نوال مدني تُشرّح حياة النساء على المسرح الباريسي العريق

  • 4/17/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نوال مدني فنانة جزائرية الجذور، بلجيكية المولد وباريسية الإقامة، قدمت عرضها الفردي الأول بنجاح على خشبة مسرح أولمبيا الباريسي العريق، الذي ترن جدرانه بأصوات إيديت بياف وشارل أزنافور وشارل ترينيه وجيلبير بيكو وديميس روسوس ولايزا مينيللي وجوني ماتيس وبول أنكا وراي تشارلز وأم كلثوم، وغيرهم من عمالقة القرن العشرين. بدأت مدني مشوارها مع التمثيل والاستعراض فــــوق خــشبة مسرح «كوميدي كلوب» الباريسي، الذي أسّسه ويديره جمال دبوز لاكتشاف المواهب العربية الناشئة ومنحها فرصة الظهور أمام الجمهور العريض، حال أي فنان فرنسي موهوب. وبعد تقديمها فقرات فكاهية فوق المسرح المذكور، لمعت مدني في العديد من أفلام الفيديو كليب القصيرة لأغنيات المشاهير، ما سمح لها بإبراز مواهبها الاستعراضية محقّقة في ذلك حلمها بالتحوّل من ممثلة إلى فنانة متكاملة على الطريقة الأميركية، تؤدي الشخصيات في أشكالها وألوانها المتعددة من غنائية راقصة إلى فكاهية أو درامية مؤثرة. وبما أن مدني تتميّز بمزاج شرقي حارّ لا يتحمل طول الانتظار، راحت تكتب مسرحيتها بنفسها في شكل فردي، على طراز «ستاند آب كوميدي» الأميركي والبريطاني الذي يتلخّص في وقوف الفنان وحده فوق الخشبة، وتقديمه فقرات تسرد المواقف المختلفة من حياة شخصية وهمية، أو تروي حكاية من الألف إلى الياء متضمّنة شخصيات عديدة يؤديها الفنان كلّها بمفرده. أطلقت مدني على عرضها الفردي «أنا الأكثر بلجيكية»، متعرّضة من خلاله للمواقف التي تعيشها أي فتاة عربية الأصل، مقيمة في بلد غربي، تحب أغنيات بيونسي وموقع «فايسبوك» وعائلة كارداشيان، وتتأرجح باستمرار بين كل ما هو شرقي في هويتها وما يحيط بها في العالم الغربي الذي تعيش فيه. صعاب ومطبّات يتميز عرض نوال مدني بطابعه النسائي البحت، فهو وإن جذب جمهور الرجال إلى حدّ ما، يظل مكتوباً للمرأة الشابة العشرينية، التي تشعر لدى مشاهدته بأن الفنانة الواقفة فوق المسرح أمامها تشبهها إلى درجة كبيرة جداً، وتخوض التجارب ذاتها في الحياة اليومية، وتعاني من قلة فهم الغير لها ولتصرفاتها في كثير من الأحيان. وتمزج مدني في عرضها، بين الضحك والرومانسية وهزّ المشاعر، كما تغني وترقص مفسّرة من خلال ذلك كله أن الطريق الفني مفروش بالصعاب والمطبات، خصوصاً بالنسبة الى المرأة مهما كانت موهوبة. ولا تكتفي مدني بتسليط الضوء على تجاربها الفنية الفاشلة في مطلع مشوارها مع الفن والشهرة، بل تروي أيضاً حكايتها مع الحياة عموماً، مع عائلتها ومع الأصدقاء ومع حبيبها الأول، داخلة في تفاصيل الأشياء السلبية والإيجابية على السواء وبلا تمييز، ومحوّلة الفشل في كل مرة إلى موقف فكاهي يُضحك المتفرّج بقدر ما يؤثر في وجدانه. وحوّلت مدني نص مسرحيتها الفردية، إلى سيناريو سينمائي يتضمّن العديد من الشخصيات الثانوية، وسيصوّر خلال الصيف المقبل، غير أنها تخطط لجولة مسرحية دولية اعتباراً من خريف 2015.

مشاركة :