الدخيل: أسس علاقات السعودية والإمارات اجتماعية وسياسية

  • 8/2/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: محمد علاء أكد تركي بن عبدالله الدخيل، سفير المملكة العربية السعودية لدى الدولة، أن العلاقات السعودية - الإماراتية تنطلق من أسس اجتماعية وسياسية مشتركة، برهنت عليها التفاهمات المباشرة التي طبعت علاقة البلدين الشقيقين، منذ السنوات الأولى لتأسيس دولة الاتحاد، وحتى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة. أضاف تركي الدخيل خلال المحاضرة، التي ألقاها أمس الأول الأربعاء في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، تحت عنوان: «العلاقات السعودية الإماراتية في ضوء التحديات المشتركة»، أن التوافق السياسي الراهن بين البلدين، قد تبلور منذ ستينات القرن الماضي، وتعزز لاحقاً في أكثر من مناسبة، كالتنسيق لدعم جمهورية مصر العربية في حرب 1973، وحرب تحرير الكويت 1991، والموقف المشترك من أحداث 2011 في بعض الدول العربية، كما تعزز أكثر، بمشاركة البلدين في عاصفة الحزم لدعم الشرعية في اليمن الشقيق.وأكمل: توجت علاقات الطرفين بإعلان مجلس التنسيق السعودي الإماراتي رعايةً للمصالح المشتركة، الذي عقد اجتماعه الأول في جدة بتاريخ 7 يونيو/حزيران 2018 برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، وعُقد الاجتماع الثاني للجنة التنفيذية في أبوظبي، في 17 يناير/كانون الثاني 2019 لمتابعة تنفيذ المشروعات الاستراتيجية المشتركة.وأكد تركي الدخيل أن تحالف الاستقرار العربي بقيادة السعودية والإمارات تمت ترجمته عن طريق انخراطهما في «عاصفة الحزم» وتعزيزهما لاستقرار فكرة الدولة، والحفاظ على ما تبقى منها، كما التقت جهودهما الدبلوماسية للعمل في المحافل الدولية من أجل دعم الخيارات الشرعية للشعب اليمني.وأضاف: على المستوى الاقتصادي، تجاوزت الاستثمارات السعودية في دولة الإمارات 35 مليار درهم، كما بلغ عدد المشروعات الإماراتية في السعودية نحو 114 مشروعاً، مقابل 206 مشاريع سعودية في دولة الإمارات، وتعمل اليوم في دولة الإمارات المتحدة نحو 23 ألف شركة سعودية و66 وكالة تجارية، فيما تحتضن المملكة العربية السعودية مشروعات إماراتية مشابهة. وتابع: لا يمكن النظر إلى التحديات التي يواجهها البلدان بمعزل عن سياسات بعض الجهات الداعمة للانقسام في العالم العربي، والتطرف في الشرق الأوسط وخارجه، كما كانت سياسات بعض الجهات الخارجية هي الدافع نحو إثارة الصراع الطائفي في اليمن وسوريا والعراق، فضلاً عن تبنيه حركات الإسلام السياسي بشقيها السني والشيعي، لفرض حالة من عدم الاستقرار والفراغ السياسي في المنطقة، كتمهيد للتدخل الخارجي.وتحدث المحاضر عن مواجهة كل من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية لخطر التنظيمات الإرهابية التي خصصت الكثير من إصداراتها لانتقاد سياسات مكافحة التطرف والإرهاب في البلدين، وتوجيه نقدها لسياسات الانفتاح المتبعة في الدولتين، ومهاجمتها فكرة الدولة، ورموز الاعتدال العربي، باستخدام الأكاذيب والأدوات غير الأخلاقية، وهو ما يتطلب، يقظة إعلامية وتوعوية مستمرة لإعادة شرح التصورات وتحديد المنطلقات الأخلاقية لاستعادة الدين من مختطفيه، وصونه من أيدي العابثين به والمستغلين له، وحماية فكرة الدولة ومؤسساتها، وضمان استقلال القرار الوطني عن توجيهات الأيادي الخارجية وتعزيز هويَّة المواطن، وتأمين مستقبل الأجيال القادمة في المنافسة عبر ترسيخ منظومة القيم الأخلاقية العصرية الداعية إلى التسامح والانفتاح، من دون تأثير في القيم الأساسية والاجتماعية.وأضاف: الوعي السعودي - الإماراتي أدرك أن تنظيم «داعش» ليس سوى امتداد لتطرف رعته التنظيمات الإرهابية فكرياً لخدمة أهدافها السياسية، ولهذا شارك البلدان في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بكفاءة قتالية عالية نالت الإشادة العالمية، كما دعمتا جهود مكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي وأنشأتا بالتعاون مع أمريكا المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال). وعندما اتجهت السعودية بقيادة محمد بن سلمان نحو إنشاء التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، كانت دولة الإمارات من أوائل الدول الحاضرة بقوة في هذا التحالف.

مشاركة :