اعتقلت السلطات الروسية، أمس السبت، حوالي 700 متظاهر في موسكو، خلال تظاهرة للمعارضة، التي تندد منذ أسابيع بالإبعاد القسري لمرشحيها من الانتخابات المحلية المقررة في الشهر المقبل، مع تزايد ضغط وتهديد السلطات ضدها، التي فرقت بعنف احتجاجاً سابقاً أوقف خلاله 1400 شخص، في وقت فتح فيه القضاء تحقيقاً ب«تبييض أموال» بحقّ منظمة المعارض أليكسي نافالني. ورغم تحذيرات السلطات المتكررة بعدم التظاهر، تجمّع المئات في أماكن مختلفة في وسط موسكو تحت المطر، ورقابة عدد كبير من عناصر الشرطة وعسكريي الحرس الوطني، الذين سرعان ما بدأوا بتوقيف المتظاهرين، وقالت منظمة «او في دي-انفو» المتخصصة بمتابعة الاعتقالات، إنّ 600 شخص اعتقلوا، بينهم صحفيون خلال هذه التظاهرة غير المسموح بها. وقبل بدء التظاهرة، أوقفت المحامية ليوبوف سوبول (31 عاماً). وأقامت السلطات حواجز على التقاطعات الرئيسية في وسط العاصمة، ونشرت عدداً كبيراً من الشرطة وجنود الحرس الوطني. وقالت سوبول عشية توقيفها، إن «اللجنة الانتخابية لا تقوم بعملها، والمحاكم لا تقوم بعملها. الأمر الوحيد المفيد هو الشارع». وأضافت: إن «السلطات تفعل ما بوسعها؛ لترهيب المعارضة، ولتضمن ألا يخرج الناس إلى الشوارع للتظاهر سلمياً». وتنفذ سوبول إضراباً عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع. وقالت المتظاهرة فارفارا (22 عاماً): «أنا هنا لأنني أريد أن أرى تغييراً كبيراً. الوضع الذي نعيش فيه هو جو من السيطرة التامة». وفي الأثناء، أعلن القضاء الروسي، أمس، فتح تحقيق ب«تبييض الأموال» بحق المعارض الرئيسي للكرملين أليكسي نافالني. وبحسب المحققين، تلقى أشخاص يرتبطون بصندوق مكافحة الفساد المرتبط بنافالني مبالغ تصل قيمتها إلى مليار روبل بطريقة غير شرعية. وقاموا ب«تبييض» تلك الأموال، قبل تحويلها على حسابات المنظمة. ويقول نافالني إلى جانب قادة آخرين في الاحتجاج، إن الفساد مستشر في العاصمة. ويقبع نافالني حالياً في السجن. وتأتي تظاهرة، أمس، رغم تزايد ضغوط السلطات التي أوقفت قرابة 1400 شخص في تظاهرة الأسبوع الماضي، وبدأت تحقيقاً جنائياً في التحرك الاحتجاجي. وكانت شرطة موسكو استبقت التظاهرات، أمس الأول الجمعة، ووجهت تحذيراً للمواطنين بعدم المشاركة في الاحتجاج. وقالت على موقعها الإلكتروني، «نكرر أن هذه الفعالية غير مرخصة. ننصح المواطنين والزائرين بعدم المشاركة». وقال مكتب مدعي موسكو، إن الشرطة «ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية»؛ لكن أكثر من 6 آلاف شخص على «فيسبوك» قالوا إنهم سيشاركون في المسيرة على «بولفار رينغ» في موسكو؛ من أجل «استعادة حق خوض الانتخابات». (وكالات)
مشاركة :