كشف استطلاع أجرته وكالة "بلومبيرج" للأنباء بين مجموعة من المحللين أن الجنيه الاسترليني مهدد الآن أكثر من ستة أشهر مضت، بالتراجع إلى أدنى مستوى له منذ عام 1985 حال خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكست) دون اتفاق. ووفقا لـ"الألمانية" ثمة احتمال بنسبة 30 في المائة في الوقت الراهن أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي بحلول الحادي والثلاثين من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل دون اتفاق، بحسب نتائج مسح "بلومبيرج" الذي شمل محللين من 13 مصرفا، وتزيد هذه النسبة بثلاثة أمثال مقارنة بمسح سابق أُجري في شباط (فبراير) الماضي. ومن شأن خروج بريطانيا دون اتفاق أن يدفع الاسترليني للهبوط بنسبة أكثر من 9 في المائة، ليساوي 1.1 دولار أمريكي، وهو أدنى مستوى للجنيه منذ 34 عاما، وفقا لمتوسط آراء المشاركين في الاستطلاع. كما كشف الاستطلاع أنه قبل أقل بقليل من ثلاثة أشهر على موعد مغادرة المملكة المتحدة الكتلة الأوروبية تبقى جميع الاحتمالات واردة، حيث يرى الخبراء احتمالات متساوية لخروج بلا اتفاق، وتمديد لموعد الانسحاب، وآفاق إجراء انتخابات عامة في بريطانيا قبل الحادي والثلاثين من تشرين الأول (أكتوبر). أما الاحتمال الأضعف في خضم هذا كله، فهو التوصل لاتفاق بين لندن والاتحاد الأوروبي قبيل موعد الانسحاب المقرر، وفقا لـ 15 في المائة من المشاركين في الاستطلاع. وكان قد استقر الجنيه الاسترليني أمس الأول،ـ قرب أدنى مستوياته في 30 شهرا أمام الدولار الأمريكي مع انكماش الأغلبية لحزب المحافظين الحاكم في البرلمان وهو ما زاد القلق بشأن السياسات المحلية قبل ثلاثة أشهر من موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وفاز الديمقراطيون الأحرار البريطانيون المؤيدون للاتحاد الأوروبي بمقعد في البرلمان على حساب حزب المحافظين الحاكم، موجهين بذلك ضربة إلى رئيس الوزراء بوريس جونسون في أول اختبار انتخابي له منذ أن تولى المنصب. ومن شأن هذه الخسارة أن تقلص الأغلبية الفعلية لجونسون في البرلمان إلى مقعد واحد قبل مواجهة متوقعة حول خطته لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الحادي والثلاثين من تشرين الأول (أكتوبر) باتفاق أو بدون اتفاق مع التكتل الأوروبي. واستقر الاسترليني في أواخر التعاملات في سوق لندن عند 1.2133 دولار، غير بعيد عن أدنى مستوى له في 30 شهرا الذي هوى إليه في جلسة الخميس والبالغ 1.2080 دولار. وأمام اليورو تراجع الاسترليني 0.2 في المائة إلى 91.53 بنس.
مشاركة :