تزامنت الذكرى 29 للغزو العراقي للكويت هذا العام مع خطوات حثيثة من كلا الجانبين العراقي والكويتي، على طي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة من التعاون المثمر، وحل المشكلات العالقة، والتطلع إلى آفاق مستقبل واعد، بفضل تعاون الطرفين، وخدمة للشعبين الشقيقين. وقد شكلت الزيارة التي قام بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد للعراق في 19 يونيو/حزيران الماضي، نقطة تحول تاريخية في العلاقات بين الجانبين، وشكلت مؤشراً مهماً لتعزيز الاتفاقات السابقة بين حكومتي البلدين، وحل ما تبقى من أمور عالقة واحدة تلو الأخرى، وتذليل العقبات أمام التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وكانت الكويت استقبلت على مدار السنة الماضية عدداً كبيراً من المسؤولين العراقيين، ورعت مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار المناطق التي تحررت من قبضة تنظيم «داعش» في العراق. وفي هذا الصدد، قال وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي محمد الجبري إن وزارة الإعلام استعدت لمواكبة الذكرى ال29 لجريمة الغزو العراقي الغاشم التي صادف أمس الجمعة بخطة إذاعية وتلفزيونية «رفيعة المستوى» باللغتين العربية والإنجليزية. وأضاف الجبري في بيان أن الخطة التي شاركت في تنفيذها مختلف قطاعات وزارة الإعلام، تضم برامج وثائقية ومنوعة مسجلة ومباشرة، واستمرت طوال يوم أمس. وأوضح أن مقومات الخطة استهدفت استذكار بطولات وتضحيات أبناء الكويت في الداخل والخارج طوال فترة الاحتلال الغاشم لتظل نموذجاً حقيقياً للقيم الوطنية والانتماء لدى الأجيال المتعاقبة. وذكر أن «قيادة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (عميد الدبلوماسية العالمية) للمشهد الدبلوماسي الكويتي إبان فترة الاحتلال العراقي الغاشم، أثمرت تأييداً وتحالفاً دولياً دعماً للشرعية الكويتية». واعتبر أن «الحنكة والقدرة الدبلوماسية التي أظهرها أمير الكويت إبان الغزو العراقي الغاشم أذهلت العالم»، مشيداً ب«المعدن الأصيل للشعب الكويتي بصموده وتمسكه بأرضه واستقلالها والتفافه حول قيادته الشرعية». وأشار الجبري إلى أن أهل الكويت يستذكرون بكل الفخر والإجلال الجهود الوطنية التي بذلها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح والأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراهما، سواء خلال فترة الاحتلال أو الاستعداد لبدء حرب التحرير، والتي سجلها التاريخ بأحرف من نور في ذاكرة الوطن والمواطنين. واعتبر أن تمسك أهل الكويت جميعاً بأرضهم والتفافهم حول قيادتهم الشرعية ورفضهم الاحتلال الغاشم كانت مثار إعجاب وتقدير دول العالم، وقاعدة أساسية في تشكيل التحالف الدولي من أجل نصرة الحق الكويتي. ونوه بالدور الوطني الذي قام به أبناء وزارة الإعلام منذ اللحظة الأولى لجريمة الغزو العراقي الغاشم حرصاً على إبقاء صوت الكويت صادحاً شامخاً وفاضحاً لهمجية الغزو والاحتلال، ما أسهم في خلق حالة من الرأي العام العالمي المندد بتلك الجريمة النكراء. وأشاد الجبري بجهود المرأة الكويتية التي أثبتت أنها حقاً أخت الرجال في التضحية والبذل والعطاء من أجل وطن نعيش على أرضه أخوة متحابين خلف القيادة الحكيمة لأمير البلاد وولي عهده الأمين ورئيس مجلس الوزراء، حفظهم الله ورعاهم. وأعرب عن شكره وتقديره للدول الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانب الحق الكويتي مناصرة له في المحافل الدولية مشاركة في التحالف الدولي في التحرير، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي، معتبراً أن تلك المواقف المشرفة للأشقاء والأصدقاء ستظل محفورة بأحرف من نور في ذاكرة التاريخ الكويتي.(وكالات)
مشاركة :