اعتبر خبراء متخصصون في المجالات الاستراتيجية والسياسية والإعلامية، أن الإعلام القطري يحاول «الصيد في الماء العكر» وإحداث الوقيعة بين الدول الأشقاء في الخليج العربي، خاصة بين الإمارات والسعودية وهو ما لن يحدث، وأشاروا إلى أن شيطنة وخلط ما هو غير سياسي بكل شيء، أمر اعتادته الدوحة وإعلامها الأهوج، فيما علاقات الأخوة بين الإمارات والسعودية ودورهما الاستراتيجي في اليمن ودعم استقراره، أمر لا نقاش فيه. وأكد اللواء إبراهيم خليل، رئيس الكلية البحرية المصرية الأسبق، أن وجود مسؤولين إماراتيين من حرس الحدود والسواحل في إيران للتشاور بخصوص أمور الصيد ومكافحة التهريب مسألة عادية، لا ترتبط بالضرورة بالعلاقات السياسية بين البلدين، لافتاً إلى أنه أمر متكرر يشترك فيه بلدان بحكم المنطقة الجغرافية والتي تلزم على مسؤوليها التشاور في هذا الشأن وتبادل الزيارات على مستوى معين من مسؤوليهما، الأمر الذي يظهر في الزيارة التي عقدها مسؤولون من الإمارات العربية المتحدة وإيران. وأضاف في تصريحات لـ«الاتحاد» أن المياه الإقليمية مرتبطة بقواعد وقوانين يمضي عليها الأطراف المتشابكون جغرافياً لحفظ حقوقهم ولا يوجد أي تنازل عن هذه الحقوق بسبب الوضع والخلاف السياسي وإنما يجب زيادة التنسيق، وهو أمر متعارف عليه ويحدث بين مصر وإسرائيل على سبيل المثال في أكثر من موقف. وفي هذا الإطار، يتفق الربان البحري نبيل عبدالوهاب في هذا الشأن، مشيراً إلى أن الأمر طبيعي، ويتكرر في الحالات المشابهة لظروف الإمارات العربية المتحدة وإيران باعتبارهما مختلفتين سياسياً، إلا أنهما مترابطتان جغرافياً سواء برياً أو بحرياً، بالشكل الذي يلزم عليهما التنسيق في مختلف الأمور، خاصة البحرية. وأضاف لـ«الاتحاد» أن الوضع السياسي غير مرتبط على الإطلاق بالتنسيق في الأمور مثل التهريب والاتفاقات المنظمة للصيد في المياه الإقليمية، وإلا فإن الأمر مكانه الحروب مع كل مرة يتم اختراق الحدود البحرية للطرفين، مؤكداً أن الإعلام المعادي يستغل أي ظرف للنيل من التحالف العربي ولا يجب الاستماع إليه على الإطلاق. وقالت الدكتورة نهى أبو بكر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن قطر تستخدم إعلامها كأحد أدواتها الخارجية، مشددة على أنها تبث السم في العسل، حيث تظهر التقارير بتقنية لتمرير الرسائل التي تريد تمريرها. وأضافت لـ«الاتحاد» أن هذه ليست أول مرة، وأن قطر تستمر في نشر التقارير عبر قنواتها بهدف رئيس هو بث الفتنة بين الدول العربية. وأوضحت أنه لا يوجد أي خلاف بين الإمارات والسعودية كما تدعي قطر في تقاريرها الإعلامية، مؤكدة ضرورة أن يكون هناك إدراك للدور الذي تقوم به قطر لمحاولة التأثير في قوة العلاقة بين الدول المقاطعة لها، وأيضاً الدول التي تندد بأفعال قطر الداعمة للإرهاب. وشددت على أن الإمارات وجهت رسالة واضحة بأن دور قطر في إثارة الفتنة لا جدوى له، موضحة أن تغريدة معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية تمثل رسالة للمواطن العادي حتى لا يستفز من تلك التقارير القطرية العبثية، مؤكدة أن هذه التقارير تستهدف إثارة الفتنة بين الشعوب التي بينها تاريخ وأخوة. الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، قال إن الإعلام القطري يمارس أدواراً تتسم بالتحريض والمبالغة والدعاية المضادة لكثير من النظم العربية التي تقف على خط المواجهة أمام النظام القطري، مؤكداً أن هناك محاولات لتحريض الشعوب على أنظمتها وتوجيه الدعاية المضادة لنظم الحكم في الإمارات والمملكة العربية السعودية، وشدد على أن الشعوب العربية والخليجية فطنت تماماً لهذه الممارسات التحريضية التي توجه الدعاية المضادة لنظم الخليج العربي، لافتاً إلى أنه لا يوجد شك بأن محاولة ضرب العلاقات الإماراتية السعودية فاشلة. وأكد لـ«الاتحاد» أن التنسيق السياسي والعسكري والدبلوماسي بين الإمارات والسعودية متكامل ويشاركهما في ذلك مصر والبحرين، لافتاً إلى أن محاولة ضرب العلاقات فاشلة، وسهم سيرتد على قاذفة. السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أشار إلى أن الوضع السياسي لا يحتمل عدم توقيع اتفاقات تنظم عملية الصيد في المياه الإقليمية بين كل من الإمارات العربية المتحدة وإيران. وأوضح أنه أمر عادي يتم بين الدول كافة سواء متفقة أو مختلفة سياسياً، ويحدث بين الدول الأوروبية نفسها مع إيران على سبيل المثال، ويمكننا أن نرى وجود اجتماعات على مستوى رؤساء الدول كأعلى مستوى من التمثيل الدبلوماسي، وذلك بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، على الرغم التهديد بحرب نووية بين الطرفين، في الوقت الذي لا يصل فيه العداء السياسي بين دول المنطقة وإيران إلى هذا الحد من الأساس. وأضاف أن وجود مزيدٍ من الاتفاق بين دول المنطقة أمر جيد ويجب دعمه، ولا يمكن لقطر التي يحرس أميرها الحرس الثوري الإيراني أن توقع بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بسبب زيارة روتينية مع إيران. وقالت الدكتورة يمنى الحماقي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الإعلام القطري مصمم على أن يقوم بهذا الدور في التحريض وبث الدعاية المضادة بناءً على أجندات خارجية، مشددة على أن قطر تصر على أن تخرج من السرب العربي، وتنفذ أجندات خارجية لإثارة الفتنة والوقيعة بين الدول المترابطة، خاصة السعودية والإمارات. وأضافت في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن العلاقات الإماراتية السعودية متكاملة، وركيزة أساسية للرباعي العربي تشكل جبهة للاستقرار العربي، ومواجهة لإثارة الفتنة في الدول العربية من قبل قطر التي تحاول الوقيعة بين الإمارات والسعودية. وأوضحت أن تكرار محاولات بث الشائعات من قبل قطر يبين أنها اختارت أن تبعد عن السرب العربي، وتدعم الإرهاب في الدول العربية، مؤكدة أن الدور الذي تقوم به قطر خطير جداً ولا تدرك عواقبه، خاصة أن تُستخدم لتحقيق أهداف جهات خارجية.
مشاركة :