فشلت محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تأجيل خطة السلام الأميركية المسماة «صفقة القرن»، وسط محاولات محمومة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنشرها. وأوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، انه «في محيط الإدارة الأميركية، هناك من يعتقد أن نتنياهو يحاول استغلال عامل الوقت والمماطلة، ولذلك ولدت فكرة عقد قمة السلام في كامب ديفيد للإفصاح عن الصفقة، أو جوهرها على الأقل». وأكد مسؤولون إسرائيليون أن ترامب عاقد العزم على الترويج ونشر الصفقة بأي ثمن للحصول على جائزة نوبل للسلام قبل انتخابات 2020، مشيرين إلى أن نتنياهو على علم بالتحرك الأميركي الأخير لعقد المؤتمر، ومع ذلك تجاهل البيت الأبيض مساعيه لتأجيل نشر الصفقة.والتقى نتنياهو في القدس المحتلة، ليل الأربعاء، جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي بحضور جيسون غرينبلات، المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، إلى جانب مسؤولين أميركيين آخرين، بهدف مناقشة خطة السلام التي أعلن كوشنر بعض بنودها في مؤتمر المنامة الشهر الماضي. وذكرت صحيفة «هارتس»، امس، ان من بين القضايا التي يتوقع أنه تم طرحها خلال الاجتماع، مسألة إنشاء الصندوق الدولي لدعم الاقتصاد الفلسطيني، الموضح بالتفصيل في القسم الاقتصادي لخطة السلام. وتأمل الإدارة الأميركية أن يتم إنشاء مكاتب الصندوق في المنامة. وأوردت «هآرتس، من ناحية ثانية، ان خطة القتال المعدة في شأن التعامل مع قطاع غزة تهدف لإلحاق الضرر الشديد بحركة (حماس) مع السماح باستمرارها في الحكم، حتى لو تم إضعافها».ووفقًا للصحيفة، فإن المعركة المقبلة «ستعتمد على سرعة التنفيذ وتحقيق قوة الردع في وقت زمني قصير، مقارنةً بالعمليات السابقة»، مشيرةً إلى أن الجيش أجرى تدريباً شاملاً لمواجهة محتملة، بمشاركة واسعة من الوحدات والألوية المختلفة وحتى قوات الاحتياط والقوات الجوية والبحرية. من ناحيته، قال وزير السياحة ياريف ليفين، إن الحكومة «تعمل على تجنُّب خوض أي عملية عسكرية واسعة النطاق». وأوضح لإذاعة الجيش، أن سياسة الحكومة حاليا تتمثل في الحصول على الهدوء قدر الإمكان، مشيراً إلى أنه يتم بذل قصارى الجهد من قبل المستويين السياسي والعسكري للوصول إلى وضع لا تكون فيه الحرب الخيار الوحيد المطروح.ولا يرى يورام كوهين، الرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك)، أن ثمة مشكلة في عقد صفقة تبادل مع «حماس إذا كان ذلك سيعيد الإسرائيليين الأحياء، لديها».وحول ضم المنطقة «ج»، قال كوهين، إن ذلك «يمكن أن يجر إسرائيل إلى حمام دم غير ضروري، وأنه يجب أن يتم الذهاب إلى خطوات للحد من الاحتلال في الضفة الغربية، وتحسين حياة السكان فيها».ميدانياً، سقط شاب فلسطيني فجر أمس، بعد ما تبادل إطلاق النار مع قوة إسرائيلية داخل حدود مجمع مستوطنات أشكول شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. وقال ناطق عسكري، إن الشاب المسلح تسلل إلى داخل الحدود، وفتح النار تجاه قوة عسكرية، ما أدى لإصابة ضابط بجروح متوسطة، وجنديين بجروح طفيفة. وخلال هذا الحادث أطلقت دبابة النيران على مركز عسكري لـ«حماس»، كما أضاف الجيش في بيانه. وقال جوناثان كونريكوس، الناطق باسم الجيش، إن«الفلسطيني مطلق النار من حركة حماس، لكنه تصرف بشكل فردي، وليس باسم حركة حماس، وكان بحوزته بندقية من نوع كلاشنيكوف، وقنابل يدوية». وأضاف «ألقى الفلسطيني قنبلة واحدة على الأقل». وأكدت «حماس» ان «الفلسطيني منفذ الهجوم داخل الحدود هو شهيدها هاني حسن أبو صلاح» الذي اعلنت نعيه. بدوره، قال مصدر أمني فلسطيني في غزة عن أبو صلاح «انه من كتائب القسام وأحد فرسان قوة حماة الثغور(الضبط الميداني)». وقالت والدة أبو صلاح لـ«فرانس برس»، إن هاني «كان يتحدث دائما عن الشهادة وانه سينالها». وأضافت: «قدمت قبل عام ابني فادي شهيدا خلال مشاركته بمسيرة العودة شرق خان يونس».
مشاركة :