عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأول الأربعاء، على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، المساعدة في إخماد حرائق الغابات المستعرة في مساحات واسعة في سيبيريا، في خطوة رأتها موسكو مؤشراً على إمكانية إصلاح العلاقات بين البلدين، لكنها جددت تهديدها لواشنطن بنشر صواريخ بالقرب منها، في حال أقدمت على نشر صواريخ في أوروبا، وقال الكرملين، في بيان، مساء أمس الأول، إن الرئيسين تحدثا بالهاتف بمبادرة من واشنطن بعد ساعات من إصدار بوتين أمراً للجيش الروسي بمساعدة فرق الإطفاء في مكافحة الحرائق الهائلة. وقال الكرملين: «عرض الرئيس الأمريكي على روسيا التعاون في مكافحة حرائق غابات سيبيريا». وأضاف: «عبر الرئيس بوتين عن خالص امتنانه لهذا النهج المتعاطف، ولعرض المساعدة والدعم». وتابع، إن بوتين أبلغ ترامب بأن موسكو ستقبل عرضه إذا اقتضت الضرورة، وذكر أن «الرئيس الروسي اعتبر خطوة الرئيس الأمريكي مؤشراً على أن بإمكاننا في المستقبل استعادة العلاقات الشاملة بين بلدينا». وأضاف: اتفق الرئيسان على مواصلة الاتصالات بينهما عبر الهاتف، أو من خلال اجتماعات مباشرة. وأكد البيت الأبيض أن الرئيسين تحدثا هاتفياً، وبحثا حرائق الغابات، وأيضاً التجارة بين البلدين. وجاء العرض الأمريكي، بعدما أتت الحرائق على نحو ثلاثة ملايين هكتار، أغلبها من الغابات النائية، وهو ما يعادل مساحة بلجيكا تقريباً، ما أدى إلى انتشار الدخان في أنحاء سيبيريا، وإعلان حالة الطوارئ في عدة مناطق. ونشرت القوات الروسية طائراتها العسكرية، أمس؛ لمكافحة حرائق الغابات التي دمرت أجزاء كبيرة من سيبيريا. وقالت وزارة الدفاع في موسكو: إن طائرتي نقل من طراز «إليوشين إي إل 76» هبطتا في مدينة كراسنويارسك، وعلى متنهما 42 طناً من المياه؛ للمساعدة في إطفاء الحرائق. ومن المقرر نشر ما مجموعه 20 طائرة هليكوبتر؛ لإخماد الحرائق. وتعاني مئات القرى آثار الدخان الضار، الناجم عن أسوأ الحرائق التي ضربت المنطقة منذ سنوات، وأعلنت على إثرها حالة الطوارئ في مناطق عدة. وكانت جمهوريتا ساخا وبورياتيا، إضافة إلى منطقتي كراسنويارسك وإركوتسك، من بين أكثر المناطق تضرراً. واشتكت منغوليا المجاورة من آثار الدخان. من جهة أخرى، أكدت الخارجية الروسية، أمس، أنه إذا نشرت الولايات المتحدة الصواريخ التي تحظرها معاهدة القوات النووية المتوسطة في أوروبا، فإن روسيا تحتفظ بحق نشر صواريخها بالقرب من الولايات المتحدة، على غرار ما فعلت أمريكا. وعلق نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف على هذه المسألة قائلاً: «جميع الخيارات مطروحة»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «إنترفاكس». وذكَّر ريابكوف بأن روسيا ألزمت نفسها من جانب واحد بتجميد نشر هذه الصواريخ، منتقداً عدم تعاطي الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي «الناتو»، مع اقتراح تجميد العمل بمقتضيات فسخ المعاهدة. ويعتقد خبراء عسكريون في روسيا أن موسكو ربما نشرت هذه الصواريخ في فنزويلا وكوبا، على سبيل المثال، في حالة نفذت تهديدها. وجدد المسؤول الروسي الدعوة لإنقاذ معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية «Start» الجديدة، والتي ينتهي العمل بها عام 2021. وشدد ريابكوف، على ضرورة أن تأخذ المفاوضات بهذا الشأن، القوة الهجومية النووية لبريطانيا وفرنسا، في الاعتبار. وتنص معاهدة «ستارت» الجديدة على خفض مخزون الترسانة النووية لكل من روسيا وأمريكا إلى 800 نظام صاروخي لكل منهما، و 1550 رأساً نووياً معداً للإطلاق. (وكالات)
مشاركة :