ارتفعت حصيلة قتلى انفجار العبوة الناسفة التي استهدفت حافلة مسافرين من ولاية هيرات الأفغانية إلى 34 أفغانيًا بينهم نساء وأطفال، وقال المتحدث باسم إدارة ولاية فرح، مهيب الله مهيب: إن حافلة ركاب كانت في رحلة على الطريق السريع بين قندهار وهرات مرَّت فوق قنبلة لطالبان. ونقلت وسائل إعلام محلية عن المسؤول في صحة ولاية هيرات، محمد إبراهيم محمدي، أنَّه إثر الحادث لم يصدر أي تأكيد من حركة طالبان عن وقوفها وراء الهجوم، ويأتي هذا الانفجار غداة إدانة بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، الثلاثاء، استمرار مقتل وجرح المدنيين بوتيرة «غير مقبولة»، رغم محادثات سلام بين الحكومة وطالبان. وقالت البعثة في تقرير لها: إنّ 1366 قتلوا و2446 جرحوا في الأشهر الستة الأولى من 2019، وأن «الأذى الذي يلحق بالمدنيين يصدم وغير مقبول»، وشهدت أفغانستان على مدار الأيام القليلة الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في وتيرة أعمال العنف والمعارك بين القوات الأمنية وحركة طالبان. يأتي هذا وسط نشاط ملحوظ من جانب تنظيم داعش الذي تبنَّى مسؤولية اثنين من التفجيرات الثلاثة التي وقعت في كابول الخميس الماضي، وأودت التفجيرات بحياة ما لا يقل عن 11 شخصًا، وإصابة عشرات آخرين. ويتزامن هذا التصعيد مع انطلاق الحملات الدعائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية، بعد أشهر من المشاحنات السياسية وتأجيلين متتاليين. وسيترشح للمنصب 18 مرشحًا بينهم الرئيس الحالي محمد أشرف غني، ورئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله، بالإضافة لحنيف أتمر مستشار الأمن القومي السابق. وتعد المشكلة الأمنية هي أكبر تحدٍّ بالنسبة للقوات الأفغانية المنوط بها القيام بحماية المرشحين وتأمين المهرجانات الانتخابية، خاصة في ظل تصريحات أطلقها أكثر من مرشح حول مخاوفهم من الوضع الأمني غير المستقر بالبلاد. من ناحية أخرى صرَّح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأنَّ الرئيس دونالد ترامب يريد تقليص عدد القوات التي تشارك في معارك أفغانستان بحلول موعد الانتخابات الأمريكية المقبلة، ليقدم إطارًا زمنيًا لخطة واشنطن، من خلال خفض عدد القوات هناك. وكشف بومبيو أنَّ أميكيا تأمل أن تقل الحاجة بشكل عام لقوات قتالية في المنطقة، وأبدى تفاؤله بالمفاوضات الجارية مع حركة طالبان لإنهاء الحرب الدائرة لما يقرب من 18 عامًا. وتزيد تلك التصريحات التكهنات التي تفيد بأنَّ ترامب مستعد لإبرام أي اتفاق مع حركة طالبان يسمح على الأقل بانسحاب ولو كان جزئيًا للقوات الأمريكية قبل توجُّه الناخبين لصناديق الاقتراع بغضّ النظر عن مخاوف الحكومة المدعومة من واشنطن في كابول.
مشاركة :