تستأنف المفاوضات بين المجلس العسكري وقادة المعارضة على وقع مظاهرات شهدتها عدة مدن وسقط فيها قتلى جدد وفق ما أفادت لجنة الأطباء السودانية. جولة المفاوضات ربما تكون الأخيرة وتتناول الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية. صورة من الأرشيف شارك آلاف السودانيين في تظاهرات عمت مختلف أرجاء البلاد الخميس (الأول من آب/ أغسطس 2019) استجابة لدعوة قادة الاحتجاج إلى تنظيم مسيرات "مليونية" تنديدا بمقتل ستة متظاهرين يوم الاثنين الماضي بينهم أربعة تلاميذ في الأُبيّض كبرى مدن ولاية شمال كردفان. ودعا تجمع المهنيين الذي أطلق الاحتجاجات، أنصاره إلى تظاهرات حاشدة في أرجاء البلاد اليوم تحت شعار "القصاص العادل" لضحايا الأُبيض. وعلى الأثر، شارك محتجون في عدة تظاهرات في الخرطوم وفي أم درمان. كما خرجت تظاهرات في الأُبيض حيث سقط الضحايا، وفي مدينة بورتسودان الساحلية. وأثار مقتل التلاميذ تنديدا دوليا، مع مطالبة اليونيسف بفتح تحقيق في الأمر. كما قررت السلطات إغلاق جميع المدارس حتى إشعار آخر، فيما فرضت حظر تجول ليلي في الأبيض وثلاث مدن أخرى. ومن جهتها قالت لجنة أطباء السودان إن ما لا يقل عن أربعة متظاهرين قتلوا وأصيب كثيرون في إطلاق نار بمدينة أم درمان اليوم الخميس. وقالت اللجنة في بيان على صفحتها على فيسبوك "ارتقت أرواح 4 شهداء قبل قليل بمدينة أم درمان بعد إطلاق رصاص حي على الثوار، كما توجد العديد من الإصابات". استئناف المحادثات بين المعارضة والمجلس العسكري في غضون تستأنف المفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم وقادة الاحتجاج اليوم. ونقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) عن شمس الدين كباشي، المتحدث باسم المجلس أنّ المفاوضات مع "قوى إعلان الحرية والتغيير" ستتناول الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية. بدوره أوضح قيادي في تحالف "قوى الحرية والتغيير" لوكالة فرانس برس أنّ التفاوض سيكون حول نقاط خلافية بسيطة حول الإعلان وأنه يتوقع "أن يتم حسمها بالكامل اليوم". وستتناول المفاوضات أيضا "الحصانة المطلقة" التي يطالب بها جنرالات الجيش و"صلاحيات مجلس السيادة" و"مظاهر الانتشار العسكري" في البلاد. ووقّع قادة الجيش وحركة الاحتجاج في 17 تموز/ يوليو "إعلانا سياسيا" لتشكيل مجلس عسكري مدني مشترك يؤسس لإدارة انتقالية تقود البلاد لمرحلة تستمر 39 شهرا، ما يمثل أحد المطالب الرئيسية للمحتجين. وكان من المقرر أن يتم استئناف المفاوضات بين الجانبين في وقت سابق من الأسبوع الجاري إلا أنها تأجلت في أعقاب الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان. أ.ح/ص.ش (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :