نظمت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أمس الأحد، الندوة الخامسة ضمن برنامج (ملتقى كبار العلماء للطلاب الوافدين)، تحت عنوان (آيات من القرآن الكريم بين التناول السقيم والفهم المستقيم)، وذلك بمدينة البعوث الإسلامية بالقاهرة، وحاضر في الندوة الدكتور حسن جبر، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، والدكتور محمد متولي منصور، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، والدكتور صلاح العادلي، أمين عام هيئة كبار العلماء.وقال الدكتور حسن جبر، أستاذ التفسير وعلوم القرآن: إن هناك ضوابط وقواعد يجب مراعاتها عند التعامل مع النص القرآني، مبينًا أن سياق آيات القتال كان للدفاع وليس للهجوم أو الظلم، لأن هذا يتنافى مع مبدأ الدعوة بالتي هي أحسن التي أسس الإسلام عليها دعوته، موضحًا أن المسلمين في مكة لم يرفعوا سيفًا ولم يدخلوا في قتال حتى هاجروا إلى المدينة، فكان القتال للدفاع ولحماية الشعائر، وضمان حرية الناس في اختيار عقائدهم.وفي السياق ذاته قال الدكتور محمد متولي منصور، الأستاذ بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر: إن الدعوة إلى الله يجب أن تكون مبنية على فهم سليم، وإدراك تام لكل معاني ومفردات القرآن الكريم، موضحًا أن أغلب الانحرافات الفكرية القديمة والمعاصرة سببها عدم التدبر لآيات القرآن الكريم ومقاصدها ودلالتها، فضلًا عن تعمد هؤلاء المنحرفون فهم بعض آيات القرآن الكريم بشكل سطحي، دون تدبر لمعنى ومقصود النص كاملًا.من جانبه أكد الدكتور صلاح العادلي، أمين عام هيئة كبار العلماء، أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب الضوابط والقواعد التي تضمن سلامة الفهم لآيات القرآن الكريم ، وأن التعامل مع آيات القرآن الكريم دون مراعاة لهذه الضوابط يأتي تطبيقه على الأرض مدمرًا ومخربًا، لأنه تطبيق بُني على فهم سقيم.يذكر أن هيئة كبار العلماء عقدت أربع ملتقيات سابقة إيمانًا منها بدورها في ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتفنيد الفكر المتطرف، وإقامة جسور التواصل مع شباب العالم كله، وبخاصة شباب العالم الإسلامي، ويعقد الملتقى يوم الأحد من كل أسبوع ولمدة ثلاثة أشهر.
مشاركة :