علمت “العرب” من مصدر مسوؤل في شركة “دولار للتوزيع” أن الخارطة لم تتضح بشأن العدد النهائي من الأعمال الجاهزة للعرض خلال موسم عيد الأضحى المرتقب، رغم وجود اتفاقات مبدئية بين منتجي الأفلام وشركات التوزيع، لكن من الوارد تأجيل بعضها. وينتظر موسم عيد الأضحى في مصر مشاركة 7 أفلام، وهي: “أولاد رزق 2” بطولة أحمد عز وعمرو يوسف، و“خيال مآتة” بطولة أحمد حلمي ومنة شلبي، و“كل سنة وانت طيب” بطولة تامر حسني وزينة، و“انت حبيبي وبس” بطولة محمود الليثي والمطربة بوسي، و“الكنز 2” بطولة محمد رمضان وهند صبري، و“الفيل الأزرق 2” بطولة كريم عبدالعزيز ونيللي كريم، و“الطيب والشرس واللعوب”، بطولة أحمد فتحي وبيومي فؤاد ومي كساب. وأكد البعض من النقاد أن رغبة عدد كبير من النجوم اللحاق بموسم الأضحى ترجع إلى عدم مشاركة أغلبهم في موسم دراما رمضان الماضي، ارتكانا لحالة التقشف الإنتاجية، وتشجع البعض منهم بالنجاحات التي حققها موسم عيد الفطر الماضي، والتي قد تمهد الطريق لوجود موسم قوي في عيد الأضحى. لم ينته الفنان أحمد حلمي من تصوير فيلمه “خيال مآتة”، مع أنه تم الإعلان عن لحاقه بموسم عيد الأضحى عندما بدأ تصويره بداية شهر يوليو الجاري، ليكرّر بذلك ما فعله مع فيلمه السابق “لف ودوران” الذي انتهى من تصويره خلال أسبوعين فقط، ولقي العديد من الانتقادات من النقاد مع انخفاض جودته، وهذا لم يمنعه من تصدر إيرادات أفلام الأضحى منذ ثلاث سنوات.ونشر حلمي صورة له على موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام” وهو يرتدي قناعا وكتب “خيال مآتة.. عيد كبير”، ما يعني أن صنّاع العمل حسموا موقفه من طرحه خلال موسم العيد. وبسؤال جهات مسؤولة عن التوزيع أكدت عدم تلقي تأكيدات نهائية بعرض الفيلم، ما يفسّر تأخّر طرح الحملة الدعائية للعمل حتى مساء الاثنين. ولم يستقر الفنان تامر حسني على عنوان فيلمه الجديد، في وقت أعلنت الجهة المنتجة للفيلم عرضه خلال موسم عيد الأضحى، واستئناف القائمين على تصويره لعملهم مطلع يوليو الحالي، بعد توقفه خمسة أشهر بسبب مشكلات إنتاجية. وكان يحمل في البداية عنوان “حمزة” ثم تم تغييره إلى “نصب تذكاري”، ويبدو أنه سيتم الاستقرار على اسم “عملة صعبة”، ومع ذلك غير مستبعد التغيير مرة أخرى إلى “كل سنة وانت طيب”. وقال مؤلف العمل محمد عبدالمعطي لـ“العرب”، “إن الانتهاء من تصوير جميع مشاهد الفيلم سيكون أوائل أغسطس الجاري، ونسعى للحفاظ على جودة الفيلم ولحاقه بموسم العيد أيضا، خاصة أنه بحاجة إلى مجهود كبير، وهو ما كان دافعا لتأجيل طرح البوستار الدعائي للفيلم”. وذهب البعض للتأكيد على أن تأخير عملية التصوير أسوة بدراما رمضان ترجع لأزمات مالية يواجهها صنّاع تلك الأعمال، لأن إيرادات 33 فيلما تم عرضها العام الماضي بلغت 357 مليون جنيها فقط (21 مليون دولار)، بحسب بيان رسمي صدر عن شركة “دولار فيلم للتوزيع”، ولم تحقّق العديد من الأعمال الحد الأدنى من ميزانية إنتاجها، وبالتالي فإن المسألة بحاجة لدراسات دقيقة بشأن توقيت عرض تلك الأفلام. وعلى جانب آخر، تواجه الأفلام الجاهزة للعرض منذ فترة طويلة تحديات بخصوص رفض صنّاعها المغامرة بها لضمان أكبر قدر من الإيرادات، ما أدى لتأجيل بعض الأعمال التي كان من المقرّر عرضها خلال عيد الفطر الماضي، ومنها “الفيل الأزرق 2”، و“الكنز 2”، ومن المتوقّع طرحهما بعد أيام. غير أن الفنان والموزّع شريف رمزي، أكد عدم تلقيه خطابا رسميا بشأن الأفلام الجاهزة، كي تتضح الخارطة، لافتا إلى أن ما تأكد عرضه حتى الآن “الفيل الأزرق 2” و“ولاد رزق 2”، وهناك اتفاقيات بطرح عدد من الأفلام الأخرى، لكن بعضها لم يكتمل تصويره، والبعض الآخر انتهى صنّاعه منه وبانتظار قرار الجهة المنتجة بطرحها أم لا. وأشار رمزي لـ“العرب”، إلى أن الموسم الحالي مختلف، والمنافسة ستكون قوية ومن الصعب تحديد الرابح فيها، ما يجعل إيرادات الشهرين المقبلين خارج التوقعات، بخلاف المواسم الماضية التي كانت الكفة تميل فيها إلى فيلم واحد أو اثنين لحصد أعلى الإيرادات. وانطلقت الشركة المنتجة لفيلم “الفيل الأزرق 2” في عرضه في 25 يوليو الماضي، لرغبة القائمين على العمل الحصول على فرصته في المشاهدة، نظرا إلى أن مدته تقترب من ساعتين ونصف الساعة، ما يتسبّب في قلة عدد حفلات العرض، إذا وضع مع فيلم مدته ساعة ونصف الساعة فقط ليحقّق إجمالي عدد حفلات أكثر. ويبدو أن حالة النجاح التي حققها فيلم “تراب الماس” في موسم عيد الأضحى الماضي، وجرى عرضه قبل أسبوع من العيد، وحقق إيرادات بلغت 31 مليون جنيه (2 مليون دولار تقريبا) مستغلا فترة الإجازات الصيفية، دفعت أصحاب “الفيل الأزرق” لتكرار التجربة نفسها.وانتهى المخرج طارق العريان من تصوير فيلمه “ولاد رزق 2”، وتجري عمليات المونتاج ووضع الموسيقى التصويرية ليكون جاهزا للعرض مع انطلاق موسم عيد الأضحى كما هو محدد من الجهة المنتجة، ومن المتوقّع طرحه في 8 أغسطس الجاري، لكن أيضا لم يتم تحديد ذلك بشكل نهائي، خاصة أنه من المعروف عن مخرجه، العريان، التدقيق في العديد من التفاصيل، ما يستغرق وقتا طويلا، كما أن التصوير انتهى منذ فترة قصيرة. ولفتت الناقدة الفنية ماجدة موريس، إلى أن البحث عن العائد التجاري من الأفلام يؤدي إلى حالة الضبابية الموجودة حاليا، والجميع يبحثون عن الإيرادات، بعيدا عن المحتوى الفني المقدّم، والأمر ذاته مرتبط بالذوق العام للجمهور، لأن الفئات الشبابية في الأعياد لا تهتم كثيرا بالفكرة أو المضمون، وينصب التركيز غالبا على الكوميديا والحركة، ما يدفع البعض من الفنانين إلى التهافت على مواسم الأعياد، وهو ما يشبه الحال في سوق الدراما خلال شهر رمضان. وأضافت لـ”العرب”، أن تجربة بعض النجوم بعرض أفلامهم في موسم منتصف العام، مثل فيلم “نادي الرجال السري” بطولة كريم عبدالعزيز وتحقيقه إيرادات كبيرة، لم تؤثر في تغيير توجهات البعض، مع أن جمهور السينما الحقيقي يحضر في تلك المواقيت، الأمر الذي يتطلب طرح جهات التوزيع لحلول متنوعة للارتقاء بالمحتوى مع التسويق الجيّد، بعيدا عن أشهر الإجازات والأعياد.
مشاركة :