عواصم - وكالات - اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني، أمس، أن قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزير الخارجية محمد جواد ظريف، يظهر «خوف» واشنطن منه. وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، ليل الأربعاء، أنّ العقوبات تشمل تجميد أيّ أصول لظريف في الولايات المتحدة أو تلك التي تُسيطر عليها كيانات أميركية. وقال روحاني في خطاب متلفز، «إنهم خائفون من مقابلات وزير خارجيتنا»، في إشارة الى سلسلة مقابلات صحافية أجرتها وسائل إعلام أجنبية مع ظريف خلال وجوده في نيويورك في يوليو الماضي. وتابع خلال زيارته لمدينة تبريز: «ربما ليس هناك من طريقة أفضل لوصف (العقوبات) إلا بالصبيانية». وأكد الرئيس روحاني إن المسؤولين الإيرانيين مستعدون للأسوأ بينما يحاولون إنقاذ الاتفاق النووي. وقال: «تنتظرنا معركة شرسة، لكن من المؤكد أننا سننتصر». وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان إن «ظريف يُنفّذ الأجندة المتهوّرة للمرشد الأعلى لإيران، وهو المتحدّث الرئيسي باسم النظام في العالم». ولكن في رسائل متضاربة لطهران، قررت واشنطن الأربعاء، تمديد اعفاء ثلاثة مشاريع نووية مدنية إيرانية موقتاً من العقوبات تجنباً لإغضاب الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي، وهي الصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا. وصرح مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي يتبنى خطاً متشدداً تجاه إيران، بأن هذا «تمديد قصير مدته 90 يوماً». ويرى مسؤول رفيع المستوى في ادارة ترامب، أنّ الصورة الديبلوماسية التي كوّنها ظريف بحكم طلاقته في اللغة الإنكليزية وخلفيته كأكاديمي تعلّم في الولايات المتحدة الى جانب حس الفكاهة لديه، لا تعكس الحقيقة. ويضيف رافضاً الكشف عن اسمه: «القضية الرئيسية هي أنّه تمكن من خلق هذه الواجهة... بإظهار نفسه محاوراً صادقاً ومنطقياً باسم النظام. ما نشير إليه اليوم، هو أنه (ظريف) ليس كذلك». وقال: «اليوم قرر الرئيس ترامب أن هذا يكفي»، متهما ظريف بأنه «وزير دعاية سياسية، وليس وزير خارجية». وشدّد البيت الأبيض على أنّه مستعدّ دوماً لإجراء محادثات، لكن ليس مع ظريف. وقال مسؤول: «إذا وجب علينا أن يكون لدينا اتصال مع الإيرانيين، نريد شخصا يتّخذ القرارات». وبالاضافة الى محاولات تجميد أصول ظريف، ستسعى واشنطن الى تقييد قدرته على العمل كديبلوماسي يجول العالم. إلا أنّ من المتوقع أنه سيكون قادرا على زيارة مقر الأمم المتحدة بنيويورك وإن كان تحت قيود مشددة. ورد ظريف معتبراً ان واشنطن تحاول إسكات صوت ايران على الساحة الدولية. وكتب في تغريدة: «السبب الذي قدمته الولايات المتحدة لمعاقبتي، هو انني الناطق الرئيسي باسم ايران في العالم»، مضيفاً «هل الحقيقة مؤلمة لهذا الحد»؟ وكتب عباس علي كدخائي، الناطق باسم مجلس صيانة الدستور على «تويتر»، أمس: «معاقبة ظريف تعني سقوط تمثال الحرية». وفي بروكسيل، أعلن الاتحاد الأوروبي انه سيواصل العمل مع ظريف «بصفته أرفع ديبلوماسي يمثل ايران ونظرا لأهمية الحفاظ على العلاقات الديبلوماسية».واعلنت وزارة الخارجية الصينية معارضتها للعقوبات أحادية الجانب. وفي موسكو، قالت الناطقة باسم وزارة الشؤون الخارجية ماريا زاخاروفا، إن «الأحداث تتحرك حقاً نحو منعطف خطير (في الخليج) وهناك مخاطر من اندلاع اشتباك عسكري واسع النطاق».
مشاركة :