إيران تهدد بخطوة ثالثة لتقليص التزاماتها بالاتفاق النووي

  • 8/4/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

طهران - نقلت وكالة أنباء مجلس الشورى الإسلامي الإيرانية عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله السبت إن بلاده ستتخذ خطوة ثالثة لتقليص التزاماتها بالاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية في 2015 ضمن إطار العمل المرتبط بالاتفاقية. وقالت إيران مرارا إنها ستحد من التزامها بالاتفاق النووي على مراحل بل وقد تنسحب منه نهائيا ما لم تتوصل الأطراف المتبقية فيه إلى سبل لحماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأميركية. وانسحبت واشنطن من الاتفاق العام الماضي. وقال ظريف "ستُنفذ الخطوة الثالثة في تقليص الالتزامات في الموقف الراهن. وأضاف "قلنا إنه إذا لم تنفذ الأطراف الأخرى (الاتفاق) بشكل كامل إذن فإن تنفيذنا سيكون بنفس النهج غير المكتمل. وبالطبع فإن كل تحركاتنا تتم ضمن إطار العمل (الخاص بالاتفاق)". وفي الشهر الماضي، هددت إيران بإعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزي، ورفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 في المئة في تجاوز لحدود الاتفاق. وقال مسؤولون إيرانيون إن من الممكن الرجوع عن كل الإجراءات التي اتخذتها طهران بشأن تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي إذا أوفت الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق بالتزاماتها. وتواصل إيران تصعيدها فيما يتعلق بالملف النووي رغم عزلتها التي بدات تتسع في المنطقة وفي العالم بسبب تشديد الولايات المتحدة لعقوباتها. والخطاب المتشدد الذي يتبناه المسؤولون الإيرانيون يخفي أزمة داخلية عميقة دفعت بطهران الى تقديم عرض للولايات المتحدة لإجراء عمليات تفتيش كثيفة لمنشآتها النووية مقابل رفع العقوبات عنها. ويظهر من خلال ذلك ان إيران تروج خطابها المتشدد للاستهلاك الداخلي لكنها تناور بادعاء رفض الحوار لكي تخرج بمظهر القوي امام الشعب الإيراني الذي يتحمل بمفرده تبعات العقوبات. وبموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015، يتعين على إيران المصادقة على وثيقة تعرف باسم البروتوكول الإضافي وتقضي بإجراء عمليات تفتيش أكثر تشددا لبرنامجها النووي بعد ثماني سنوات من إقرار الاتفاق. وإيران ملزمة بتطبيق البروتوكول الإضافي وبالتالي فإن عرضها يبدو محاولة للالتفاف على التزاماتها النووية وأيضا محاولة لإظهار أنها ترغب في إنهاء التوتر القائم في المنطقة والناجمة أساسا عن أنشطتها المزعزعة للاستقرار خاصة في مضيقي باب المندب وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو قد قالا في تصريحات سابقة إن إيران تبحث عن مخرج لأزمتها. وعرضت واشنطن على الحكومة الإيرانية التفاوض على اتفاق جديد يشمل قيودا أكبر على برنامجيها النووي والصاروخي، لكن طهران رفضت العرض وقالت إنها لن تتفاوض تحت الضغط، مطالبة بإنهاء العقوبات كشرط لأي حوار. وزادت المخاوف من احتمال اندلاع حرب بالشرق الأوسط تكون لها تداعيات عالمية منذ إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، وقراره إعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية بهدف دفعها لتقديم تنازلات أمنية أكبر. وارتفعت حدة التوتر في منطقة الخليج منذ انسحاب الولايات المتحدة في أيار/مايو 2018 من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة واشنطن فرض عقوبات اقتصادية شديدة القساوة على إيران. وتصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة مع هجمات استهدفت ناقلات نفط في الخليج، نسبتها واشنطن الى طهران التي نفت ذلك. واعتبرت إيران الأحد الدعوة إلى إرسال مهمة بحرية أوروبية إلى الخليج أمراً "استفزازياً"، وذلك وسط توتر متصاعد في هذه المنطقة الإستراتيجية. وكان وزير الخارجية البريطاني السابق جيريمي هانت دعا بإلحاح الاثنين إلى إرساء "مهمة حماية بحرية يقودها الأوروبيون" في الخليج وذلك بعد احتجاز ايران ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز. كما دعت الولايات المتحدة الأميركية الى تشكيل تحالف دولي لمواجهة التهديدات الإيرانية في الخليج ومضيق هرمز.

مشاركة :