في محاولة لمواجهة الانهيار الاقتصادي وارتفاع التضخم وضعف العملة التي فاقمتها العقوبات الأمريكية، قررت الحكومة الإيرانية أمس إلغاء أربعة أصفار من عملتها الوطنية، كما اعتمدت "التومان" كاسم جديد لعملتها الحالية الريال. وفقا لرصد أعدته وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، فإن المليون ريال إيراني ستصبح قيمته بعد حذف الأصفار الأربعة 100 ريال إيراني. وهذه ليست المرة الأولى التي تحذف فيها إيران أصفارا من عملتها الوطنية، إذ سبق أن حذفت صفرا واحدا في عام 2017، وسبقتها "تركيا" في عام 2005 بحذف ستة أصفار، حيث أصبح المليون ليرة تركية يساوي ليرة واحدة. وتوجه الدولة إلى حذف أصفار من العملة بديلا عن إصدار فئات كبيرة، يهدف إلى تخفيض تكلفة طباعة العملة وعدم تحمل المواطن مبالغ كبيرة عند إقدامه على شراء السلع، إلا أنه قد يصحب ذلك مزيد من التدهور. وتسعى إيران من خلال حذف الأصفار إلى تسهيل عملية البيع والشراء، وإعطاء دفعة نفسية للمواطنين الإيرانيين ليشعروا بأن القوة الشرائية للريال الإيراني أصبحت أفضل. ولا تنعكس غالبا قرارات حذف الأصفار على دخل المواطن ولا تعني معالجة المشكلات الاقتصادية الكثيرة، خصوصا في إيران التي تعاني عقوبات اقتصادية عالمية. وسبق أن حذفت فنزويلا في 2018 خمسة أصفار من عملتها المحلية "البوليفار" بما معناه أن مليون بوليفار بعد حذف خمسة أصفار أصبح يساوي عشرة بوليفارات. وسبقتها العراق في عام 2015 حيث حذفت ثلاثة أصفار من عملتها "الدينار العراقي"، وبوليفيا حذفت ثلاثة أصفار في 2008، وزيمبابوي حذفت عشرة أصفار، والسودان ثلاثة أصفار في عام 2007، ورومانيا أربعة أصفار في عام 2005، وفي عام 2003 حذفت زيمبابوي ثلاثة أصفار. وقال علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية في مؤتمر صحافي في طهران أمس "إن الحكومة أقرت مشروع قانون لحذف أربعة أصفار من العملة، و"التومان" سيكون عملتنا الوطنية"، فيما يحتاج القرار إلى المرور بمراحله التشريعية وموافقة البرلمان ليصبح نافذا. وتواصل قيمة الريال الإيراني التدهور منذ العام الماضي. وقبل ثلاثة أعوام كان الدولار الأمريكي يساوي 37 ألف ريال إيراني، لكن العملة الإيرانية تدهورت بشكل كبير العام الماضي ليصبح الدولار الواحد يساوي 180 ألف ريال. وسُجّل هذا التدهور الكبير في قيمة الريال بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب العام الماضي انسحاب الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015 وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران. وتشكلت حينها طوابير طويلة أمام مكاتب الصيرفة قبل أن تقرر الحكومة الإيرانية توقيف أصحاب مكاتب الصيرفة غير المرخّص لهم بالعمل وتجميد حسابات المضاربين. وفقا لـ"الفرنسية " يساوي الدولار الواحد حاليا 120 ألف ريال في التعاملات الفردية، علما بأن سعر الصرف الرسمي هو 42 ألف ريال للدولار الواحد. ويعني ذلك أن من لا يحمل بطاقة مصرفية عليه أن يتخلى عمليا عن النقود المعدنية، وأن يحمل رزما من الأوراق المصرفية للمشتريات اليومية. يذكر أن صندوق النقد الدولي توقع في وقت سابق انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 6 في المائة هذا العام بسبب العقوبات.
مشاركة :