خليفة بن سلمان ضمير الأمة في يومها العالمي

  • 8/6/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يطلق صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، حفظه الله ورعاه، يوما، مبادرة إلا ولها في حيز الفضاء الإنساني العالمي الواسع قبولا إجماعيا وصدى مؤثرا ومكانة كبيرة لدى المعنيين بها مباشرة، ولدى المجتمع الدولي قاطبة.  وتأتي مبادرة سموه التي أقرتها الأمم المتحدة باعتماد الخامس من أبريل من كل عام يوما دوليا للضمير، تتويجا لمبادرات إنسانية عالمية أطلقها سموه في حيز هذا الفضاء الإنساني والتي تمكنت من أن تصبح أنموذجا إنسانيا يحتذى به على الصعيد الدولي، والذي من زاده ومعينه اتسقت سياسات وتشكلت رؤى، وتطورت أفكار أسهمت في رأب صدوع كثيرة عانت مجتمعات عربية ودولية من تفاقمها، ومن استشكال حلها لفترات زمنية ليست بقليلة.  وفي ظل راهن هذا العصر المضطرب والشائك والمبتلى بالحروب والصراعات والانقسامات والمؤامرات والدسائس التي تسعى إلى تقويض أركان السلام والأمن بين كافة البشر بمختلف أطيافهم وألوانهم، وإلى تمزيق أنسجة إمكانات تعايشهم واستقرارهم، تأتي ضرورة هذه المبادرة السامية التي تحتفي بالضمير بوصفه الركيزة الأساس لإنعاش روح التنمية الخلاقة التي من شأنها أن تخلق مناخات صحية تؤمن للدول والمجتمعات في هذه الخارطة الكونية إمكانات النظر إلى المستقبل بعيون ملؤها الحرص على العنصر البشري بوصفه الصانع الأول لمصير ذاته ومجتمعه، وذلك انطلاقا من إعلاء شأن الضمير كواعز ودافع رئيسيين في أي منجز يراد تحقيقه أو قد تحقق، إذ لا يمكن أن تصبح لأي منجز مكانة إنسانية عالمية رفيعة ومهمة وفاعلة ما لم ينطلق من الضمير أولا وأخيرا، فهو الذي يرجح كفة أي مشروع مستقبلي يروم السلام والاستقرار والأمن، وعداه فإن الداء الفتاك له بالمرصاد.  ولو تتبعنا كل الأفعال والمهمات والمنجزات التي تصدى لها سموه عبر حكومته أو بجهده الشخصي، سنرى ونلحظ أنها كلها تتكيء على الضمير أولا وأخيرا، وتنطلق من حكمة سموه بأن إصلاح المجتمع وتوجيهه نحو آفاق المستقبل هو مسئولية الجميع التي ينبغي أن تكرس وترسخ الضمير الإنساني في كل خطوة عملية تخطوها، وكما لو أن سموه يؤكد إيمانه بأن الضمير إن لم يحيا ويتجسد في مساعينا وجهودنا الشخصية أولا، فإنه يصعب أن يكون رسالة كبرى ذات هدف سامي مهما تبوأنا من مراكز ومناصب حكومية عليا، إن سموه في مبادرته الإنسانية الكبرى يسعى إلى تجسيد الاستقامة والنزاهة وذلك باتفاق الأفعال الناجمة عنها مع القيم الأخلاقية المثلى، فإذا كان المنطق قد يقودنا إلى الأخطاء، فإن الضمير لا يفعل ذلك أبدا، فهو صوت الحق وبوصلة السلام والأمن في راهن المجتمعات ومستقبلها.  لم يطلق سموه يوما مبادرة إلا ووجدت من يؤمن بها ويتبناها ويتجسدها في سياساته ومشروعاته الكبرى، ومن بينها هذه المبادرة التي وجدت صدى عالميا كبيرا واسعا، وخاصة لدى المنظمات المعنية ومن أهمها منظمة الأمم المتحدة التي أدركت أبعادها ومضامينها وأهدافها الجلية والمهمة والمؤثرة على شعوب العالم قاطبة، خاصة فيما يتعلق بضرورة جدية التعامل مع الأوضاع المأساوية الناجمة عن الصراعات، لذا لا عجب ولا غرابة أن يجعل سموه حفظه الله من البحرين موطنا عالميا لهذه المبادرة وذلك باعتبار الرابع من أبريل من كل عام مناسبة مهمة يحتفي بها العالم ومن على أرض المملكة بـ (يوم الضمير العالمي)، فهذا اليوم كما أشار المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في مملكة البحرين أمين الشرقاوي، عنوانا كبيرا ومؤثرا يخاطب الضمير الجمعي والوجدان العالمي ويسهم في حلحلة المسائل المعقدة ولاسيما ما يمس روح الإنسانية، ويزعزع سكينتها وسلامها، كالحروب والصراعات والنزاعات.  ولنا وللعالم كله فيما تنشده وتحققه سموكم حفظكم الله من وراء هذه المبادرة الإنسانية العالمية السامية أسوة، فالضمير النزيه لا يخاف دق الباب في الليل..  وكل عام وسموكم تنعمون بوافر الرؤى والمبادرات المضيئة والخلاقة كما عهدناكم دائما..

مشاركة :