كشفت تقارير عسكرية أميركية عن تحليق طائرات من طراز «إف 15» مسلحة بذخائر عنقودية، في أثناء مشاركتها في دوريات فوق الخليج العربي، فضلاً عن مجموعة متنوعة من الأسلحة الأخرى.وأفاد تقرير لموقع «ذي وور زون درايف» المتخصص في الشؤون العسكرية أن هذه الأسلحة قد تكون مفيدة لضرب أسراب من القوارب الصغيرة، كالتي يديرها «الحرس الثوري» الإيراني.وتأتي الطلعات الجوية وسط توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران، فضلاً عن مضايقة «الحرس الثوري» الإيراني واستيلائه على عدد من الناقلات في مضيق هرمز في الأسابيع الأخيرة.وظهرت صور الطائرات من هذا الطراز في 31 يوليو (تموز) 2019، كجزء من مقال إخباري رسمي صادر عن الجيش الأميركي حول الدوريات الجوية القتالية السطحية، وهي الوحدة الرئيسية للقوات الجوية في قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة. ووصلت طائرات «سترايك إيغلز» إلى القاعدة في يونيو (حزيران) الماضي.وأوضح الخبر الرسمي أن «دور تلك الطائرات هو القيام بمهام الدوريات الجوية القتالية فوق الخليج العربي وتوفير حراسة جوية للسفن البحرية في أثناء عبورها مضيق هرمز».ومن المعروف أن طائرة «إف 15 إي» هي مقاتلة ثنائية الدور مصممة لأداء مهام «جو - جو» و«جو – أرض»، وتقوم حالياً بعمليات دورية للقتال الجوي السطحي لضمان التجارة البحرية الحرة والمفتوحة في المنطقة، حسب الخبر الرسمي.وتُظهر الصور بعض الطائرات تحمل موزعات ذخيرة، وهي عبارة عن علبة نظام توجيه بالقصور الذاتي مدعومة بنظام «جي بي إس» يمكنها حمل عدد من الذخائر العنقودية المختلفة. وتظهر أيضاً أسلحة لنظم مع حمولة من قاذفات التأثيرات المركبة، والمعروفة أيضاً باسم مستشعر السلاح الضبابي، مع 10 ذخائر مستشعرة من طراز آخر.والذخيرة التي يطلق عليها «بي إل يو 97 بي» هي ذخيرة عنقودية تقليدية تزن ثلاثة أرطال ونصف الرطل، ولها تأثيرات تجزئة وقدرة على الحرق واختراق الدروع، مما يمنحها القدرة على إخراج مجموعة واسعة من الأهداف المختلفة. كما أن الذخيرة التي يطلق عليها «إس إف إم» هي ذخيرة ذكية أكبر وأكثر تعقيداً، ولكل منها أربعة رؤوس حربية منفصلة مضادة للدروع مع أجهزة استشعار خاصة بها تعمل بالأشعة تحت الحمراء والليزر لتحديد الأهداف وتدمير تلك الأهداف بدقة بالغة.وحسب الخبر الرسمي يمكن أن تكون أي من تلك الذخائر الصغيرة مفيدة ضد أسراب القوارب الصغيرة، غير أن الأسلحة الذكية من طراز «إس إف إم» قد تكون مناسبة بشكل فريد للمهمة.استخدمت إيران أسطول القوارب الصغيرة في الأشهر الأخيرة لمضايقة والاستيلاء على السفن التجارية الأجنبية، والتي توفر عموماً حماية محدودة لطاقمها. ويمكن أن تؤدي الأضرار التي تلحق بالمحركات أو أنظمة الأسلحة أو الطاقم إلى تحقيق مهمة قتل بسهولة حتى لو بقيت المركبة سليمة.وتعرّض استخدام الذخائر العنقودية لانتقادات كبيرة في السنوات الأخيرة، على الرغم من فائدتها العسكرية المستمرة. وسعت الولايات المتحدة إلى زيادة تقييد استخدامها والقضاء عليها بشكل مطرد من مخزوناتها العسكرية. في عام 2017 أوقفت إدارة الرئيس دونالد ترمب تلك المساعي، وقررت الاحتفاظ بالمخزونات الحالية من الذخائر العنقودية، على الرغم من الاستمرار في تطوير أسلحة بديلة.وإلى جانب الذخائر العنقودية تُظهر الصور أن طائرات «سترايك إيغلز» كانت جاهزة لمواجهة الأهداف الفردية المتحركة بقنابل موجهة بالليزر أيضاً. كما حمل بعض الطائرات قنبلتي «بايف واي» و«جي بي يو 12» من فئة 500 رطل على الأقل وخمسة قنابل واحدة منها من فئة 2000 رطل. والسلاح الأخير قادر على تعطيل أو تدمير أي سفينة في البحرية الإيرانية.بالإضافة إلى ذلك، حملت كل طائرة زوجاً من صواريخ «إي إي إم 120 سي» جو – جو، وصاروخين موجهين للأشعة تحت الحمراء قصيرة المدى من نوع «إي إي إم 9 إكس». توفر هذه الأسلحة القدرة على الدفاع عن النفس، وتسمح لها بالاشتباك مع الطائرات الأخرى، بما في ذلك الطائرات من دون طيار، والتي قد تهدد قوات أميركية أخرى أو غيرها من القوات الصديقة، فضلاً عن السفن التجارية. في عام 2017 أسقطت «سترايك إيغلز» التي كانت تحلق فوق سوريا طائرتين إيرانيتين من دون طيار، في مناسبتين منفصلتين، بدتا أنهما كانتا تستهدفان القوات الأميركية.
مشاركة :