مكتبة الملك عبدالعزيز كنز معرفي يوثق للحج والرحلات إلى الحرمين الشريفين

  • 8/3/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تقوم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بدو معرفي كبير في رصد وتوثيق فضاءات الذاكرة والذكريات التي تتعلق بالفريضة الخامسة للإسلام وهي الفريضة الأعمق تأثيرا والأكثر حضورا في لقاءات المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، حيث تكون مكة المكرمة والكعبة المشرفة وبيت الله الحرام، ومنى وعرفات والمدينة المنورة مهوى أفئدة المسلمين الذين يتوافدون لأداء فريضة الحج من مختلف بقاع العالم. ​وتبرز المكتبة بوصفها كنزا معرفيا يضم آلاف الوثائق والمخطوطات والصور التي تتعلق بموضوع الحج، حيث تبرز الأدوار الكبرى التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في خدمة حجيج بيت الله المعمور وزواره، حيث تحظى الأماكن والمشاعر المقدسة على امتداد تاريخ المملكة العربية السعودية بعناية فائقة بداية بعهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ، ومرورا بأبنائه البررة من بعده ملوك المملكة العربية السعودية، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ وتعمل المملكة دائما على رعاية حجيج بيت الله ، حيث لا تتوقف ما بين كل فترة وأخرى عن توسعة الحرمين وتقديم كل ما يؤدي إلى راحة وأمان الحجاج من أجل تمكين قاصدي بيت الله من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة عبر منظومة متكاملة من المشاريع الكبرى، من تمهيد للطرق وإقامة الفنادق والخيام والرعاية الصحية والجسور والقطارات ، وواكب ذلك حراك ثقافي بغية إظهار القيمة الحضارية والثقافية للإسلام وإبراز جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن ، والتي كان لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة دور معرفي بارز في هذا الشأن منذ تأسيسها على يد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله حيث اهتمت برصد التراث الحضاري و الثقافي و العلمي للحج وللحرمين الشريفين. ​وتقتني مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أرشيفاً للصور يعد من أندر المجموعات المصورة في العالم، يبلغ عددها (5564) صورة فوتوغرافية أصلية مفردة أو مجموعات محفوظة في ألبومات، التقطها أشهر مصوري الشرق والمنطقة العربية منذ بدايات التصوير الشمسي عام (1740م) إضافة إلى الصور التي التقطها الرحالة وربان السفن والعسكريون والمبعوثون والقناصل والسياسيون الذي زاروا المنطقة منذ منتصف القرن الماضي وحتي بدايات القرن الحالي. وهذا الأرشيف التاريخي من الصور يعد أحد أهم المصادر الفريدة في العالم التي تجسد صورة المنطقة العربية في الماضي. ويسجل معظم هذه الصور بعض المعالم المهمة في المملكة العربية السعودية إضافة إلى تصوير بعض المشاعر والمعالم الدينية في كل من مكة والمدينة بالإضافة إلى العديد من الصور التي التقطت للأماكن الآثارية التاريخية في العواصم والمدن العربية. وتعكس هذه الصور في مجملها تنوعاً لأشكال الحياة الاجتماعية والمعاملات العربية وتؤرخ للتطور المدني والمعماري فيها حيث تظهر أسواقها ومساجدها وطرقاتها وكافة أشكال الحياة فيها، فضلاً عن مجموعة أخرى من الصور التقطت في مناسبات تاريخية مهمة لشخصيات سياسية واجتماعية بارزة. مقتنيات نادرة تضم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ضمن أرشيفها مجموعات من الصور النادرة عن المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية والوطن العربي بشكل عام، من بينها أول وأشهر مجموعة هي مجموعة اللواء محمد صادق باشا التي تضم صورة عالمية عن الحرمين الشريفين في مكة والمدينة والتي يوجد منها ثلاث نسخ في العالم؛ الأولى لدى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الراحل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام – رحمه الله – والتي اشتراها في 11 صفر 1419هـ، والنسخة الثانية تملكها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، والثالثة يملكها المعهد الثقافي الفرنسي في باريس. وكانت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة سباقة في ضم مجموعة اللواء محمد صادق باشا إلى مقتنياتها إضافة إلى كتب محمد صادق نفسه الأربعة «نبذة في استكشاف طريق الأرض الحجازية من الوجه وينبع البحر إلي المدينة النبوية وبيان خريطتها العسكرية (1877م)»، والثاني « مشعل المحمل في سفر الحج براً (1880م) »، والثالث « كوكب الحج في سفر المحمل بحرًا وسيره براً (1885م)». أما كتابة الأخير فكان « دليل الحج للوارد إلى مكة والمدينة من كل فج (1885م)»، وتعد هذه الكتب نادرة ومهمة، إذ تضم معلومات عن الوضع الاجتماعي والعمراني للحجاز خلال النصف الأخير من القرن الميلادي الماضي. مجموعات مصورة: وتوجد بالمكتبة مجموعات نادرة لم يتم نشرها من قبل وهي مجموعة المصور العالمي مرزا، الذي تعادل شهرته المصور المصري محمد صادق باشا. كما يتوافر لدي مكتبة الملك عبدالعزيز العامة حوالي (365) صورة مع أصولها لم تنشر من قبل للحرمين الشريفين، قام بتصويرها المصور العالمي المصري أحمد باشا حلمي، الذي كُلف من قبل الملك فاروق بتصوير الحرمين الشريفين أثناء دخول الملك عبدالعزيز ــ طيب الله ثراه ــ مكة والمدينة، بالإضافة إلى مجموعة ألبومات تصور خط سكك حديد الحجاز وبعض مناطق المملكة، فضلاً عن ألبوم نادر جداً، يتعلق بإحدى القضايا السياسية المهمة في مرحلة توحيد الملك عبدالعزيز للمملكة. وحصلت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على مجموعة من الصور الضوئية، الأصلية القديمة الخاصة بالمصور البرازيلي العالمي همبرتو داسلفيرا، يبلغ عددها (165) جمعها المصور الذي تنقل في أرجاء المملكة طيلة اثنتي عشرة سنة، قضاها مصوراً فأنتج فيها مجموعة من الصور توثق أماكن تاريخية في المملكة قبل مرحلة التحديث المعاصرة. وتكتسب هذه الصور أهمية في أنها تسهم في تعريف الأجيال المقبلة وتبصيرها بتاريخهم والعادات السائدة في المملكة في حينها، وقد ضمَّن المصور همبرتو هذه الصور في كتابين له محدودي الطبعات (نجد) و (البدو)، كما أن هذه المجموعة من الصور قد حظيت بعناية واهتمام دوليين كبيرين حينما اشترك بهما المصور عارضاً في كبرى المعارض الدولية: معرض معهد العالم العربي بباريس، والآخر في متحف الأليزيه بلوزان. وتتوافر هذه المجموعة بإطاراتها في براويز خشبية من البلوط المطلي بورنيش البلك الأسود، يتم عرضها تباعاً في المناسبات الوطنية المختلفة ضمن مشاركات المكتبة الداخلية والخارجية. وهكذا يبرز الدور الكبير لهذا المخزون المعرفي الذي تقتنيه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة والذي يعد أندر تراث وثائق مصور ومخطوط لهذا الموسم الديني الكبير الذي يلتقي فيه المسلمون من جميع أنحاء العالم للتعارف وأداء مناسك الحج وإقامة شعائر الله.

مشاركة :