أرخبيل كويرمباس..عروس المحيط الهندي

  • 8/3/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يتألف أرخبيل كويرمباس الوقع في المحيط الهندي من نحو عشرين جزيرة تتناثر على امتداد 400 كيلومتر من الساحل إلى الشمال من موزمبيق، بين جزيرة بيمبا، ومصب نهر روفوما، وبعضها جدباء، وغير مأهولة، في حين يملك بعضها الآخر تاريخاً طويلاً يعود إلى زمن موغل في القدم. وعلى طول هذه الجزر فإن جمال الأرخبيل مذهل، ولا تخطئه العين، مع مساحات شديدة البياض من الرمال الناعمة التي تحيط بها المياه الفيروزية واللازوردية في تناوب رائع مع الجزر دائمة الخضرة، والمدرجات العريضة من أشجار المانجروف.تربط غابات المانجروف الكثيفة بعض الجزر ببعضها الآخر، ومع الساحل، والأكثر مهارة من بين قباطنة القوارب هم القادرون على التنقل بين شبكة القنوات المعقدة التي تم حفرها إبان حقبة الاستعمار. وتعتبر العديد من الجزر الجنوبية في الأرخبيل، بما فيها إيبو وكويرمبا وماتيمو جزءاً من حديقة كويرمباس الوطنية، التي تمتد لتشمل كذلك المناطق الداخلية الكبيرة على الساحل المتعرج. وإضافة إلى جمالها الطبيعي البكر، تعرف جزر الأرخبيل أيضاً بممارسة الغوص الذي يعتبر جيداً، خصوصاً في المنطقة حول كويلالويا وفاميزي ورونجوي، وكذلك لمحبي هواية مراقبة الطيور. جزيرة إيبو تعتبر إيبو الأكثر شهرة من بين جزر أرخبيل كويرمباس، مكاناً ساحراً حيث تصطف في شوارعها الهادئة الفلل القديمة المتداعية والمباني المتهالكة التي تغطيها الطحالب التي تردد صدى صمت القرون الغابرة، وهي أكثر انفتاحاً من جزيرة موزمبيق من الناحية المعمارية، على الرغم من بيئتها الأكثر عزلة، ووتيرتها الأكثر هدوءاً. أما أفضل الأوقات لزيارتها فهي في ليلة مقمرة صافية تبدأ فيها المنازل الاستعمارية القديمة بالإشراق، والتألق بشكل سوريالي جميل.وكانت إيبو موقعاً حصيناً في بواكير العام 1609 وأصبحت في أواخر القرن الثامن عشر أهم مدينة في موزمبيق خارج الجزيرة الرئيسية، وكانت الجزيرة في خلال هذه الحقبة التاريخية نقطة تصدير رئيسية في تجارة الرقيق، التي حفز الطلب عليها أصحاب مزارع السكر الفرنسيون في جزيرة موريشيوس، ومناطق أخرى. كما أصبحت لفترة وجيزة في أواخر القرن التاسع عشر كمقر لشركة نياسا، التي أعيد نقل مقرها الرئيسي إلى بيمبا في عام 1904 ومن ثم إلى بورتو أميليا، للاستفادة من أفضل طرق الوصول البحرية والمرافئ في بيمبا، وتركت إيبو لتتلاشى بعدها في غياهب النسيان. حصن ساو جواو في الطرف الشمالي للجزيرة هناك حصن ساو جواو المبني على شكل نجمة، والذي جرى تشييده في العام 1791 وصمم ليستوعب ما يصل إلى 300 شخص. وفي الأيام التي ارتبطت فيها إيبو بتجارة الرقيق استخدمت غرف الحصن السفلية المظلمة والضيقة كنقاط للاحتفاظ بالرقيق، ويعرف الموقع اليوم بحرفيي المشغولات الفضية الذين أقاموا مشغلاً، ومتجراً لهم بالقرب من مدخل الحصن. ويتم الحصول على الفضة المستخدمة في المشغولات غالباً من قطع النقود التي يعاد تذويبها، وهي من النوعية الرديئة نوعاً ما، لكن الأعمال الحرفية السواحيلية المتميزة والمصقولة هي من بين الأفضل من نوعها في المنطقة. وفي الداخل هناك أيضاً متحف بحري مارتيمو ميوزيوم صغير ورائع، يركّز على ثقافة مواني المحلية، وهناك شروحات باللغة البرتغالية، مع وجود ترجمة للإنجليزية. وهناك حصنان آخران في الجزيرة، مع أنه لم يتم الحفاظ عليهما بصورة جيدة، أحدهما هو حصن ساو خوسيه، إلى الجنوب الغربي، ويرجع تاريخه للعام 1760، ولم يتم استخدامه عسكرياً ولو لرة واحدة منذ أن بني حصن ساو جواو الأكبر، والثاني هو حصن سانتو أنطونيو في مكان قريب من السوق، وقد بني في العام 1830 تقريباً. وتتضمن المناطق المهمة الأخرى في جزيرة إيبو الكنيسة الكبيرة بالقرب من ساو خوسيه، والمقابر الثلاث التاريخية في الجزيرة، بما فيها المحرقة الهندوسية القديمة على طول الطريق الممتد من منطقة شمال غرب الميناء. ولا تزال الممارسات الدينية التقليدية حية في إيبو، وإذا كنت ستمضي بعض الوقت في الجزيرة فسوف يحدث لك اتصال بها، بشكل أو آخر، وأحد أفضل الأوقات لرؤية الرقصات التقليدية هو في أواخر يونيو/‏ حزيران عندما يجري الاحتفال بعيد ساو جواو بالعديد من الفعاليات.لا تملك جزيرة إيبو العديد من الشواطئ، ولكن هناك مناظر الغروب الساحرة على المسطحات الطينية في الجزء الشمالي مباشرة من الميناء الصغير، ويمكنك مع بعض الوقت القيام برحلات يومياً إلى الضفة الرملية القريبة، أو إلى البقعة الجميلة من الشاطئ على الجانب الآخر من الجزيرة. جزيرة كويرمبا تقع جزيرة كويرمبا إلى الجنوب مباشرة من إيبو، وهي الجزيرة الأكثر نشاطاً في الأرخبيل من الناحية الاقتصادية، وفيها مزارع جوز الهند الكبيرة، ومصنع كبير ل«السيزال» وهو من الألياف البيضاء المتينة، ومهبط للطائرات. وفي حين أنها أكثر صخباً من إيبو، فإن كويرمبا أقل إثارة للاهتمام من المنظور المعماري والتاريخي، كما أنها لا تقارب المناظر الطبيعية الخلابة للقطعة من الجنة الموجودة في أقصى الشمال، على الرغم من أنها تحظى ببعض الامتدادات الجميلة من الرمال. ومن الممكن أن تمشي بين جزيرتي كويرمبا وإيبو في حالة انحسار المد، لكنه طريق طويل عبر مستنقعات المانجروف الكثيفة، وعليك أن تحصل على دليل، أو مرشد للقيام بهذه الرحلة. وتاريخياً، كانت كويرمبا مركزاً تجارياً مهماً للعرب المسلمين قبل زمن طويل من وصول البرتغاليين الذين داهموها في العام 1522 وجرى تدمير المدينة على أيديهم، على الرغم من أنه جرت إعادة بنائها في وقت لاحق. جزيرتا ميدجمبي وماتيمو جزيرة ميدجمبي المثالية هي شريحة ضيقة من الأراضي المحاطة بالرمال البيضاء، وهي موقع منتجع ميدجمبي آيلاند ريزورت، وتكون الإقامة على الجزيرة في 13 من الشاليهات الخشبية المنصوبة مباشرة على الرمال، ويمكن ممارسة أنشطة الغوص وصيد الأسماك في المياه الواقعة بجانب الجزيرة مباشرة.وعلى العكس من ميدجمبي غير المأهولة باستثناء المنتجع، فإن جزيرة ماتيمو هي أكبر بكثير، ومأهولة بالسكان منذ أجيال، وقد كانت مركزاً مهماً لتصنيع الأقمشة في القرن السابع عشر، وهناك اليوم العديد من القرى المتناثرة في شمالها، والمناطق الداخلية من الجزيرة. وهناك 20 من الشاليهات في منتجع ماتيمو المترف، وجميعها مزودة بأبواب زجاجية منزلقة تفتح على الشاطئ، وهناك حمامات سباحة داخلية وخارجية، مع لمحات مغاربية في المناطق المشتركة. ومن الممكن كذلك الترتيب للتخييم على جزيرة ماتيمو في موقع التخييم سير ديد بالقرب من منتجع الجزيرة. جزيرة كويلالويا كانت كويلالويا الصغيرة حتى وقت قريب مأهولة من قبل مجتمعات الصيد الموسمية فقط، والآن هي محمية بحرية، ومقر لمنتجع كويلاليا الخاص والفاخر المكون من 9 من الفلل المواجهة للبحر. وتوفّر المياه المحيطة بالجزيرة إمكانية ممارسة الغطس الممتاز، والغوص السطحي سنوركلينج، تماماً على البحر بجانب الساحل. جزر فاميزي ورونجوي وماكالوي هذه الجزر الثلاث هي جزء من مشروع محمية مجتمعية بتمويل خاص، وفي الوقت الحالي فإن فاميزي فقط هي التي فيها فنادق للإقامة، مع وجود نزل في رونجوي وماكالوي، وفندق فاخر مخطط لإنشائه في الأدغال الداخلية.وتاريخياً، كانت فاميزي أهم الجزر الثلاث، وهي عبارة عن شريط هلالي الشكل وضيق، تقع تقريباً في منتصف الطريق بين موكيمباو دي برايا وبالما، في أقصى شمال الأرخبيل، وقد كان عليها منذ فترة طويلة مركزاً تجارياً مهماً للعرب والبرتغاليين، وهناك أنقاض للحصن البرتغالي القديم في حدودها الغربية، إضافة إلى قرية كبيرة، والعديد من الشواطئ المذهلة في الأجزاء الشمالية والشرقية. وجميع الجزر الثلاث هي من مراكز صيد الأسماك الموسمية المهمة.هناك إمكانية لممارسة الغوص والغطس السطحي، والصيد في أعماق البحار، كما تتضمن أماكن ممارسة المشي بعض مناطق توالد السلاحف الخضراء، وسلاحف منقار الصقر، ويمكن ترتيب رحلات لهواة مراقبة الطيور. أبرز مناطق الإقامة في جزر أرخبيل كويمباس نزل كاريبوني يقع هذا النزل في جزيرة إيبو، تماماً بعد ميناء السفن الشراعية، وبالقرب من نزل إيبو آيلاند لودج، وفيه بعض الغرف التي تحتوي على الخدمات الأساسية فقط، وهناك ساحة في الحديقة الصغيرة لنصب الخيمة الخاصة بك. ويمكن الترتيب لإعداد الطعام، لكنك ستحتاج على الأرجح لإحضار الأطعمة الخاصة بك من الخارج. فندق كويرمباس بينساو يقع فندق كويرمباس بينساو في جزيرة كويرمبا، وتم تأسيسه على أراض من عقارات ملاك مزارع جوز الهند القديمة، وفيه أربع غرف نظيفة، ويتم تقديم وجبات الطعام في مطعم الفندق، ومن الضروري إجراء الحجز فيه مقدماً. فندق فاميزي آيلاند لودج يعتبر فندق فاميزي آيلاند لودج الذي يقع في جزيرة فاميزي موقعاً فاخراً يحتوي على 24 غرفة، وهو يمتد في مساحة على شكل قوس طويل من الرمال البيضاء الخلابة التي تتثنى على طول الحافة الشمالية للجزيرة، وفندق فاميزي هو أحد أجمل أماكن الاسترخاء على طول ساحل موزمبيق الشمالي. وتحتوي 13 من شاليهات الشاطئ الفسيحة، في الفندق على أماكن مفتوحة واسعة للجلوس وشرفات خاصة، إضافة إلى جميع وسائل الراحة التي قد يرغب فيها المرء.

مشاركة :