بقلب ميدان «الكسندر بلاتز» الشهير بالتسوق فى قلب العاصمة برلين، كانت أصوات المهرجانات الشعبية تخترق الآذان، وحاولت الاقتراب أكثر لمعرفة مصدر الصوت، فوجدت شابا وفتاة على عربة كشرى وأكلات مصرية تحت عنوان «Egyptian street food» مثل العربات المنتشرة بمهرجان «Berlin Lacht» وتعرض منتجاتها، ما بين الأفريقية والآسيوية والألمانية أيضا، واقتربنا منهما لنعرف الحكاية.محمد عبد الحفيظ، شاب مصرى من أسيوط، عاش بالقاهرة وتحديدا بحى المطرية، درس فى مجال السياحة والفنادق، وعمل فى فندق ماريوت الشهير بالزمالك، وكذلك بإحدى شركات اتصالات المحمول بالغردقة، له خبرة فى التعامل مع العملاء وكذلك مهتم بالطبخ، تعرف على فتاة ألمانية وتزوجها.انتقل «محمد» منذ ست سنوات إلى ألمانيا على عمل تحسين المعيشة والبحث عن فرص أفضل، مثل غيره من الشباب الطموح، درس اللغة الألمانية إلى جانب معرفته أيضا بالإنجليزية، وبحث عن فرصة عمل مناسبة.ولم يجد «محمد» هذه الفرصة وطال الانتظار، حينها اضطر للبحث عن طريقة جديدة لتوفير المال، فوجد ضالته المنشودة فى إعداد الطعام، خاصة وأنه يتقن ذلك لخبراته فى العمل بالفنادق، وتوصل إلى فكرة بيع «الكشري» باعتباره وجبة مصرية ولذيذة ويمكن أن تجذب الألمان، اشترى عربة ليقوم بالبيع عليها فى بعض الميادين، واضطر لدفع حوالى ٤٠٠-٥٠٠ يورو شهريا كجراج مخصص لها وتأمين، وظل ينتقل من مكان لمكان لكسب المال على هذه العربة.«كثير من الأصدقاء لم تعجبهم فكرة الكشري، وطلبوا منى البحث عن فرصة أفضل»، هكذا أشار لنا محمد عبدالحفيظ، إلا أنه لم يهتم بذلك واستمر فى مساره ويتنقل من مكان لمكان، وخاصة بالأسواق (غالبا ما يتم تنظيم أسواق شعبية مثل الموالد الشعبية والمهرجانات فى مصر، ويتم تأجير أماكن للأشخاص لتقديم سلع ومأكولات لرواد هذه الأسواق ولها مواعيد محددة سنويا، وتعد أسواق الكريسماس من نهاية نوفمبر وحتى أول يناير هى الأشهر فى ألمانيا)، حتى عرض عليه بعض الأصدقاء المصريين الشراكة والاستثمار فى أمر ما معا، وتوقف عن الكشرى وتعطلت مسيرته لأكثر من عام ونصف. ويتذكر «محمد» هذه اللحظات وعيناه حزينة، لما سببته له هذه الفترة من غياب فرصة توفير دخل مناسب للأسرة، ولكنه عاد مجددا لنشاطه بمفرده وتوسع فى تقديم المأكولات، فلم يتوقف عند الكشرى والطعمية فقط، بل قام بعمل الحواشي، ووجبة الكبدة الشهيرة، وأم علي، وأرز باللبن وغيرها من الأكلات التى تجذب زوار الأسواق.ويضيف محمد عبدالحفيظ: «الآن انتقل من مكان لآخر، ومنذ أن تعرفت على مسئولى «Berlin Lacht» وأنا أشارك به سنويا، وسوف أشارك الشهر القادم فى سوق بمحطة القطار الرئيسية فى برلين، إلى جانب أسواق الكريسماس، وأسعى لإيجاد مكان ثابت كمطعم لتقديم وجبات بشكل أفضل وخدمات أكبر، فنحن حاليا نعتمد على السياح والزوار، ولكنى أرغب فى كسب مزيد من الزبائن، وهناك عدد من المصريين والعرب بل والأجانب يرتادون الأماكن التى أتواجد بها، ولكن تخصيص مكان ثابت سيكون أفضل».
مشاركة :