هل وجود «هواوي» في ألمانيا صفقة سيئة؟

  • 8/2/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بيتر ليمبورج * ترغب شركة هواوي الصينية لتكنولوجيا الاتصالات المشاركة في بناء شبكة 5G في ألمانيا. هذه التكنولوجيا ستقوم بتسريع شبكة الإنترنت بشكل كبير جداً. إذن شركة صينية ستعمل على أن نصل بسرعة أكبر إلى المعلومات! إنها الصين نفسها التي تعمل بكل قوة على عزل الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي لديها. وباستخدام تقنية متطورة تعمل على ألا تصل المعلومات من ألمانيا إلى سكانها.كل ما تقدمه دويشته فيله (DW)، لاسيما البرنامج الصيني يتم حجبه في إمبراطورية الوسط. وعمل صحفيي دويتشه فيله يكاد يكون مستحيلاً في الصين. وفقط باستخدام برمجيات تفادي الرقابة يمكن أن تحصل فئة صغيرة من الناس في الجمهورية الشعبية على معلومات غير مراقبة من ألمانيا وأوروبا. وهذا العمل غير اللائق تمارسه بكين أيضاً مع ما تقدمه وسائل إعلام غربية عالمية مثل بي بي سي باللغة الصينية. والوصاية على السكان المحليين تزداد أكثر منذ أيام، ففي الأثناء لا يمكن الدخول في الصين إلى موقع صحيفتي «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ» و «زوددويتشه تسايتونغ» الألمانيتين أيضاً.الحزب الشيوعي لا يرغب في الحديث والنقاش حول حقوق الإنسان في الصين. وفي المقابل يمكن استقبال برامج وسائل الإعلام الصينية بحرية في بلادنا، والصحفيون الصينيون بإمكانهم التحرك بكل حرية وتغطية كل شيء بدون قيود. والساسة الألمان مثل المستشارة أو وزير الخارجية يلفتون الانتباه دائماً إلى هذا الاختلاف الكبير. لكن هذه النداءات غالباً ما تتلاشى بدون نتيجة. والحصار يستمر.حرية الصحافة والمعلومات غير قابلة للمساومة وبالإضافة إلى ذلك حرية التعبير حق إنساني عالمي. والجدير بالذكر أن ما تقدمه دويشته فيله بالصينية عبارة عن تقارير ثقافية واقتصادية وعلمية من ألمانيا، من شأنها مد جسور إعلامية بين شعوبنا. لكن الصين ستستمر في انتهاك حرية الصحافة ودهسها بالأرجل وحجب عروض دويشته فيله، إذا لم تترتب عواقب على سلوكها هذا، باختصار، فإن بكين لا تستجيب إلا تحت ضغط.والآن هناك أصوات تدعي أن هواوي شركة خاصة ولا يمكن تحميلها مسؤولية سياسة الدولة، ومن يصدق هذا فعلاً، فإنه على الأقل ساذج، فالحزب الشيوعي بإمكانه مراقبة كل شيء في الصين، وربما لا ينجح في ذلك دائماً ويظهر اهتماماً أقل في بعض المجالات غير الحساسة. لا شك في أن الصفقات الجيدة تتطلب تراضياً تاماً بين الأطراف. وما دامت الصين لا تسمح بتبادل حقيقي للمعلومات، فلا يمكن لمجتمع ديمقراطي حر مثل مجتمعنا أن يكون راضياً، ويجب علينا أن نكون حازمين في ذلك، إذ إن إشراك هواوي في بناء شبكة 5G سيكون صفقة سيئة بكل المقاييس. * فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ

مشاركة :