤشر ستوكس 600 أسوأ جلسة له منذ موجة بيع في مايو الماضي، وذلك بعد أن صعد ترمب حرب تصريحات التجارة ضد الصين، معمقاً الجراح التي خلفتها موجة بيانات اقتصادية ونتائج ضعيفة للشركات. وأغلق المؤشر الرئيسي منخفضاً بنسبة 1.5% في معاملات كثيفة، وسجلت الأسهم الألمانية الحساسة لأنباء التجارة أدنى مستوياتها في ستة أسابيع بعد أن حذر ترمب الصين من الانتظار لحين انتهاء فترته الرئاسية الأولى لوضع اللمسات النهائية على أي اتفاق تجارة. وتراجع مؤشر قطاع السيارات، الحساس لأخبار التجارة، 2.3%. لكن البنوك تصدرت خسائر القطاعات الأوروبية بسبب تنامي توقعات خفض أسعار الفائدة.
مشاركة :