دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة الاثنين إلى بدء محادثات جديدة بشأن الأسلحة عقب انهيار معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية متوسطة المدى المبرمة أثناء الحرب الباردة. وقال بوتين في بيان “لتجنب الفوضى التي ليست لها قواعد أو حدود أو قوانين، يجب علينا دراسة جميع احتمالات العواقب الخطيرة مرة أخرى، والبدء في حوار جديد دون أي غموض” مضيفا “نحن مستعدون لذلك”. والأسبوع الماضي أعلنت الولايات المتحدة وروسيا انتهاء معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة، مع تبادل الطرفين الاتهام بالمسؤولية عن انهيار هذه الاتفاقية الثنائية المهمة المبرمة خلال الحرب الباردة، فيما تسعى واشنطن إلى صياغة معاهدة جديدة تضم الصين، في وقت يعتقد فيه المسؤولون الأميركيون أن نحو 95 في المئة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز التي تشكل جزءا جوهريا من استراتيجية بكين الدفاعية، تنتهك تلك المعاهدة. وفي خطوة غير مفاجئة، وبعد ستة أشهر من حوار غير فعال واتهامات متبادلة بالإخلال بالاتفاقية، سمحت القوتان بانقضاء المهلة التي أعلنتها إدارة دونالد ترامب في فبراير دون تغيير مواقفهما. وعلقت واشنطن مطلع فبراير مشاركتها في معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة، متهمة موسكو بتصنيع صواريخ لا تتوافق مع أحكام المعاهدة. وبدأت مع التعليق فترة انتقالية من ستة أشهر انتهت الجمعة. يبقى اتفاق "ستارت" الاتفاق الثنائي الوحيد الفعال بين واشنطن وموسكو في مجال الأسلحة النووية. وهو ينص على أن يبقى عدد أسلحة الترسانتين النوويتين للبلدين أدنى مما كان عليه في الحرب الباردة وسمحت معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى -بمنعها استخدام سلسلة صواريخ ذات مدى متوسط (500 إلى 5500 كلم)- بالتخلص من صواريخ “أس أس 20” الروسية و”برشينغ” الأميركية التي كانت منتشرة في أوروبا. ويهدد انتهاء معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى بإطلاق سباق تسلح جديد بين القوتين. وحذر وزير الدفاع الأميركي الجديد مارك إسبر مؤخرا من أن واشنطن “ستفعل ما يصبّ في مصلحتها”، بينما بالفعل توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنشر صواريخ جديدة. وفي الواقع، يتطلع البنتاغون إلى إمكانية تحديث ترسانته لمواجهة صعود الصين التي تريد إثبات تفوقها العسكري في آسيا. ويبقى اتفاق “ستارت” الاتفاق الثنائي الوحيد الفعال بين واشنطن وموسكو في مجال الأسلحة النووية. وهو ينص على أن يبقى عدد أسلحة الترسانتين النوويتين للبلدين أدنى مما كان عليه في الحرب الباردة، وينتهي مفعوله في عام 2021. ويرى المحلل الروسي ألكسندر سافلييف أن “فرص تمديد ‘ستارت’ ضعيفة. في ظل هذه الظروف، لا شيء سيكون قادرا على الحد من سباق التسلح الجديد بين الولايات المتحدة وروسيا”. وبشأن اقتراح موسكو تطبيق تجميد لنشر الأسلحة النووية الممنوعة بموجب هذا الاتفاق، ألمحت روسيا أيضا إلى أنها لا تثق في وعود الولايات المتحدة. ومن جهتها تعهدت إدارة ترامب بعدم نشر صواريخ نووية جديدة في أوروبا حتى اللحظة، لكنها لم تعط أية وعود بشأن نشر أسلحة تقليدية.
مشاركة :