اتهمت إيران الولايات المتحدة، أمس الخميس، بالقيام «بتصرف صبياني»، نابع من الخوف، وذلك بعدما فرضت واشنطن عقوبات على وزير خارجيتها محمد جواد ظريف. ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن الرئيس حسن روحاني قوله «يعودون إلى السلوك الصبياني... يرددون كل يوم «نريد التحدث.. دون شروط مسبقة»... ثم يفرضون عقوبات على وزير الخارجية». وقال روحاني «بلد يعتقد أنه قوي، وأنه قوة عالمية عظمى، خائف من مقابلات وزير خارجيتنا»، في إشارة على ما يبدو إلى مقابلات عديدة أجرتها وسائل إعلام أمريكية مع ظريف، الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة، خلال زيارته لنيويورك لحضور اجتماع للأمم المتحدة الشهر الماضي. وأضاف: «عندما أجرى الدكتور ظريف مقابلة في نيويورك... قالوا (الأمريكيون) إن وزير خارجية إيران يضلل الرأي العام لدينا. ماذا حدث لمزاعمكم عن التحرر وحرية التعبير والديمقراطية؟». وتابع قائلاً «أعمدة البيت الأبيض بنيت لتهتز بكلمات ومنطق رجل ودبلوماسي واسع الاطلاع ومتفان». وظريف شخصية محورية في الاتفاق النووي، وتلقى تعليمه وعاش لسنوات في الولايات المتحدة. ورفض الإجراء الأمريكي، وقال إنه لن يؤثر عليه في شيء، إذ إنه ليست لديه ممتلكات أو مصالح في الولايات المتحدة. وقال على تويتر إن السلام والحوار «تهديد وجودي» للسياسيين المتحالفين مع ترامب الذين يتبنون نهجاً متشدداً من الجمهورية الإسلامية. لكنّ مسؤولاً رفيعاً بإدارة الرئيس دونالد ترامب قال إنّ الصورة الدبلوماسية التي كوّنها ظريف بحكم طلاقته في اللغة الإنجليزية وخلفيته كأكاديمي تعلّم في الولايات المتحدة إلى جانب حس الفكاهة لديه، لا تعكس الحقيقة. وأضاف المسؤول رافضاً الكشف عن اسمه «القضية الرئيسية هي أنّه تمكن من خلق هذه الواجهة... بإظهار نفسه محاوراً صادقاً ومنطقياً باسم النظام. ما نشير إليه اليوم، هو أنه (ظريف) ليس كذلك». وقال «قرر الرئيس ترامب أن هذا يكفي» متهماً ظريف بأنه «وزير دعاية سياسية، وليس وزير خارجية». وكان وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين قال في بيان إنه تم فرض عقوبات على ظريف لأنه «يطبق أجندة المرشد الأعلى الإيراني الهوجاء... (نحن نبعث) برسالة واضحة للنظام الإيراني بأن السلوك الذي انتهجه في الآونة الأخيرة غير مقبول بالمرة». وسارع مسؤولون إيرانيون إلى تأييد جواد ظريف الخميس. وكتب عباس علي كدخائي المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور على تويتر «أمريكا خائفة ليس فقط من صواريخ إيران ولكن كذلك من حديثها». وأضاف «معاقبة ظريف تعني أن مزاعم أمريكا حول حرية التعبير كاذبة. معاقبة ظريف تعني سقوط تمثال الحرية». ودان الحرس الثوري الإيراني العقوبات على ظريف ووصفها بأنها «سخيفة وغير مشروعة وحمقاء». وقال: «الأمريكيون... يكشفون غضبهم من مدى انتشار رسالة... الثورة الإسلامية» من خلال ظريف. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه لقرار واشنطن فرض العقوبات على ظريف. وقال كارلوس مارتن رويز دي غورديولا المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موجيريني «نأسف لهذا القرار... ومن جانبنا سنواصل العمل مع ظريف بوصفه رأس الدبلوماسية الإيرانية نظراً لأهمية الإبقاء على القنوات الدبلوماسية». وأعلنت الصين معارضتها للعقوبات الأمريكية على ظريف، داعية واشنطن إلى بذل الجهود للحفاظ على الاستقرار في المنطقة. (وكالات)