الآباء الأكبر سنا ينجبون أطفالا أقل عدوانية

  • 8/3/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت دراسة هولندية حديثة أن الأطفال الذين يولدون لأمهات وآباء أكبر سنا وأكثر نضجا يميلون لأن يكونوا أقل عدوانية ويتصرفون بشكل أفضل من الأطفال المولودين لأبوين أصغر سنا. وتوصل المشرفون على الدراسة إلى أنه على الرغم من أن الأطفال المولودين لأبوين أكبر سنا لديهم سلوكيات خارجية أقل إشكاليات، مثل العدوانية، إلا أن عمر الوالدين لم يكن له أي تأثير على السلوكيات الداخلية للأطفال، مثل القلق أو الاكتئاب. وحلل الباحثون سلوك أكثر من 32800 طفل هولندي عندما كانت أعمارهم تتراوح بين 10 و12 عاما، وينتمون إلى فئات اجتماعية واقتصادية مختلفة. وسلطت الدراسة الضوء على المشكلات السلوكية الشائعة لدى الأطفال المولودين لأبوين أكبر سنا، في إطار نهج تتبعه مجمل الدول المتقدمة في السنوات الأخيرة لمتابعة الأزواج الذين ينجبون طفلهم الأول في وقت متأخر من العمر. وتراوحت أعمار الأمهات في الدراسة بين 16 و48 عاما، بينما كان عمر أصغر أب 17 عاما، والأكبر سنا 68 عاما. وأوضحت الباحثة الرئيسية في الدراسة، مارييل زوندرفان زوينينبرغ، من جامعة أوتريخت، أنه لا يوجد أي داع لأن يشعر الآباء الأكبر سنا بالقلق إزاء العمر عند إنجاب طفل، عندما يتعلق الأمر بالسلوكيات الخارجية، وبينت قائلة “في ما يتعلق بمشاكل السلوك الشائعة، لم نجد أي سبب يدعو الوالدين المستقبليين إلى القلق بشأن التأثير الضار لإنجاب طفل في سن أكبر”. وتوصلت دراسات سابقة إلى أن الآباء الأكبر سنا هم الأكثر عرضة لإنجاب أطفال مصابين بالتوحد أو انفصام الشخصية، وهو ما دفع المشرفين على الدراسة إلى معرفة ما إذا كان هناك ارتباط بين سن الوالدين ومشاكل السلوك الشائعة لدى الأطفال. وبينت دورت بومسما أستاذة علم النفس الوراثي والسلوك البيولوجي في جامعة فريجي بأمستردام، المشاركة في الدراسة قائلة “من المحتمل أن يكون السبب في أن الآباء الأكبر سنا لديهم أطفال يعانون من مشاكل سلوكية أقل، هو أن أولئك الآباء لديهم موارد أكثر ومستويات تعليم أعلى”. يشار إلى أن الجمعية الألمانية للغدد الصماء كشفت في وقت سابق أن تقدم عمر الأب يرفع خطر إصابة الطفل بالأمراض أيضا، وليس فقط تقدم عمر الأم. ونبهت إلى أن الدراسات توصلت إلى وجود علاقة بين تقدم عمر الأب فوق سن الـ45 عاما وإصابة الطفل بأمراض مثل التوحد والشيزوفرينيا، فضلا عن خطر حدوث ولادة مبتسرة. وشددت دراسة أجرتها جامعة روتجرز الأميركية على ضرورة أن ينجب الرجال قبل بلوغ سن الـ35، لتجنب خطر إلحاق الضرر بصحة زوجاتهم وأطفالهم. وتوصل الباحثون إلى أن الرجال، مثل النساء، يمكن أن تكون لديهم ساعة بيولوجية موقوتة. وكشفت الدراسة بعد مراجعة 40 عاما من البحث المستمر، عن أن الرجال، الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاما أقل خصوبة نسبيا، مع ارتفاع خطر إصابة الزوجات بارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل، ومرض سكري الحمل والولادة قبل الأوان. وأكدت أن أطفال الآباء الأكبر سنا، أكثر عرضة للولادة قبل الأوان أو الموت في الرحم، إلى جانب ضعف صحتهم العامة والمعاناة من مشكلات القلب، والعيوب الخلقية. وأشار الباحثون إلى أن سبب هذه التأثيرات السلبية هو الانخفاض الطبيعي في مستويات هرمون التستوستيرون، مع التقدم في العمر، ما يشير إلى أن الحمل المبكر أو تخزين الحيوانات المنوية لاستخدامها لاحقا، يمكن أن يقلل من المخاطر الصحية للأم والطفل. كما بينت أن الرجال الأكبر سنا يعانون من مشكلات الخصوبة، حتى لو بلغ عمر زوجاتهم أقل من 25 عاما.

مشاركة :