دبي: علي نجم يبدو أن رياح «المعارك» القانونية لن تهدأ في كرة الإمارات، بعدما تحولت صفقة انتقال المغربي مراد باتنا من الوحدة إلى الجزيرة إلى «قضية». لم يشذ الجزيرة عن سيرة النادي الحافلة ب«الصمت» وسياسة قضاء الحوائج وحتى «القضايا» بالكتمان، عبر الابتعاد عن المهاترات والمشاحنات الإعلامية، أو حتى الرد على بيانات أو أخبار من هنا أو هناك. الجار العنابي، لم يهضم صفقة انتقال لاعبه «المجمد» المغربي مراد باتنا إلى صفوف الجزيرة، فسارع إلى الإعلان الرسمي عن رفض هذه الصفقة، مشيراً إلى أنها «باطلة» بحكم القانون. باتنا اللاعب الذي صال وجال وتألق مع الإمارات، وجد في الوحدة المكان الأنسب لتقديم مزيد من نجوميّته في دوري الخليج العربي، لكن رحلة اللاعب لم تعمر طويلاً، بعدما وجد نفسه بين ليلة وضحاها «معاقباً» بسبب عدم تطبيق تعليمات وتوجيهات الجهاز الفني. غاب باتنا عن الملاعب، وابتعد عن المشاركات ليتحول من عنصر أساسي في تشكيلة «أصحاب السعادة» إلى لاعب غير مرغوب فيه، ويدخل دائرة النسيان كحال بعض اللاعبين الأجانب الذين أمضى العديد منهم النصف الثاني من الموسم في المشاركة في تدريبات «الرديف» والحصول على مستحقاتهم كاملة!. ثغرة قانونية ويتوقف أحد المراقبين من أصحاب الخبرة القانونية، عند خطوة الجزيرة، مشيراً إلى أن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو: هل خطا الجزيرة خطوة التعاقد مع اللاعب، والإعلان عنها رسمياً (بعدما تحفظ على ذلك طوال عدة أسابيع)، دون أن يكون واثقاً من سلامة موقفه؟ ويتابع القول شارحاً: «عندما يقف المدير التنفيذي مع اللاعب ويتم نشر الصورة رسمياً، فإن تلك الخطوة لا بد أنها جاءت عن قناعة تامة بسلامة موقف النادي وبحيثيات الخطوة التي قام بها الجزيرة من أجل ضم اللاعب، والتأكد من وجود ثغرات قانونية سمحت ل«فخر العاصمة» بالتعاقد مع اللاعب». أما الجانب الآخر، فيشدد القانوني على أن حيثيات هذه القضية وتفاصيلها «غالباً» لا تطرح للرأي العام، ولا يمكن الاطلاع عليها متسائلاً: «هل حصل اللاعب طوال الفترة السابقة التي كان فيها «معاقباً» على مستحقاته المالية؟» ويضيف قائلاً: «هذا مجرد سؤال على سبيل المثال». ثقة كبيرة أما على الجانب الآخر فيشير القانوني، إلى أن إعلان الوحدة عن بطلان عقد اللاعب من خلال بيان رسمي، فيشير إلى مدى ثقة مسؤولي النادي في موقفهم، وعقدهم المحكم مع اللاعب، من دون أن يكون النادي قد ارتكب أي هفوة أو ثغرة تسمح للاعب باستغلالها. وبناء على تمسك الجزيرة بسلامة الموقف وصوابية التعاقد مع باتنا، ورفض الوحدة انتقال اللاعب، ستكون قضية باتنا الشغل الشاغل في القادم من الأيام. بطاقة مؤقتة ويعدد المراقب السيناريوهات التي قد تمضي بها القضية قدماً، والتي قد تسفر عن تدخل الاتحاد الدولي، من أجل حسم موضوع صدور بطاقة انتقال اللاعب، وهي البطاقة التي قد يحصل عليها الجزيرة «مؤقتاً» حتى انتهاء الحسم والنظر في تفاصيل القضية التي قد يستمر الجدل القانوني بها، ما بين مدير أعمال اللاعب والمحامي الخاص به ومعهما محامي الجزيرة، وما بين الجانب الوحداوي لأشهر أو لأكثر من سنة. وسيكون التساؤل الأبرز: كيف سيتعامل اتحاد الكرة مع هذه الخطوة؟، وما هي الخطوات التي سيخطوها الجزيرة من أجل ضمان قيد اللاعب في قائمته؟، خاصة أن فخر العاصمة سيحتاج خدمات اللاعب الذي قد يشكل مكسباً جديداً للفريق الطامح إلى العودة إلى منصات التتويج هذا الموسم.
مشاركة :