نجح الاتحاد البحريني لكرة السلة في تدشين موسمه الجديد 2019-2020 الذي يتوقع له أن يكون أكثر نجاحا وقوة وتنافسا، حيث افتتح الموسم بإقامة المباراة النهائية على بطولة كأس سوبر زين لكرة السلة وقد جمعت بين فريقي المحرق بطل الدوري مع فريق الرفاع بطل كأس خليفة بن سلمان في الموسم الماضي. وفي أجواء جماهيرية مثالية وتنظيم راقٍ توج فريق المحرق بأول ألقاب الموسم حيث حسم كأس سوبر زين لصالحه بجدارة واستحقاق بعد فوزه على منافسه فريق الرفاع بنتيجة 84/69 بعد أن سيطر على مجريات اللقاء وقدم لوحة استعراضية على مدار الفترات الأربع ليؤكد جاهزيته ونواياه الجادة في المنافسة على الألقاب في الموسم الحالي. في المقابل خيب فريق الرفاع طموحات جماهيره بعد أن ظهر بمستوى متواضع ومتذبذب لم يؤكد فيه جاهزيته للموسم الجديد، ولكن تبقى مواجهة السوبر هي مباراة واحدة وفي انطلاق الموسم، ومن ثم يستطيع فريق الرفاع استعادة توازنه وتصحيح أوضاعه وتدعيم صفوفه في المرحلة القادمة التي تعد أهم حيث سيلعب في بطولتي دوري زين وكأس خليفة بن سلمان وهو من المرشحين للألقاب بكل تأكيد. أولاً الشكر للجماهير حين نتحدث عن مواجهة نهائي كأس السوبر التي جمعت بين فريقي المحرق والرفاع لا بد أن نوجه الشكر أولاً إلى الجماهير الغفيرة التي حضرت وشجعت وساندت وملأت المدرجات عن بكرة أبيها، ونخص بالذكر جماهير المحرق التي رسمت لوحة ابداعية في انطلاق الموسم الجديد، كما لا ننسى أن نشيد بجهود الاتحاد البحريني لكرة السلة برئاسة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة على التنظيم المميز للنهائي وهو الأمر الذي اعتدنا عليه دائما وأبدا. استعراض وتتويج قدم فريق المحرق مستوى جيدا في ظهوره الأول بنهائي كأس السوبر، وكان الفريق في جاهزية فنية وبدنية أفضل من منافسه الرفاع، واستفاد المحرق من صفقاته التي أبرمها في الصيف وخصوصا بتعاقده مع اللاعب محمد بوعلاي الذي قدم أداء رائعا أثبت أنه صفقة ناجحة للمحرق في الموسمين القادمين. واستعرض فريق المحرق في المباراة باللعب الجماعي والثلاثيات إلى جانب لعبات الدانك من قبل محترفه الأمريكي ويل ارتينو الذي قدم هو الآخر مستوى جيدا، واستمتعت جماهير المحرق بالأداء والسيطرة واحتفلت مع الفريق بعد تتويجه بالكأس. من جانب آخر كشر فريق المحرق عن أنيابه وأعلن نفسه كأبرز وأقوى المرشحين للفوز بالألقاب المحلية. يذكر أن فريق المحرق مرشح لتحقيق الثلاثية في هذا الموسم والتأهل للمشاركة في بطولة الأندية الخليجية، وخصوصا في ظل العناصر التي يمتلكها في الوقت الحالي، ولكن يبقى أن الاستقرار الفني مهم وكذلك اختيارات المحترفين الأجانب. يذكر أن فريق المحرق افتقد عملاقه محمد ناصر بسبب خلافات مع الإدارة، ومن المؤكد أن عودة اللاعب ستعطي اضافة للفريق وتعزز من الحظوظ في السيطرة على البطولات. سيناريو الرفاع يتكرر فرض الواقع نفسه على فريق الرفاع الذي لم يبرم صفقات نوعية في هذا الموسم، وإنما واصل الاعتماد على لاعبيه في الموسم الماضي، وكشفت المواجهة عن حاجة الفريق إلى بعض النجوم حتى يستطيع مجاراة الفرق المنافسة والتفوق عليها، ولاحظنا أن مدرب الرفاع الصربي ديجان توماك لم يكن يملك خيارات على مقاعد البدلاء ولذلك اعتمد على 8 لاعبين فقط في المباراة وهم الذين شاركوا في المباراة، على عكس مدرب المحرق الأمريكي دين موري الذي كانت الحلول كثيرة لديه، ولذلك عمل على توزيع الجهد على اللاعبين والدفع بـ11 لاعبا في المباراة باستثناء عدم مشاركة علي عباس وهو الأمر الذي يثير الاستغراب. ويبدو أن السيناريو سيعيد نفسه بالنسبة إلى فريق الرفاع الذي قد يواصل المشاركة بالأسماء الموجودة مع رصد عدد من النجوم المحليين والبحث عن محترفين على مستوى عال، وسيركز فريق الرفاع على التأهل للدورة السداسية من بطولة دوري زين ومن ثم قد يقوم بالتعاقد مع بعض اللاعبين المحليين بنظام الإعارة. والجدير بالذكر أن فريق الرفاع انهى الدور التمهيدي في الموسم الماضي في المركز الثالث ولكنه بعد أن تعاقد مع محترف ثان واستعار محمد بوعلاي تمكن من بلوغ نهائيي الدوري والكأس وختم موسمه بالتتويج بكأس خليفة بن سلمان، ولذلك دائما نقول إن العبرة في النهاية، وهنا نتذكر ما حدث لفريق المنامة في الموسم الماضي، حيث كان متصدر الترتيب في الدور التمهيدي والدورة السداسية، ولكنه سقط في الأمتار الأخيرة وتحديدا في المربع الذهبي وخرج على يد فريق الرفاع. الحلول الفردية غير مجدية في الموسمين الماضيين حينما يعتمد فريق الرفاع على الحلول الفردية فإنه لا يتمكن من الفوز على أبرز منافسيه وهما المنامة والمحرق، وحينما يعتمد على نجمه الأول محمد كويد فإن الفوز لا يكون حليفه في الغالب في مثل هذه المواجهات المصيرية، وكان فريق الرفاع قد اعتمد على الحلول الفردية وعلى اجتهادات نجومه في نهائي كأس السوبر، ولذلك فشل اللعب الفردي ونجح اللعب الجماعي في فريق المحرق. ويضاف إلى ذلك أن فريق الرفاع يحتاج إلى توزيع أدوار اللاعبين بشكل أفضل داخل الملعب، فهناك اللاعب الذي يسجل من تحت الحلق وهناك من يسجل من خارج القوس، وليس كما شاهدنا من لعب عشوائي في الهجوم. إحصائيات السوبر بالنظر إلى الأرقام والاحصائيات الخاصة بنهائي كأس السوبر نجد أن فريق المحرق اشرك 11 لاعبا، وفريق الرفاع اشرك 8 لاعبين، تفوق المحرق في الرميات الحرة بتسجيله 27 نقطة مقابل 16 نقطة للرفاع، كما تفوق المحرق في الثلاثيات بتسجيله 9 مقابل 7 للرفاع، وفي التصويب من داخل المنطقة كانت الأرقام متقاربة وكذلك في المتابعات، غير أن المحرق برز من التمريرات الحاسمة 14 مقابل 10 للرفاع، كما تألق المحرق في سرقة الكرة 11 مرة من الرفاع، بينما سرق الرفاع الكرة 4 مرات فقط وهذا عمل فارقا كبيرا في المباراة حيث حول المحرق الهجمات العكسية السريعة إلى نقاط سجلها رجحت كفته إلى الفوز. أرقام أولى مبهرة افتتح النجم محمد بوعلاي المنتقل من نادي النجمة إلى نادي المحرق بنظام الاعارة موسمين مشواره مع فريقه الجديد بتسجيل أرقام مميزة، حيث سجل 14 نقطة و4 تصويبات ثلاثية و6 تمريرات حاسمة و10 متابعات، وأكد بوعلاي أنه سيكون رقم صعب في تشكيلة المحرق وصفقة ناجحة بكل تأكيد. يذكر أن بوعلاي نال جائزة أفضل لاعب في الموسم الماضي وكان ملك الأرقام في الاحصائيات الرسمية الصادرة من لجنة الاحصاء التابعة للاتحاد البحريني لكرة السلة. 21 نقطة افتتاحية من جانبه بدأ صانع ألعاب فريق المحرق أحمد حسن الدرازي موسمه الجديد بتسجيل 21 نقطة أكد من خلالها جاهزيته للتألق والابداع والامتاع. يذكر أن انجازات المحرق تتحقق بوجود هذا النجم الذي كلما كان متألقا كلما كان المحرق قريبا من المنصات والتتويج، والجدير بالذكر أن الدرازي سجل 3 ثلاثيات و12 رمية حرة من 12 محاولة ليؤكد أنه في أقصى درجات التركيز. أداء جيد من المحترفين قدم محترفا المحرق والرفاع المطلوب منهما في المباراة، وكان الأداء جيدا ولكنه ليس الأداء الذي يصل إلى مستوى الطموح وخصوصا في المراحل الأخيرة من البطولة. محترف المحرق الامريكي ويل ارتينو سجل 28 نقطة من 7 تصويبات ثنائية وثلاثية واحدة و11 رمية حرة، وحقق 18 متابعة للكرة، في حين سجل محترف الرفاع الأمريكي ريكي يونغ 27 نقطة من 3 ثلاثيات و6 تصويبات ثنائية و6 رميات حرة، وحقق 17 متابعة للكرة، ويبدو أن الحكم على أداء المحترفين صعب حاليا بانتظار ما سيقدمانه في الدور التمهيدي من بطولة الدوري.