عجت وسائل التواصل الاجتماعي بآيات التهاني والتبريكات التي رفعت لمقام صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إثر اعتماد هيئة الأمم المتحدة مبادرة سموه بإعلان الخامس من أبريل يوماً دولياً للضمير.جاء ذلك انطلاقاً من رسالة توجه بها سموه مسبقاً في مقر الأمم المتحدة بفيينا على هامش إطلاق اتحاد السلام والمحبة العالمي (فوبال) وبالتعاون مع البعثة الدائمة لمملكة البحرين بفيينا (اليوم الدولي للضمير) في احتفالية حضرها حشد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية والإعلامية والاقتصادية والثقافية في فيينا، ومجموعة كبيرة من السفراء والمندوبين الدائمين وأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي العربي والدولي المعتمدين في فيينا، حيث جاءت متضمنة لكل سبل الحث على الاستشعار بواعز الضمير العالمي الذي يجب أن يكون أكثر إيجابية وتحركاً في مواجهة كل الأسباب التي تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار العالمي، وأن تركز منظومة العمل الجماعي على إرساء أسس السلام الذي يوفر للدول الأجواء التي تمكنها من استكمال مسيرتها على صعيد التنمية لصالح شعوبها.وهذا ما يشعرنا بأنه ما عاد يستوجب على ساسة البلدان فقط تحريك الضمير العالمي وإيقاظه، بل جميعنا أفرادا وجماعات بتنا مساءلين عن دغدغة ضمائرنا لاستيضاح مدى الجدية في التعامل مع كل ما من دوره دفع عجلة التنمية بدءًا بإحلال السلام الداخلي وتوفير مسببات الأمن والاستقرار ضمن منظومة عمل شاملة متكاملة تنطلق من قلب المملكة حتى الدول المجاورة متوسعة إلى دول العالم قاطبة، آخذين بأيدي بعضنا من أجل تحقيق ما ننشده من خطوات.وقبل أن يتوقن الفرد بضرورة مساءلته من قبل قانون الجماعة أو العمل، يجب أن يستشعر كونه مساءلا من قبل ضميره أولاً، حيث يرى الدكتور محمد بسيوني بأن الضمير الحي للإنسان بمثابة الصوت الداخلي الذي يولد معه، فيؤنبه إذا أخطأ ويوجهه إذا تاه ويبارك له إن أصاب، فالضمير هو أحد أسرار الفطرة التي فطرنا الله عليها من مكونات داخلية فطرية ومكتسبة تتمثل فى الأخلاق الحميدة والعادات الإنسانية الراقية والوعي الذاتي بمفاهيم الدين والذات والجماعة والمجتمع والبلد.كما يوازي مسار الضمير الذاتي مفهوم الضمير المهني أيضا، والذي أراه إضافة مهنية تدفع بنا إلى إتقان العمل والتفاني في الإنتاج وتحسين المخرجات والخدمات والحرص على جودتها.ويرى علماء الاجتماع بأن هناك علاقة ارتباط تزداد طردياً ما بين تقدم الشعوب ونضج إحساس العاملين فيها بالضمير المهني، فكلما راعى المواطن ضميره المهني، فإن المجتمع ينضبط ويتطور ويحقق السعادة لكل من فيه.فها نحن اليوم وفي صدد الإعلان الرسمي عن اليوم الدولي للضمير صرنا أمام واحدة من أبرز خطوات الاهتمام بكل ما من شأنه خدمة أهداف التنمية المستدامة التي كانت وما زالت إحدى المرتكزات الرئيسة لنهضة البشرية وتطورها، وهذا ما يدلل على أننا نمضي قدماً بالفعل في مسار التنمية الصحيح.
مشاركة :