تفاؤل حذر بقرب التوصل إلى سلام بين واشنطن وطالبان

  • 8/5/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تسعى الولايات المتحدة وحركة طالبان الأحد في الدوحة إلى التوصل لاتفاق من شأنه أن ينهي نزاعا عمره 18 عاما في أفغانستان، في اليوم الثاني من مفاوضات بدأت السبت ولم يعلن عن تاريخ انتهائها. وتعتزم الولايات المتحدة التي غزت أفغانستان وأطاحت بطالبان من السلطة عام 2001، أن تسحب الآلاف من قواتها المنتشرة في البلاد وأن تطوي صفحة الحرب الأطول في تاريخها، إلا أنها تسعى أولا للحصول على ضمانات من المتمردين لجهة قطعهم أي صلة بتنظيم القاعدة ومنع مقاتلين آخرين من استخدام البلاد كملاذ. وتأمل الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق سلام مع طالبان في الأول من سبتمبر المقبل، قبيل الانتخابات الأفغانية المرتقبة في الشهر نفسه والانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020. وتأتي الجولة الثامنة من المفاوضات بين طالبان والولايات المتحدة بعد محادثات أجريت الشهر الفائت بين ممثلين حكوميين “بصفتهم الشخصية” وطالبان، اتفقوا خلالها على “خارطة طريق للسلام” لكنها لم تصل إلى حدّ الاتفاق على وقف لإطلاق النار. وبات الأفغان يشعرون بأن طالبان تتعمد إطالة أمد المفاوضات وتعطيل الاتفاق بإثارة تفاصيل جزئية تختلقها في كل مرة، وأن الأمر مرتبط بشكل وثيق بأجندة قطرية تقوم على فكرة أن تبقى الدوحة لفترة أطول في دائرة الوسيط المرضي عنه من الولايات المتحدة التي تضغط لإنهاء النزاع الأفغاني والتوصل إلى اتفاق نهائي بين الفرقاء. وفيما تتمسك طالبان بالدوحة كمكان لعقد المفاوضات، فإن الأفغان لا يلمسون أي تقدم رغم كثرة اللقاءات والوعود بقرب حسم الخلافات، وهو ما يؤشر إلى وجود سرّ وراء هذا الفشل المتكرر في مفاوضات توحي في كل مرة بأن هذه الجولة ستكون الأخيرة وأن الجميع سيتوصل إلى اتفاق دائم. ويعزو متابعون للشأن الأفغاني التأخير في إنجاز الاتفاق إلى أن قيادات طالبان لا تبدو متحمّسة لإنهاء معاناة الشعب الأفغاني، خاصة أن الحرب حولت قياداتها إلى نجوم إعلامية كما جلبت إليهم الكثير من الحظوة والأموال خاصة من قطر التي بادرت منذ 2013 إلى فتح مقر خاص للمكتب السياسي للحركة في الدوحة وتمكين أعضائه من مزايا كبيرة وخدمات نوعية. ويميل هؤلاء إلى القول إن القطريين يمتلكون نفوذا قويا على قيادات طالبان، ولا يستبعد أن يكونوا هم من يحرك أجندة التفاوض لغاية خاصة بهم، وأن إدامة الأزمة وتواتر اللقاءات يوحيان وكأنها مفاوضات باريس في السبعينات بين الفيتناميين والأميركيين التي أنهت الحرب الفيتنامية وأفضت إلى انسحاب الأميركيين من فيتنام وجنوب شرق آسيا. وتثير الحظوة التي يلقاها زعماء طالبان تساؤلات عن حقيقة العلاقة المتقدمة بين مجموعة متطرفة تقاتل الأميركيين من 2001 ودولة حليفة للولايات المتحدة وتقدم عروضا بالمليارات لإرضائها. ويمكن فهم هذا التناقض من خلال استعادة المواقف القطرية الداعمة لـ”الربيع العربي”، وهي مواقف قامت على ضخ أموال كثيرة لشراء ولاء تيارات إسلامية متشددة وتقديمها كدليل إلى الولايات المتحدة على الدور الذي يمكن أن تلعبه الدوحة في خدمة واشنطن والحصول على اعتراف بدورها الإقليمي.

مشاركة :