استنتج علماء الأعصاب أن الطفرة الجينية التي تسببت في بطء نمو القشرة الجبهية الأمامية في المخ Prefrontal Cortex لدى الأطفال ربما تسببت بظهور اللغة التكرارية والخيال قبل 70 ألف عام. وجاء في بيان صحفي نشر على موقع Phys.org، أن فريقا من الباحثين من جامعة بوسطن، درس آلية تطور الخيال، وتبين لهم أن أولئك الذين لم يتقنوا الكلام الكامل في سن مبكرة لن يتقنوا بتاتا التوليف قبل الجبهي - وهي تقنية تسمح لك بمقارنة كائنين في العقل- فعلى سبيل المثال لن يفهم هؤلاء الفرق بين عبارتي: "الكلب عض الصديق" و"الصديق عض الكلب"، حيث تتألف الجملتان من نفس الكلمات وتمتازان بتركيبهما النحوي المتماثل. ويتيح التوليف الأمامي الجبهي، تشكيل وبناء عبارات وجمل تكرارية، تعيد إنشاء المشاهد بعدة كائنات متفاعلة: "الأفعى ترقد على حجر على يسار الشجرة، التي تقع خلف التل". يعتبر التكرار سمة مميزة لأي لغة طبيعية. ولا يستطيع الأشخاص غير القادرين على التخليق الجبهي أن يفهموا معنى حروف الجر المستخدمة لوصف موضع الأجسام في الفضاء المحيط، وبالتالي لن يتمكنوا من الإلمام باللغة التكرارية (Recursive language). وهم كذلك لا يستطيعون تعليم أطفالهم التخليق قبل الجبهي، وبالتالي، يظهر حاجز أو عائق تطوري يمنع تطوير اللغة بشكل كامل. بالإضافة إلى ذلك، في الزمن المعاصر، يعتبر العمر الحاسم لإتقان اللغة خمس سنوات. ووفقا لنتائج النمذجة الرياضية، فقد تغلب البشر الأوائل على هذه الحواجز على مدى عدة أجيال. ويعتبر حدوث الطفرة التي تساعد على تأخير ظهور العمر الحرج لتخليق الجبهية ضارا إذا لم تؤخذ في الحسبان فوائد الاستحواذ اللاحق للغة التكرارية. ويتطلب النموذج حدوث التأخير عند طفلين أو أكثر، ويجب على هؤلاء التحدث مع بعضهم البعض معا لفترة طويلة لاختراع عناصر متكررة. تمت تسمية الفرضية باسم المؤسسين الأسطوريين لمدينة روما - رومولوس وريموس، اللذين، حسب الأسطورة، قامت ذئبة بتربيتهما. في الواقع، الأطفال الذين لم يتعلموا الكلام المتكامل، يخترعون بأنفسهم لغة تكرارية، كما حدث على سبيل المثال بين الأطفال الصم في نيكاراغوا. ومن المعروف أن لدى أسلاف الإنسان، كان يجب على جهاز الكلام، أن يقوم بتطوير السمات الحديثة الأساسية قبل أن ينفصل الإنسان العاقل عن الإنسان البدائي قبل 600 ألف عام. ونظرا لأن الشمبانزي، وهو الأقرب إلى الإنسان المعاصر، لا يملك إلا ما يتراوح بين 20 و100 صوتا مختلفا للاتصال الصوتي، فإن إعادة هيكلة وبناء جهاز الكلام لدى البشر، كان يجب أن يوسع من نطاق النطق عشرات المرات ليتناسب مع تعقيد اللغات الحديثة. في الوقت نفسه، لم تظهر الأعمال الفنية التي تشير إلى وجود خيال متطور (اللوحات الجدارية، الإبر العظمية بالعين، بناء المساكن) إلا قبل 70 ألف عام. ولذلك لا تزال تشكل الفجوة الزمنية بين تشكيل النوع الحديث من أجهزة النطق من جهة، والاكتشافات الأثرية من جهة أخرى لغزا للعلماء. المصدر: Lenta.ru تابعوا RT على
مشاركة :