عرفت الأستاذ الدكتور منصور بن إبراهيم بن عايج الحازمي مبكراً، رافقته ضمن وفد المملكة في الأسبوع الثقافي العربي بالسويد عام 1397هـ/ 1977م إذ استضافت مدينة استوكهولم النشاط العربي ممثلاً بمعرض تشكيلي ومحاضرات وندوات ومعرض مصغر للكتاب. وتوثقت علاقتي به عند استحداث جائزة الدولة التقديرية للأدب عام 1402هـ - 1982م) كان د. الحازمي وقتها يعمل في جامعة الملك سعود عميداً للدراسات العليا للبنات. وبحكم عملي في الأمانة العامة للجائزة التي تشرف عليها وتنفذها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فقد توثقت معرفتي به بعد انتقال عملي لمكتبة الملك فهد الوطنية ولقائي به مع زملائه لجنة إعداد (موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث.. نصوص مختارة ودراسات) ضمن دار المفردات للنشر والتوزيع والدراسات بالرياض عام 1420هـ/ 2000م. دعوته لزيارة مكتبة الملك فهد الوطنية والمشاركة في تسجيل ذكرياته ضمن برنامج (التاريخ الشفوي) فرحب بالدعوة وسريعاً ما لباها بتاريخ 3/ 5/ 1419هـ وكان وقتها عضواً بمجلس الشورى. وعلى مدى ثلاث ساعات تحدث، ولعلي اتذكر نتفاً مما قاله: * ولد عام 1354هـ/ 1935م بمكة المكرمة، وتلقى تعليمه الابتدائي في المدرسة الخالدية بجرول، والثانوي بالمعهد العلمي السعودي بجبل هندي. * ابتعث إلى القاهرة سنة 1374هـ/ 1954م والتحق بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب، جامعة القاهرة، وحصل على الليسانس سنة 1378هـ/ 1958م. * عاد للمملكة إثر تخرجه فعين مدرساً بالمدرسة الثانوية النموذجية بمدينة الملك سعود بجدة لمدة عام. * التحق بجامعة الملك سعود بالرياض معيداً بكلية الآداب عام 1959م، وابتعث في بداية عام 1380هـ 1960م إلى لندن، فالتحق بمدرسة الدراسات الشـرقية والإفريقية بجامعة لندن. وقد حصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث سنة 1386هـ/ 1966م وعنوان الأطروحة: (الرواية التاريخية في الأدب العربي الحديث). * عاد إلى الوطن ليعين مدرساً بقسم اللغة العربية – كلية الآداب – جامعة الملك سعود سنة 1386هـ/ 1966م، حصل على مرتبة أستاذ مساعد سنة 1389هـ/ 1969م)، ثم مرتبة أستاذ مشارك سنة 1394هـ/ 1974م وأخيراً حصل على مرتبة أستاذ سنة 1398هـ/ 1978م. وانتخب عميداً لكلية الآداب سنة 1393هـ إلى سنة 1396هـ، ثم انتخب رئيساً لقسم اللغة العربية وآدابها سنتي 97-1399هـ، 1977-1979م)، ثم انتخب بعد ذلك عميداً لمركز الدراسات الجامعية للبنات من سنة 1401 إلى سنة 1404هـ/ 1981- 1984م)، ثم انتخب مرة أخرى رئيساً لقسم اللغة العربية سنة 1405 إلى سنة 1414هـ/ 1985- 1994م). * عين عضواً بمجلس الشورى من سنة 1414هـ إلى سنة 1418هـ/ 1994- 1997م. * متزوج منذ عام 1382هـ 1962م وله أربعة أولاد: ابنتان هما: (مي) محاضرة في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، جامعة الملك سعود. و(نهى) طبيبة أسنان. أما الأبناء فهم: (مازن) متخرج من قسم المحاسبة بكلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود ويعمل حالياً بمستشفى قوى الأمن الداخلي. (وسفيان) تخرج في جامعة الملك سعود، كلية العلوم الإدارية، وابتعث إلى أستراليا وحصل على الماجستير في الإدارة المالية ويعمل حالياً في القطاع الخاص. * ويتذكر أنه خلال عمله عميداً لكلية الآداب، بدأت الدراسات العليا في بعض أقسام الكلية، فتقدمت ثلاث سيدات للالتحاق ببرنامج الماجستير في اللغة العربية، فاقترح مدير الجامعة أن يتم تدريسهن عن طريق الشبكة التلفزيونية، فاصر العميد أن يكون التدريس مباشراً لأن هذه المرحلة المتقدمة من الدراسة تعتمد على البحث والمناقشة، ولا بد لها من مواجهة. وبدأ فعلاً التدريس المباشر منذ ذلك التاريخ ولمدة ربع قرن، خَرّجتْ الجامعة عشـرات المؤهلات من حملة الماجستير والدكتوراه، إلى أن قررت الجامعة مؤخراً مع الأسف إلغاء هذا الإجراء والعودة إلى فكرة الشبكة التلفزيونية المغلقة، وقال إنها فكرة عقيمة ومتخلفة. * ذكر بكل فخر واعتزاز أساتذته، ففي المرحلة الثانوية: إبراهيم فطاني، وإبراهيم علاف، ومحمود قاري وغيرهم. وفي المرحلة الجامعية في القاهرة فهم الأساتذة، طه حسين، وسهير القلماوي، وشوقي ضيف، ويوسف خليف، ومصطفى السقا، وعبدالعزيز الأهواني، رحمهم الله. أما في لندن فذكر البروفيسور ساجنت رئيس قسم دراسات الشـرق الأوسط بمدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، والاستاذ وليد عرفات الذي أشرف على رسالته للدكتوراه بعد انتقال الأستاذ سارجنت إلى جامعة كمبردج. ولم ينس أبرز تلامذته أيضاً فقد ذكر منهم: محمد علوان ومحمد رضا نصـر الله، والدكاترة: مرزوق بن تنباك، وعبدالله المعيقل، ومحمد أبا حسين، وآمنة عقاد، وخيرية السقاف، وسعاد المانع، وعزيزه المانع، وحسناء القنيعير، وأشجان هندي وغيرهم. وقال إنه فخور بهم وبما وصلوا إليه من نضج علمي، وما وصل إليه بعضهم من تألق فني. عدت إلى ما تيسـر لي من صحف وكتب أشارت إلى الأستاذ منصور، فوجدت أن أول مشاركة له كانت في مجلة (في المرآة) التي يعدها طلبة البعثات السعودية بالقاهرة، فوجدت له قصيدة بعنوان: (أراك)، نختار منها قوله: إني أراك.. في كل آونة أراك.. في مهجعي.. في مضجعي. في روحتي.. في مرجعي.. إني أراك .. وفي المساء.. وسواد ثوبك قد أحاط به الفضاء وحفيف ريح تهمس.. ورؤوس نخل تنفس.. وكآبة تكسو السماء.. أراك طيفاً أو ملاك.. يحيطني بجناحيه.. وبعطفه وحنانه. وتذوب نفسي في ضياك.. وينام قلبي آمنا.. في ظل هدي من هداك.. حتى الصباح.. إلخ. ويزور المملكة أثناء بعثته عام 1958م فنجده يكتب في جريدة (حراء) وفي صفحته (أدب وأدباء) نجده ينشر قصيدة بعنوان: (صفقة زواج)، وموضوع مطول بعنوان: (الأديب بين ذاته ومجتمعه)، بدأه بقوله: «كثر الحديث عن رسالة الأدب وموقف الأديب حيال أمته ومجتمعه، وكثر الأخذ والرد بين فريق الالتزام في الأدب وفريق الحرية المطلقة التي يجب أن يستمتع بها الأديب والفنان فيما ينتجه ويبدعه..» وبعد عرض جميل ينتهي بقوله: «.. وواضح من نظرة هذا الفريق أنه يجعل الفن للفن أما الفريق الأول فيجعله يهدف إلى خدمة المجتمع، بل خدمة البشرية جمعا.. إلخ». ثم يكتب موضوعاً ثالثاً هو (ماذا بعد الجامعة؟). وبالعودة إلى (معجم المطبوعات العربية لعلي جواد الطاهر) نجده يقول عن الحازمي: «.. وتدرج في السلم العلمي حتى صار أستاذاً، وشغل العمادة مرتين ... واشترك كذلك في عدة مؤتمرات.. شغل: رئيس تحرير (مجلة كلية الآداب) بجامعة الرياض، وقد صدر المجلد الأول 1390/ 1970م.. وقال إنه عضو في اللجنة المشرفة على إصدار مجلة (الدارة)، صدر عددها الأول 1395هـ/ 1975م. واختتم كلامه بقوله: «يمكن أن يشغل في النقد الأدبي مكاناً أبرز مكانة مما هو عليه لو واصل نشاطه ونتاجه». *وبالاطلاع على (الخطة الشاملة للثقافة العربية) التي أعدتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، الذي عقد مؤتمرها في الكويت 26-28 نوفمبر1985م، نجده يمثل المملكة في المؤتمر إلى جانب الدكتور محمد أحمد الرشيد المدير العام لمكتب التربية العربي بدول الخليج ومقره الرياض. * ويشارك في إعداد (موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث.. نصوص مختارة ودراسات) مع توليه رئاسة اللجنة العلمية، وتقديمه للموسوعة مع إعداده للمجلد الخامس (الرواية) مستعرضاً مراحلها الثلاث البدايات والتأسيس، والتجديد، والتحديث وتقديمه لهذا المجلد بـ 57 صفحة واختيار نماذج للروايات في مراحلها، والتي كتبها 32 كاتباً. إضافة لمشاركته الدكتورين عبدالرحمن الطيب الأنصاري ومعجب سعيد الزهراني في إعداد المجلد السادس (السيرة الذاتية). وأضافت لترجمته التي سبقت الإشارة إليها «.. وعضو مجلس الأمناء لجائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري، وعمل عضواً في نادي الرياض الأدبي، وعضواً في اللجنة العليا لجائزة الدولة التقديرية في الأدب، وعضواً في اللجنة العليا للتخطيط الشامل للثقافة العربية التابعة لجامعة الدول العربية... وتشير الترجمة إلى أنه حاصل على الأوسمة والجوائز التالية: ١- ميدالية الاستحقاق الملكية من الدرجة الأولى. ٢- الميدالية الذهبية الكبرى من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. ٣- وسام التكريم من مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ٤- جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي. * ترجم له الدكتور حسن بن فهد الهويمل في (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية.. ج1) قائلاً: «.. وبعد تقاعده، عين عضواً بمجلس الشورى في دورته الأولى عام1993م، في حين واصل عمله بالجامعة وسائر المؤسسات الثقافية، كما أسهم في تنشيط الحركة الأدبية في المملكة من خلال عضوياته في عدد من المؤسسات الثقافية والإعلامية، وممارسته الكتابة الصحفية ناقداً ومنظراً ومبدعاً، كما مثل المملكة في عدة مؤتمرات، وشارك في عدد من المهرجانات داخل المملكة وخارجها، وكرم فيها، وكان من رواد النقد المنهجي المعياري، إذ كان النقد قبل طلائع المبتعثين يكاد يكون ذوقياً انطباعياً.. كما شارك في مؤتمر الحضارة الإسلامية واليابان، والمؤتمر العالمي للمكتبات.. ولما تزل إسهاماته تترى وحضوره مشهوداً، مارس الإبداع الشعري، وجمع إبداعاته في ديوانين: (أشواق وحكايات) و(شالوم يا عرب)، وشعره أميل إلى الحداثة الفنيةِ، والتجريب الحديث.. وتتجلى في كتاباته السخرية المتوازنة، وبخاصة في مقالاته غير العازمة، وهو معدود من المؤسسين لحركة النقد الحديث في المملكة والخليج العربي، واستغراقه في المهمات والعضويات حال دون تبنيه مشروعات علمية تطاول قامته الأدبية، ويكاد يكون مشـروعه الوحيد إسهامه في المعجمة الصحفية في الحجاز..». * قال عنه أحمد سعيد بن سلم في (موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين) القسم الأول: «.. وعضو في لجنة جائزة الملك فيصل الدولية التقديرية في الأدب [ربما يقصد جائزة الملك فهد] وفي لجنة اختيار الفائزين بجائزة الملك فيصل للأدب العربي. كما ترجم له في (موسوعة الشخصيات السعودية) الصادر عن مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر إضافة لأعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، وأعضاء مجلس الشورى.. إلخ. وأسهم في الترجمة لعدد من أدباء المملكة في (قاموس الأدب العربي الحديث) الذي أعده وحرره.. د. حمدي السكوت دار الشروق القاهرة 2007.
مشاركة :