على ضوء رغبة الجانبين في إبرام اتفاق بشأن مستقبل أفغانستان وانحصار الخلافات في نقاط محددة، تبدو جولة المحادثات بين طالبان والولايات المتحدة التي تبدأ اليوم في الدوحة حاسمة فيما يخص التوصل إلى توافق نهائي لحل أزمة معقدة. صورة من الأرشيف لجولة سابقة من المحادثات استأنفت الولايات المتحدة وحركة طالبان محادثاتهما في العاصمة القطرية الدوحة اليوم السبت(الثالث من آب/أغسطس 2019)، حسبما ذكرت الحركة الأفغانية المتطرفة على لسان متحدث باسمها. وأكد متحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان الأفغانية في الدوحة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن المحادثات بدأت في الساعة العاشرة صباحًا من اليوم السبت في العاصمة القطرية. وأبدى كلا الطرفين تفاؤلاً في الأيام الأخيرة بشأن وضع اللمسات لأخيرة لاتفاق. وقال الممثل الأمريكي الخاص للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد في تغريدة مساء أمس الجمعة "طالبان تشير إلى أنها ترغب في إبرام اتفاق". وقال خليل زاد "نحن مستعدون لاتفاق جيد". من جانبه، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لـ (د.ب.أ): "من المأمول أن يتم التوصل إلى حل في شكله النهائي في هذه الجولة"، مضيفًا أن هناك بعض التفاصيل العالقة لا تزال قائمة لبحثها في المحادثات المقبلة. ورغم عدم وجود تأكيد على حدوث انفراجة، إلا أن الخلافات بين الجانبين محدودة، بحسب مصادر قريبة من الوفدين. وتعقد الولايات المتحدة وحركة طالبان اجتماعات منذ الصيف الماضي على أمل إيجاد حل سلمي للنزاع الأفغاني الذي بدأ قبل عقدين تقريبًا. وتريد واشنطن قبل كل شيء ضمانات من حركة طالبان بأن أفغانستان لن تصبح ملاذاً آمناً للإرهابيين، في حين تركز الحركة على ضمان انسحاب جميع القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان. ووفقاً للولايات المتحدة، ينبغي أن يشمل الاتفاق أيضاً وقف إطلاق النار ومحادثات مباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان. وقبل مغادرته إلى الدوحة، قال خليل زاد إنه يجري وضع اللمسات الأخيرة لتشكيل فريق التفاوض الأفغاني ومجموعة الدعم الفني. وترفض طالبان حتى الآن إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية، التي يصفونها بأنها "نظام دمية". وأظهر أحدث بيان للأمم المتحدة أن معدل الخسائر البشرية بين المدنيين جراء الصراع في أفغانستان عاد ليسجل مستويات قياسية في تموز/يوليو الماضي، حيث سقط أكثر من 1500 مدني بين قتيل وجريح، وهو أعلى رقم لأي شهر هذا العام. ح.ع.ح/خ.س(د.ب.أ(
مشاركة :