في اكثر من مناسبة كان قادة البلاد حفظهم الله يشددون على نقطة هامة، وحدثت وتوالت عبر التاريخ الحديث، وهي انه كلما مرت بالبحرين أزمة، كنا نخرج منها بشكل اقوى بعد التعافي، بفضل من الله سبحانه اولا، ومن ثم بفضل وحدة الصف الوطني بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وما سبقه من حكام آل خليفة الكرام. الازمات حين تأتي تكون في غالبها دروسا قاسية بعض الشيء، الا ان الدروس ينبغي ان تجعلنا اكثر قوة واكثر وعيا وادراكا وحكمة، واكثر التفافا على شرعية الحكم، وان تكون أيادينا مجتمعة مع حكامنا، وكل مشكلة يمكن ان تحل من خلال قادة البلاد والمكاشفة معهم. تفضل معالي وزير الداخلية الرجل الفاضل الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة امس الأول بحديث خلال ترؤسه للاجتماع الثاني للجنة متابعة تنفيذ الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة، حيث قال الشيخ راشد بن عبدالله: «ان هويتنا الوطنية قوية وموحدة وجامعة وعصية على الاختراق والتفتت، لأن المواطنة عندنا هوية وطن، والوطنية اساسها بدرجة تجعل البحرين قادرة على صد كل محاولات الاستهداف واثارة الفتنة، وان هذه المؤامرات لن تزيدنا الا تماسكا وقوة». هذا الحديث من وزير الداخلية انما هو يعكس حقيقة الانسان البحريني المحب لوطنه وقيادته، فالتحديات كثيرة وصعبة، لكن حب الوطن والانتماء اليه انما هو يجري في دماء اهل البحرين الحقيقيين، ولا ينفصل ذلك عن حبهم لقادتهم، وللأسرة المالكة الكريمة. قد نختلف في شأننا المحلي، فد ننتقد، وهذا متاح اليوم بفضل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله ورعاه، الا ان هذا شيء، وخيانة الوطن شيء آخر لا تهاون وفيه ولا تسامح، نقد الاوضاع المعيشية يحدث في كل البلدان، لكن ذلك لا يزحزح حب الوطن وحب قادته قيد انملة. هذا الذي تربى عليه الانسان البحريني الحقيقي، لذلك فإن محاولات إيران وقطر ومن في حكمهما في استهداف البحرين واستقرار الوضع الامني والاجتماعي فيها فشلت فشلا ذريعا، فقد كانوا يراهنون على ان تنجح محاولاتهم في العام 2011 بدعم أمريكي ايضا، الا ان ذلك لم يحدث وقد حفظ الله البحرين بحفظه، ومن ثم بحكمة جلالة الملك حمد بن عيسى، ومساندة سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد حفظهما الله. في تقديري ان تعزيز قيم المواطنة ينبثق من الاسرة، ومن ثم من المدرسة والجامعة، ومن اماكن اكثر خطورة من ذلك، وهي الاماكن الدينية، فهناك من يغذي الناشئة والاطفال (حتى في الروضات) على الاحقاد والكراهية ولغة الانتقام، وهذا يحدث ونسمع به ونراه. لذلك فإن هناك مسؤولية كبيرة على وزارات العدل والداخلية والتربية والتعليم في هذا الشأن، فحين تتوقف تغذية النفوس على خلفية ابعاد دينية ومذهبية فإن بابا كبيرا للفتنة يوصد، ولا نعلم ماذا تم في هذا الشأن، خاصة اننا تعرضنا لدرس قاس في 2011, وفي كل 10 اعوام تأتينا موجة مماثلة تكون اقوى من التي سبقت. مناهج المواطنة في المدارس ينبغي ان تبنى على طريقة فعالة وذكية ومبدعة من اجل ان يكون لها تأثير وقوة، اما الطرق التقليدية والصور التقليدية فهذا لا يقود إلى تغيير للمفاهيم بل ان بعض اساليب تدريس المواطنة قد يؤدي إلى حالة عكسية والى النقيض تماما. تصريح الرجل الفاضل وزير الداخلية امس الأول كان لافتا ومهما، ويصب في ترسيخ قيم الحب والانتماء لهذه الارض، وهذا الوطن وقيادته، تحت راية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه.
مشاركة :