ازدحام سياحي لمشاهدة الفوارات الساخنة في محمية يلوستون الأميركية

  • 8/4/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر محمية يلوستون الطبيعية في الولايات المتحدة الأميركية أول محمية طبيعية في العالم، وتستقطب الآلاف من السياح لمشاهدة الفوارات الساخنة والدببة الضخمة وثيران البيسون. ويمتد الطريق السريع عبر وادي هايدن فالي، ويشاهد السياح قطعان البيسون أو الثور الأميركي وهي تعبر الطريق، وهناك تظهر التكدسات والازدحامات المرورية في كل الاتجاهات، وقد يستغرق الأمر حوالي 20 دقيقة إلى أن يعبر حوالي 80 من حيوانات البيسون الطريق على مهل. وقد انقرضت حيوانات البيسون الأميركية قبل مئة عام تقريبا، إلا أنها ترعى هنا بحرية في محمية يلوستون الطبيعية، ودائما ما يحذر الحراس السياح بضرورة اتخاذ مسافة أمان لا تقل عن 25 مترا عند الرغبة في تصوير الحيوانات الضخمة. ومثل جميع أيام الصيف يستيقظ السياح مبكرا وينطلقون على الطريق السريع، لدرجة أن حركة السير عبر وادي هايدن فالي تشبه حركة السير في المدن تقريبا، ولذلك ثلاثة أسباب؛ أولا لأن احتمالية مشاهدة الحيوانات البرية مثل البيسون والدببة الرمادية والموس الأميركي الضخم، تكون كبيرة للغاية في الصباح الباكر وفي وقت متأخر بعد الظهيرة. وثاني هذه الأسباب هو اتساع المسافات بين مناطق الجذب السياحي الرئيسية في محمية يلوستون الطبيعية، والتي تعد أقدم محمية طبيعية في العالم، ويتمثل السبب الثالث في أن الانطلاق مبكرا في الفندق أو المخيم يعد أيضا محاولة للوصول إلى الفوارات الساخنة قبل السياح الآخرين، وقد ارتفع عدد السياح في المحميات الطبيعية الأميركية منذ سنوات بدرجة كبيرة؛ حيث تستقبل محمية يلوستون أكثر من 4 ملايين سائح سنويا منذ 2015، وهو رقم لم يتم تحقيقه من قبل. وأشارت ليندا فيريس، المتحدثة الإعلامية باسم محمية يلوستون الطبيعية، إلى أن تزايد أعداد السياح لمشاهدة الحيوانات والفوارات الساخنة في المحمية لم يتسبب في جعل الوصول إلى المحمية صعبا؛ حيث دائما ما تحاول المحمية الطبيعية التحكم في التدفقات السياحية المتزايدة من خلال التوصيات، مثلا من خلال قيادة السيارة من فوارة ساخنة إلى أخرى وكذلك التجول على المسارات المميزة بعلامات ولافتات؛ حيث يعايش السياح تجربة مختلفة تماما بمجرد الابتعاد قليلا عن الطرق السريعة. ولا يمكن لزوار محمية يلوستون تجنب الرحلات الطويلة بالسيارة؛ حيث تستغرق الرحلة من الفوارات الساخنة في منطقة “ماموث هوت سبرينجز” الواقعة في شمال المحمية الطبيعية حتى منطقة “جيسير أولد فايفول” حوالي ساعة و25 دقيقة، دون التعرض للتكدسات المرورية بسبب عبور قطعان البيسون للطريق.ومن الأفضل أن يتنقل السياح بواسطة عربات الكارافان واستخدام أماكن التخييم، التي يبلغ عددها 12 مخيما في المحمية الطبيعية، ومع ذلك فإنه يتم حجز أكثر من 2000 مكان وقوف في المحمية الطبيعية بشكل مسبق في الفترة بين يوليو وأغسطس، وهو ما قد يسبب بعض المشكلات للسياح الذين لم يقوموا بحجز أماكن الوقوف مسبقا. ويتوفر للسياح خارج المحمية الطبيعية الكثير من أماكن المبيت في مدينة كودي وفي وست يلوستون وجاردينر في منطقة مونتانا. وهناك الكثير من مناطق الجذب السياحي في محمية يلوستون، والتي تقع بالقرب من طريق جراند لوب رود، وتتخذ هذه المعالم السياحية شكل رقم 8 على الخارطة، وعادة ما يقضي الكثير من السياح يوما في زيارة الحلقة الجنوبية من رقم 8، ويوما آخر لزيارة الجزء الشمالي. وتؤدي كل الطرق هنا للفوارات الساخنة جيسير أولد فايفول، ولا تظهر هنا التكدسات المرورية بسبب قطعان البيسون في وادي هايدن فالي، وبعد فترة قصيرة يصل السياح إلى غراند كانيون بمحمية يلوستون الطبيعية، وهو عبارة عن واد بعمق 300 متر ويمتد بطول 32 كيلومترا، ويتضمن شلالا بارتفاع 93 مترا، والذي يعتبر من المعالم السياحية الجذابة في المنطقة. ويمتلئ المرآب عن آخره عندما يقوم حارس المحمية ستيف كوك باصطحاب السياح في جولة “كانيون ريم ووك” في تمام الساعة التاسعة صباحا، والتي تعتبر من أكثر الجولات إثارة، والتي يتم تنظيمها يوميا بواسطة خدمة المحمية مجانا، وبصفته خبيرا في الجيولوجيا يحاول ستيف كوك أن يشرح للسياح ما يرونه أمامهم، بالإضافة إلى ما يوجد في باطن الأرض؛ نظرا لأن محمية يلوستون تعتبر هضبة عالية فوق بركان ضخم ثار قبل 640 ألف عام. وتحت المحمية الطبيعية تدور المياه في نظام عملاق من الشقوق والوديان، وأضاف ستيف كوك قائلا “تتساقط الثلوج والمياه في الشقوق والوديان، ويتم تسخينها بسبب البركان في باطن الأرض وتعود للأعلى مرة أخرى”، ولذلك تنتشر الفوارات الساخنة في هذه المنطقة. وتوجد أشهر الفوارات الساخنة في المنطقة الغربية والجنوبية الغربية من محمية يلوستون، وفي منطقة “نوريس جيسير باسين” توجد فوارة “ستيم بوت جيسير”، والتي يصل ارتفاعها إلى 90 مترا عند ثورتها، ولا توجد فوارة أخرى في العالم تندفع منها المياه إلى هذا الارتفاع.

مشاركة :