الزيودي يكتب: اكذوبة مقام هارون بين أبو الصبر والولي عو عو

  • 8/4/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قلت في مقال سابق أن سكان البتراء ووادي عربه تناقلوا أسطورة خرافية عن طيران النبي هارون من عين الغويبّه إلى أعلى قمة في جبال البتراء ... مرة بواسطة طائر حمله من تيه سيناء الى الغويبّه ثم إلى المقام الحالي المصنوع من الأسطورة ... ومرة نبتت لعظامه أجنحة حملته من جانب العين اياها الى المرتفع ... لا تجزم أسفار العهد القديم من الكتاب المقدس ولا القرآن الكريم بمكان وفاة هارون أخو النبي موسى عليه السلام ... ولكن العرب صنعوا الأسطورة للتسلية فصدقها اليهود واعتبروا مذبح الإله ذو الشرى النبطي وحفلات الآلهة زيوس إله الخمر عند الرومان . معبدا يهوديا أقيم على أنقاض تاريخية . والمعروف أن أغلب نجوم العهد القديم من اليهود هم رجال أسطوريين لا يصدق العقل بطولاتهم الخارقة أو المعجزات التي قاموا بها . باستثناء سيدنا موسى عليه السلام الذي أثبت القرآن الكريم معونة الخالق جل وعلا له في شق البحر للعبور وفي غلبة عصاه على جميع ثعابين سحرة فرعون ... امتاز بعض العرب بالسخرية من الأساطير الغيبية . فنسجوا حولها حكايا تليق بها ... زار أحد المتبحرين بالدين قرية وأقام الصلاة فيها اماما للمصلين الذين أعجبهم بالحديث والتلاوة ... تشبثوا به طالبين منه تأسيس مقام في قريتهم لأي ولي من الأولياء اسوة ببعض القرى التي تضم أضرحة ومزار لأولياء مزعومين ... اعتذر الشيخ وحاول أن يقنع القرويين بالبدعة التي يطلبونها . استعان بالأحاديث النبوية الشريفة ونصوص القرآن الكريم لاقناعهم ... ولكن القوم ازدادوا اصرارا جعله يفكر بحيلة ليسخر منهم ... طلب اليهم أن يجهزوا قبرا ويبتعدون عنه منتصف الليل ... كان قد عثر على جثة كلب ميت واستغل غيابهم عن القبر ودفن الرمّة فيه وبنى بعض الحجارة حوله ... في الصباح سأله القرويون عن اسم صاحب المقام الذي فرحوا به ... قال لهم هذا مقام الولي عو عو ... الأسطورة الثانية من صنع الانسان ايضا ... اشتغل اثنان من الفعلة بنقل حاجيات الناس على حمار يملكانه ... اسمياه ابو الصبر لأنه ينقل الأثقال من الفجر حتى الغروب ... مات الحمار بسبب التعب الدائم وانقطع السبيل بأصحابه وهو ثروتهم الوحيدة ... استغلوا سذاجة الناس وتفتق عقلهم عن حيلة ... حفروا قبرا للحمار ودفنوه وسوّروا القبر بالحجارة على شكل كوخ صغير وأشاعوا بين القرى انه قبر الولي ابو الصبر الذي يشفي من الأمراض ويصلح بين الأزواج المتخاصمين ... الخ . بدآ يخدمان المقام ويستوليان على الهدايا والتقدمات التي ترد من البسطاء .. كثر المال بين أيديهم فاختلفا على نصيب كل واحد منهم لدرجة النزاع ... قال الضعيف للقوي : والله اذا لم تعطيني حقي إلا أشكوك لأبو الصبر ... ضحك القوي وقال : ولكننا دفناه سويه . وكلانا يعرف من هو ابو الصبر ... تلك هي الحال مع اليهود الذين يستمعون الى الكذبة ويستغلون ايمان بعض الناس الذين يصدقونها كما في اسطورة هارون ومقامه في البتراء ... اختاروا البتراء دون جبال جلعاد التي تغنى بها العهد القديم في سفر نشيد الانشاد . وقد كان استاذ الأجيال الراحل حسني فريز يطلق عليه سفر التعا ... والحياء يمنعني من اتمام الوصف . اختاروا البتراء دون مقام النبي شعيب . وخرائب مكاور التي قتل ودفن فيها الراباي الصالح يوحنا المعمدان على يد انتيباس هيرودس ... لأن البتراء أعظم أثر تاريخي صنعه الانسان بعد الأهرامات المصرية ... وهي على قائمة التراث العالمي لليونسكو ... وتدلنا حشود المتدينين وصلواتهم الطقسية على النية المبيتة لاقناع الآخرين أن البتراء يهودية ولهم الحق بها دون الآخرين ... بينما مقام هارون لا يعدو أن يكون أثرا لاحتفالات الأنباط والرومان .. تأثر المماليك باحتفالات أهالي البتراء ووادي موسى السنوية عند ذلك الأثر . فبنوا مسجدا على المكان . فيما بعد أصبح المسجد مزارا لتقديم النذور والأضاحي تبعا للإعتقاد بالقوى الغيبية ... ترى كم كذبة اخترعها اليهود وصدقوها . ؟ ولا حاجة بنا للدراسات العلمية الحديثة التي شككت بحكاية المحرقة النازيّة والاعدام بالغاز .. فبالرغم من حريّة التفكير في الغرب فإن كثيرآ من الدارسين والباحثين والمفكرين الذين أجروا أبحاثآ وصلوا فيها إلى إكذوبة الهولوكوست . تعرضوا للمحاكمة في دولهم . وجرى التضييق عليهم لدرجة حرمانهم من المناصب الأكاديميّة التي تبواؤها بجدارة العلماء والأكاديميين .

مشاركة :