عقوبات واشنطن على ظريف تنقلب ضده في الداخل الإيراني

  • 8/4/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بدلاً من أن تصبح فرصة لتقوية موقفه في الداخل، تحولت العقوبات الأميركية التي فرضتها واشنطن على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأسبوع الماضي، إلى أزمة داخلية له وللحكومة من خلفه. وفي هذا السياق، قال مصدر مقرب من ظريف بالخارجية الإيرانية لـ «الجريدة»، إنه بعد صدور قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب بمعاقبة ظريف، دعا قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي، لينسق معه الخطوط العريضة لبيان «الحرس» الذي يدين الخطوة الأميركية. وبحسب المصدر، فقد طلب عراقجي أن يتضمن البيان دعماً مباشراً وواضحاً لـ «قائد السياسة الخارجية الإيرانية»، في إشارة إلى ظريف، لكن بيان «الحرس» لم يشر بأي شكل من الأشكال إلى أن ظريف هو المسؤول عن السياسة الخارجية للبلاد. وأوضح المصدر أن شخصيات من الوزن الثقيل في التيار الأصولي، مثل سعيد جليلي وعلي أكبر ولايتي، لم يدينوا العقوبات الأميركية على ظريف، بل اكتفوا بشجب سلوك واشنطن بشكل عام دون التطرق إلى الإجراء الأميركي الأخير. ونشر بعض الأصوليين تغريدات وتحليلات تتهم ظريف بأنه اتفق مع الأميركيين لوضعه على لائحة العقوبات لتقوية موقفه في الداخل على اعتبار أنه أكثر شخصية إيرانية مكروهة من الأميركيين، ويعتبرونه الناطق باسم المرشد الأعلى علي خامنئي في المجتمع الدولي. وأضاف المصدر أن بعض طلاب الجامعات من التيار الأصولي أرسلوا لوحة مكتوباً عليها «ماسح الجوخ الأكبر» إلى الخارجية الإيرانية، في إشارة إلى أن وزارة الخارجية الأميركية اتهمت ظريف بأنه «يمسح» كل أخطاء خامنئي والنظام الإيراني لتضليل المجتمع الدولي. وأكد أن ظريف، الذي وضع استقالته تحت تصرف خامنئي قبل أسبوعين بسبب مسلسل بثه التلفزيون الإيراني وأنتجه الحرس الثوري، يصور وزير الخارجية عميلاً وضعيفاً، عاد وطلب لقاء المرشد للتحدث عن الهجمات الداخلية التي يواجهها. وأوضح أن ظريف أصر هذه المرة على أن يعلن خامنئي تفويضه، بصفته وزير الخارجية، بكل شؤون السياسة الخارجية للبلاد، وأن يكون هذا الإعلان على الملأ حتى تتوقف الهجمات الأصولية ضده. وأكد ما نقلته مجلة «نيويوركر» أن ظريف تلقى من السيناتور راند بول، حين كان في نيويورك أخيراً، دعوة للقاء ترامب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، لكنه كشف في المقابل أنه رفض الاقتراح بعد مشاورات مع المرشد والرئيس حسن روحاني. وأشار إلى أن هناك بعض المتشددين المعارضين لحكومة روحاني يتهمون ظريف بأنه أجرى فعلاً هذا اللقاء بشكل سري، وأن فرض العقوبات عليه مجرد خطوة للتمويه. وكشف المصدر أن ظريف وروحاني تباحثا حول الضغوط والعراقيل الداخلية التي يواجهها رأس الدبلوماسية الإيرانية، لكن روحاني نبّه وزير خارجيته إلى أن استقالته في هذه الظروف، خصوصاً بعد وضع اسمه على لائحة العقوبات الأميركية، ستُفهَم أنها تراجع من طهران أمام حملة «الضغوط القصوى» الأميركية. وكانت «الجريدة» كشفت عن اللقاء بين ظريف وبول بعد يوم من حصوله، لكن تعذر الاطلاع على تفاصيله بسبب التكتم. وقال مصدر رفيع في «الحرس الثوري» لـ «الجريدة»، إن سيناتوراً جمهورياً مقرباً من ترامب، تحفظ عن ذكر هويته، يعتقد أنه بول، زار بالفعل إيران بعد أيام من مغادرة ظريف إلى نيويورك، وأجرى هذه المرة محادثات مع مكتب المرشد الأعلى ومسؤولين في الحرس الثوري، مضيفاً أنه تم الاتفاق على الإبقاء على قناة تواصل مباشر بين شخصيات من البلدين ليس لها صفة رسمية.

مشاركة :