في عالم التعليم يظهر أحيانا لدى البعض ميل واضح نحو البحث عن عامل واحد يعزى إليه تقدم التعليم أو تخلفه، فمثلا هناك من يؤكد أن التعليم سوف يتطور ويتحسن بمجرد أن يتم إعفاء وزير التعليم، ومن ثم اختيار شخص بديل بعينه ليكون هو وزير التعليم المنقذ. من جهة أخرى هناك من يرى أن التعليم سوف يتطور بمجرد أن نرفع مخصصات التعليم المالية، هؤلاء يتوهمون أن التعليم سيتطور بمجرد أن نلقى عليه حزم من البنكنوت. إن مثل هذا الطرح يكذبه الواقع وكل التجارب التعليمية السابقة، فقد تعاقب على التعليم العديد من الوزراء الأكارم، كل منهم يمثل بمفرده مدرسة مستقلة، كما تعاقب على التعليم ميزانيات مالية متصاعدة، لكن أيا من كل ذلك لم يحدث فرقًا نوعيًا ملاحظًا في جودة التعليم، مع كل التقدير لجهود القيادات التعليمية المخلصة. إضافة إلى ما سبق، هناك من يرى أن التعليم سوف يتطور بمجرد أن نرفع دخل المعلمين، وهو الآخر لم تثبته كل التجارب السابقة. نخلص من كل ما سبق إلى أنه لا يوجد عامل واحد يمكن اعتباره سببًا لتقدم أو تخلف التعليم. التعليم في الواقع يتقدم بتأثير شبكة مترابطة ومتماسكة من العوامل أو المتغيرات، بعضها يأتي من داخل النظام التعليمي نفسه، وبعضها يأتي من خارجه، وسنتحدث لاحقا عن تلك العوامل.
مشاركة :