مشكلات المفاصل.. آلام مزعجة والتهابات مزمنة

  • 8/4/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجس يستهدف التهاب المفاصل جميع مفاصل الجسم بأشكال متعددة، بداية من العمود الفقري والأطراف والركبتين وأيضاً القدم، وتختلف أسبابه، وكذلك أنواعه، ويعد الألم واليبوسة عند الحركة من أهم الأعراض التي تنبئ بإصابة المفصل بنوع من الالتهاب، وهو ما يؤدي إلى صعوبة ممارسة مهام الحياة اليومية، وفي بعض الحالات يتفاقم الأمر، ويحدث عجز في المفصل، وعلى الرغم من أن المسكنات الدوائية تكون بداية العلاج إلا أنها لا تحقق نسبة الشفاء من المرض، وفي السطور القادمة يخبرنا الخبراء والاختصاصيون بطبيعة هذه الآفات وعلاجها.يقول الدكتور طارق إسلام استشاري الأمراض الروماتيزمية: إن التحاليل عادةً ما تظهر لدى المصابين بداء التهاب المفاصل الالتهابي إيجابية ضد ما يُعرف باسم «العامل الرثياني»، وتشمل الأعراض الرئيسية لهذا المرض الألم واليبوسة والتورم في المفاصل، كما أنه ربما يؤدي في المراحل المتقدمة إلى تغيرات في شكل المفاصل، وهو ما ينعكس سلباً على النشاطات اليومية كإمساك الأشياء بقبضة اليد أو رفعها، ولذا فمن المهم مراجعة الطبيب في المراحل الأولى للمرض بهدف البدء بالعلاج في أبكر وقت ممكن، وتضم الأنواع الأخرى لالتهاب المفاصل الالتهابي تلك المرتبطة بالإنتانات (التهاب المفاصل الارتكاسي)، التهاب المفاصل الصدفي، والداء المعوي الالتهابي الذي يُقسم بدوره إلى داء كرون والتهاب القولون القرحي (التهاب المفاصل المرافق للاعتلال المعوي)، (التهاب الفقار اللاصق)، ويتطلب كل واحد من هذه الأنواع علاجاً نوعياً خاصاً، وهو ما يزيد من أهمية مراجعة الاختصاصي في أبكر وقت ممكن. كشف مبكر يذكر الدكتور إسلام أن الحفاظ على وظيفة المفاصل يُعد أمراً في غاية الأهمية في سبيل الحفاظ على استقلالية حياة المريض، وإذا لم يجرِ تشخيص التهاب المفاصل في مراحله الباكرة، فإن هذا يؤدي إلى أذية مفصلية، ربما ينتج عنها حد من النشاطات اليومية بشكل كبير، وفي بعض الحالات يتطلب المرض في مراحله المتقدمة إجراء عمل جراحي كاستبدال المفصل، وفي بعض حالات التهاب المفاصل الالتهابي، ربما تترافق الأذية المفصلية مع إصابة أعضاء متعددة كالرئتين والقلب والعينين والأوعية الدموية والكليتين، كما يصيب التهاب المفاصل الرثياني في بعض الحالات مفاصل العنق، وهو ما يؤدي إلى الشلل في حال عدم وضع التشخيص في الوقت المناسب، كما أظهرت الدراسات أن خطر الإصابة بالأمراض القلبية يزداد بما يقارب الضعفين لدى المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الالتهابي، وهو ما يُعطي التشخيص المبكر أهميةً إضافية لجهة دورها المحتمل في وقاية هؤلاء المرضى من الإصابة بالأمراض القلبية، ونظراً لأن التدخين يزيد بدوره من خطر الإصابة بالأمراض القلبية، أصبح تقديم المشورة بضرورة الإقلاع عن التدخين جزءاً من البروتوكول المتبع لمعالجة التهاب المفاصل الالتهابي.يضيف: يمكن تلخيص ما سبق بالقول: إن على أي شخص يعاني من ألم أو يبوسة أو تورم مفصلي بشكل دوري أن يراجع الاختصاصي منذ المراحل المبكرة بهدف التشخيص وبدء العلاج، والذي من شأنه أن يقلل من حدوث الأذية على مستوى المفاصل أو غيرها من أعضاء الجسم، وتتوافر خدمات الرعاية الاختصاصية للأمراض الرثوية في العديد من المستشفيات، التي تتيح الفرصة لوضع التشخيص في الوقت المناسب، كما يلعب اتباع نمط حياة صحي دوراً أساسياً في الوقاية من بعض الأمراض المفصلية والاختلاطات التي ربما تؤدي إليها. التهابات المفاصل يشير الدكتور أحمد بندق مختص أمراض الروماتيزم إلى أن التهاب المفاصل يصيب واحداً أو أكثر من مفاصل الجسم أو قسماً من العمود الفقري، ويسبب ألماً ويبوسة مع استخدام المفصل المصاب بالالتهاب، ويمكن أن يحدث التهاب في أي مفصل حسب نوع الالتهاب وسببه، وتظهر أعراض التهاب المفصل على شكل آلام شديدة، يبوسة، صعوبة في الحركة، انتفاخ وتورم واحمرار في المفصل، وهناك بعض الأسباب والعوامل المساعدة والفئات المستهدفة التي تساعد على حدوث التهابات المفاصل، وهي:* زيادة أمراض التهابات المفاصل في بعض العائلات دون غيرها بسبب الوراثة.* كلما زادت السن زادت فرصة الإصابة.*النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال في معظم أمراض التهابات المفاصل.* الإصابة السابقة للمفصل تساعد على زيادة الاحتكاك وتسبب التهابات مع تقدم العمر.* الوزن الزائد يزيد الأحمال على المفصل خصوصاً مفصلي الركبة والفخذ. فحوص تشخيصية يذكر الدكتور بندق أن تشخيص التهابات المفاصل يعتمد على إجراء بعض الفحوص تبعاً لنوع الالتهاب الذي يشك الطبيب المعالج في وجوده، وتشمل هذه الاختبارات على تحليل وفحص سوائل مختلفة في الجسم يمكن أن تساعد على تحديد نوع الالتهاب مثل الدم، والبول وسائل المفصل، استخدام الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي وتنظير المفصل للتعرف إلى شكل ونوع ودرجة الالتهاب، ومن المضاعفات المتوقع حدوثها للمريض الالتهابات الشديدة التي تصيب اليدين تعيق العمل اليدوي المعتاد، والالتهابات الشديدة في المفاصل التي تحمل الجسم تعيق الإنسان عن الحركة أو الجلوس المريح. علاجات متعددة يؤكد الدكتور بندق عدم وجود طريقة معروفة وواضحة للوقاية من التهاب المفاصل، ولكن تسهم المحافظة على وزن صحي، والمواظبة على ممارسة الرياضة البدنية بشكل دائم في تقليل خطر الإصابة، أما بالنسبة للعلاجات، فهناك أكثر من طريقة وتتمثل في:* الأدوية: حيث يتناول كثير من المرضى الأدوية البديلة لعلاج التهاب المفاصل، ولكن هناك القليل من الأدلة التي تثبت نجاحها، خصوصاً أن البعض منها يساعد على التخفيف من أعراض أنواع معينة فقط من التهاب المفاصل، وتشتمل على أدوية مسكنة للآلام لتخفيف الألم، لكنه لا يؤثر في الالتهاب، المضادات غير السيترويدية، العقاقير البيولوجية التي تُستعمل عادة من خلال دمجها مع أدوية محولات التفاعل البيولوجي، وهي مواد مهندسة وراثياً هدفها كبح عمل جهاز المناعة، مضادات الروماتيزم لتغيير طابع المرض.* العلاج الطبيعي الذي يمكن أن يكون ناجحاً في معالجة أنواع مختلفة من التهاب المفاصل، كما أن التمارين الرياضية يمكنها أن تزيد مدى الحركة، وتقوي العضلات المحيطة بالمفصل.* الجراحة التي يُلجأ لها إذا لم تساعد طرق العلاج التقليدية ولم تحقق النتائج المرجوة، يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية كاستئصال الغشاء الزلالي أو استبدال أو تثبيت المفصل. خشونة الركبة يذكر الدكتور شاين أشوكان مختص جراحة العظام أن آلام المفاصل عادة تكون بسبب ضمور في الغضاريف التي تحيط بمفاصل الجسم، وغالباً ما يكون مفصل الركبة، وهناك أسباب عديدة، ولكن يظل الأكثر شيوعاً التهاب المفاصل الذي يصيب الغضاريف المحيطة بالمفصل، حيث تتأكل وتضمر مع مرور الوقت بشكل تدريجي، ويؤدي هذا إلى احتكاك العظام ببعضها البعض.تتطور هذه الحالة مع مرور الوقت وعبر عدة سنوات وخلال تلك الفترة يعاني المريض من زيادة في الآم الركبة ويبوسة في المفصل يؤدي إلى تقييد حركة المريض في أداء أعماله اليومية، ولذلك يجب على الطبيب المعالج أن يستعلم عن تاريخ الإحساس بالآلام، وطلب عدة فحوص وتحاليل ليتمكن من فهم الحالة الصحية للمريض الذي يعاني من آلام في الركبة، والاطلاع على الأعراض الأخرى التي أدت إلى ذلك، والجدير بالذكر أن التهاب المفاصل يستهدف المرضى كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم الخامسة والستين، ولكن من الممكن أن يصيب فئات عمرية أصغر سناً، كما أن السمنة تعد من الأسباب التي تؤدي إلى خشونة والتهاب المفاصل في سن مبكرة وخسارة الوزن في مثل هذه الحالات يؤدي إلى نتائج جيدة وتحسن ملحوظ. تدابير وقائية يوضح الدكتور أشوكان أن علاج خشونة الركبة يعتمد على فهم الحالة الصحية للمريض، وفي المراحل المتقدمة التي تكون فيها الغضاريف بدأت بالتآكل يفضل العلاج غير الجراحي أولاً عن طريق تناول بعض المكملات الغذائية التي تحسن من قوة الغضاريف، أو عن طريق حقن الركبة بسائل زيتي يعمل على تقليل الاحتكاك بين طرفي المفصل، كما أثبتت الكثير من الدراسات والأبحاث التي أجريت أن هناك تحسناً كبيراً لكثير من المرضى الذين خضعوا للعلاج غير الجراحي، كما يعد العلاج عن طريق حقن الخلايا الجذعية من أحدث الطرق المستخدمة في علاج خشونة الركبة مدعومة بالعديد من الدراسات السريرية التي أثبتت تحسناً كبيراً في المرضى الذين خضعوا لهذه التقنية العلاجية. مراحل متأخرة يبين الدكتور أشوكان أنه في المراحل المتأخرة من خشونة الركبة يكون التدخل الجراحي عن طريق استبدال مفصل الركبة هو الحل الأخير الذي نلجأ إليه، وتصل نسبه نجاح هذه الجراحة إلى أكثر من 98% ويكون التحسن كبيراً بنسبة تصل إلى أكثر من 95%، وهناك نوعان من جراحة استبدال المفصل، وعلى الطبيب أن يقرر بحسب حالة المريض، وهما استبدال كلي للركبة، واستبدال جزئي يتميز بأن له أطول مدة ثبات تتراوح بين 15 إلى 20 عاماً، المرضى الذين خضعوا لاستبدال جزئي لمفصل الركبة استطاعوا أن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية وأداء الأنشطة اليومية في فترة قصيرة بعد الجراحة، مقارنة بمن استبدلوا كل المفصل، وتجدر الإشارة إلى أن آلام الركبة ليست فقط بسبب التهاب المفاصل، كما أنصح المرضى الذين يعانون من آلام مستمرة في الركبة أن يبحثوا عن العلاج والرعاية الطبية الفائقة من خلال زيارة طبيب العظام. داء النقرس النقرس من أكثر الأمراض انتشاراً والمسببة لالتهابات مفاصل القدم، يتسم بأعراض مزعجة وحرارة تظهر فجأة دون سابق إنذار يرافقها احمرار وتورم وآلام شديدة في إصبع القدم الكبير، وترجع الإصابة به إلى الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والأطعمة البحرية وغيرها من المأكولات، ما ينجم عنه تراكم وارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم، ومن أهم المضاعفات التي تهدد مرضى النقرس وخاصة الذين تتكرر لديهم المشكلة تآكل المفصل المصاب وتدميره على الرغم من تناول الأدوية، كما يمكن أن تنتشر الإصابة في عدة أماكن أخرى كالكاحل أو أصابع اليدين في المراحل المتقدمة من المرض، ولذلك فإن الالتزام بالنظام الغذائي الصحي من أهم تدابير الوقاية من النقرس.

مشاركة :