قال خبراء إن احتيال المؤثرين الذين يشترون متابعين مزيفين لصفحاتهم على منصات مثل إنستغرام يكلف الشركات التجارية الراعية أكثر من مليار جنيه دولار سنويا. ويخدع التلاعب بأعداد المتابعين ونسب التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي الشركات التجارية، حيث تعتقد أن إعلان المؤثرين المحتالين عن منتجاتهم سيصل إلى عدد أكبر من المعجبين. وحقق خبير اقتصادي بجامعة بالتيمور في هذه المشكلة بعد انتشار أخبار تزعم بأن أكثر من نصف الحسابات التي تتابع مشاركي برنامج “لوف آيلاند” (جزيرة الحب) هذا العام كانت مزيفة. وأخبرت وكالة تاكومي الإعلانية صحيفة التايمز البريطانية أنها أجرت تحليلا أشارت نتائجه إلى أن نسبة من متابعي غريغ أوشيا وأمبر غيل اللذين فازا بهذا الموسم من سلسلة “لوف آيلاند” التي تبثها شبكة “آي.تي.في” كانت لحسابات وهمية. ومثّلت هذه النسبة 63 بالمئة من متابعي أوشيا و41 بالمئة من متابعي غيل. وبالنسبة للحائزين على المرتبة الثانية، لا تعود حسابات 60 بالمئة من متابعي تومي فيوري و53 بالمئة من متابعي مولي ماي هيغ إلى أشخاص حقيقيين. واستخدمت الشركة خوارزمية لمسح حسابات المتابعين بحثا عن السمات التي تميز الحسابات الحقيقية عن الروبوتية المزيفة، بما في ذلك المواقع التي يعلن المستخدمون تواجدهم فيها وسرعة توسع قاعدة متابعي بعض الشخصيات. وقد عارض ممثلو سلسلة “لوف آيلاند” النتائج التي توصلت إليها وكالة تاكومي وقالوا إن جميع متابعيهم حقيقيون. وتبقى نسب الحسابات التي تتابع صفحة البرنامج الواقعي والمتسابقين فيه والتي قيل إنها وهمية أعلى من تلك المسجلة عند المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي. وكشفت دراسة أوسع أجراها روبرتو كافازوس في بالتيمور لصالح شركة تشيك للأمن السيبراني أن نسبة المتابعين الوهميين تتجاوز 15 بالمئة من مجموع متابعي المؤثرين. نسبة المتابعين الوهميين تتجاوز 15 بالمئة من مجموع متابعي حسابات المؤثرين على إنستغرام وقدّر كافازوس أن الشركات التجارية والمسوقين ينفقون ما لا يقل عن 1.3 مليار دولار سنويا حتى يعلن هؤلاء المؤثرون عن منتجاتهم وخدماتهم. وحذر من أن هذا الرقم سيصل إلى 1.5 مليار دولار بحلول سنة 2020 إن لم تتخذ الإجراءات اللازمة لمعالجة هذه المشكلة. كما قال إن احتيال المؤثرين يشمل شراء متابعين وهميين، ويكلف الأمر المؤثرين حوالي 10 جنيهات إسترلينية مقابل ألف متابع. وتمتد التكتيكات الشائعة الأخرى إلى استخدام برامج لمتابعة المستخدمين الآخرين وحذف من لا يتابعهم، مما يدفع المستخدمين إلى مواصلة متابعة المؤثرين. وذكر كافازوس طريقة أخرى تتمثّل في تشكيل مجموعات من المؤثرين الذين يتفقون على تبادل التعليقات على مشاركات بعضهم البعض حتى تتوسع قاعدة متابعيهم. غالبا ما يواجه المؤثرون انتقادات عندما لا يحددون أن بعض مشاركاتهم تحتوي إعلانات. ومن جهة أخرى، قال كافازوس إنهم قد يخدعون الشركات التجارية والمسوقين عندما يصنفون مشاركاتهم الخاصة على أنها إعلانات لعلامات تجارية معروفة، حيث تحاول الشركات الأصغر إتباع خطوات الأخرى الأكثر نفوذا في السوق. يذكر أن إنستغرام التابع لشركة فيسبوك يحظر جميع الحسابات المزورة.
مشاركة :