كشفت آخر ارقام صحية معلنة ان 95.1% من الأمهات البحرينيات يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية، وأن 10% فقط منهن ملتزمات بالرضاعة الطبيعية المطلقة خلال الأشهر الأربعة الأولى من عمر أطفالهن ولم يدخلن أي مكملات غذائية صناعية طوال تلك الفترة، في حين بلغت نسبة الأمهات الملتزمات بفترة الرضاعة الطبيعية مدة سنة كاملة 60% فقط. يأتي ذلك بالتزامن مع احتفاليات منظمة الصحة العالمية بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية خلال الفترة «1-7» من اغسطس كل عام في أكثر من 170 بلدا منها البحرين، من أجل تشجيع الرضاعة الطبيعية وتحسين صحة الرضّع في جميع أنحاء العالم وتسليط الضوء على أهمية هذه الممارسة من أجل حماية الأطفال وخفض معدل الوفيات بينهم. وتتجلى خطوات المملكة الداعمة للرضاعة الطبيعة في تمديد إجازة الوضع مدة 60 يوما وتخصيص ساعتين من وقت الدوام الرسمي يوميا لرضاعة ورعاية الأم مولودها، وعمل الدراسات لتقييم وضع الرضاعة الطبيعية في البحرين ووضع التوصيات والخطط والبرامج الوطنية بناءً على ذلك. من جانب آخر أثبتت الدراسات تقليل نسبة الإصابة بسرطان الثدي والمبيض وتقليل هشاشة العظام عند الأم المرضعة، إضافة إلى تقليل وزن الأم الزائد بعد الولادة، مشيرة إلى أن الدراسات أثبتت تقليل نسبة الوفيات عند الأطفال دون عمر الخامسة بسبب النزلات المعوية (الإسهال) والالتهابات الرئوية بنسبة 13%، وتقليل التهابات الأذن الوسطى والربو والحساسية الجلدية، ورفع نسبة الذكاء من سبع إلى ثماني نقاط مقارنة بالرضاعة الصناعية، وكذلك تقليل السمنة لدى الأطفال والبالغين، وأخيرا تقليل نسبة الإصابة بالسكري من النوع الأول والنوع الثاني. وعلى صعيد الدراسات العالمية تظهر نتائجها أن إرضاع الأطفال رضاعة طبيعية في الساعة الأولى من الولادة يمكن أن ينقذ أرواح مئات الآلاف من الأطفال في البلدان النامية، فيما تشير الدراسات الطبية إلى أنه يمكن الحيلولة دون وفاة 16% بين الأطفال الحديثي الولادة بواسطة الرضاعة الطبيعية منذ اليوم الأول، وتزداد هذه النسبة إلى 22% إذا بدأت الرضاعة الطبيعية في الساعة الأولى من الولادة. يذكر أن منظمة الصحة العالمية تعمل هذا العام مع اليونيسف والشركاء لتعزيز أهمية وضع سياسات مُراعية للأسرة من أجل تمكين الرضاعة الطبيعية ومساعدة الوالدين على رعاية أطفالهما والارتباط بهم في مرحلة عمرية مبكرة، عندما تشتدّ أهمية ذلك. ويشمل ذلك تشريع إجازة مدفوعة الأجر للأم مدة 18 أسبوعا كحد أدنى، وإجازة مدفوعة الأجر للأب من أجل تشجيعهما على تقاسم مسؤولية رعاية أطفالهما على قدم المساواة. وقالت المنظمة في بيان لها يوم الخميس الماضي: «تحتاج الأمهات إلى توفير مكان عمل مُراعٍ للوالدين يحمي ويدعم قدرتهن على مواصلة الرضاعة الطبيعية عند العودة إلى العمل من خلال إتاحة فترات راحة للرضاعة الطبيعية؛ ومكان مأمون وخاص وصحي لإدرار لبن الثدي وتخزينه؛ ورعاية ميسورة الكلفة للأطفال». وتعزز الرضاعة الطبيعية تحسين صحة الأمهات والأطفال على حد سواء، ومن شأن زيادة مستويات الرضاعة الطبيعية بحيث تقترب من المستويات العالمية أن تنقذ أكثر من 800 ألف من الأرواح سنويا، معظمها لأطفال دون ستة أشهر. وأوضحت أن الرضاعة الطبيعية تقلل من مخاطر إصابة الأمهات بسرطان الثدي، وسرطان المبيض، والداء السكري من النمط الثاني، وأمراض القلب. وتشير التقديرات إلى أن زيادة مستويات الرضاعة الطبيعية يمكن أن تحول دون حدوث 20 ألفا من وفيات الأمهات سنويا بسرطان الثدي، مشيرة إلى أن الرضاعة الطبيعية 6 أشهر، وعندئذٍ ينبغي إضافة أطعمة تكميلية مغذِّية، مع مواصلة الإرضاع من الثدي حتى بلوغ سنتين أو ما بعد ذلك.
مشاركة :