يجسد مخيم الفضاء الصيفي الذي انتهت فعالياته مؤخراً بتنظيم شركة «الياه سات» للاتصالات الفضائية ووكالة الإمارات للفضاء، نموذجاً لاستثمار دولة الإمارات في الكوادر الوطنية الشابة ودعمها المتواصل لبناء المزيد من العناصر البشرية القادرة على رفد برنامج الإمارات الفضائي بالأفكار والابتكارات التي ترسخ من مكانة الدولة العالمية في القطاع، من خلال تمكين القدرات على التعرف عن كثب حول مسيرة المنجزات الفضائية. ونجح المخيم الذي استضاف عدداً من شباب الوطن من الفئة العمرية 15 و19 عاماً في تعريف الطلبة على كيفية بناء نماذج الأقمار الاصطناعية المصغرة والبدء في تنفيذ المهام الفضائية المختلفة وآليات العمل في المشاريع التي تقوم عليها الدولة حالياً، إضافة إلى مقومات النجاح في القطاع والصفات المطلوبة للراغبين في إكمال مسارهم المهني في التخصصات ذات الارتباط بعلوم الفضاء ومتطلباته، واكتساب يعزز معرفة ومهارات الشباب في العلوم والمعارف. وحدد مستفيدون من المخيم 5 نتائج إيجابية، تتمثل في تعزيز المعرفة حول العمل في قطاع الفضاء، وتنمية الخبرات الضرورية لتصنيع الأقمار الاصطناعية المصغرة، والاستفادة من وقت الفراغ بالشكل المطلوب، إضافة إلى تقديم الأفكار التي من شأنها إثراء قطاع الفضاء الوطني، والحصول على الفرصة المناسبة للتفكير في المسارات المهنية المتاحة في المؤسسات العاملة في قطاع الفضاء. وأكد أحمد عمران الشامسي، نائب الرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي في «الياه سات»، أن الفضاء يعد من القطاعات الانتقالية التي برزت في الآونة الأخيرة نظراً للأهمية الكبرى من البرامج الفضائية واستخداماتها وكل ما يرتبط بها، حيث يشكل مجالاً مستقبلياً تتطلع من خلاله الإمارات إلى تحقيق الريادة الإقليمية والعالمية، وهو ما انعكس من خلال الجهود المبذولة التي تهدف إلى تكوين الكادر البشري القادر على تحقيق التطلعات والمستهدفات. وأضاف الشامسي: بدأت فكرة المخيم الصيفي الذي تم انعقاده للمرة الأولى الصيف الجاري، من خلال طرح الفكرة عبر مجلس الشباب في «الياه سات»، حيث تم التواصل مع وكالة الإمارات للفضاء بهدف وضع ملامح وأهداف وأجندة المخيم، وتم استقبال 150 طلباً من قبل الطلاب للمشاركة في المخيم منذ الإعلان عنه، حيث راجعنا الطلبات وتم اختيار مجموعة من الطلبة ممن تنطبق عليهم الشروط. وأشار إلى أن البرنامج الصيفي المكثف لمدة أسبوعين، اشتمل على زيارة إلى مقر شركة «الياه سات» والتعرف على كيفية العمل في القطاع الفضائي، إضافة إلى معرفة المشاريع الفضائية التي قمنا بها خلال الفترة الماضية، إضافة إلى الاطلاع على عمل وكالة الإمارات للفضاء وكيفية بناء نماذج مصغرة وعروض تقديمية حول الأقمار الاصطناعية المصغرة، والتي تسهم في إكسابهم للخبرات الضرورية في القطاع. ولفت إلى أن «الياه سات» تتعاون مع جامعة خليفة عبر برنامج الماجستير في الفضاء، حيث تم إطلاق القمر الصناعي «الماي سات 1» خلال العام الجاري بسواعد 19 طالباً مواطناً، كما يتم العمل حالياً على القمر «الماي سات 2» والذي سيتم إطلاقه مع مطلع العام المقبل، كما تتواصل جهودنا في تعريف الطلبة بقطاع الفضاء، حيث تم استقبال 750 طالباً العام الجاري، ويجري العمل على تكثيف الزيارات الطلابية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. من ناحيتها قالت ندى علي عبيد، عضو مجلس الشباب في شركة «الياه سات»: يهدف المخيم إلى تقديم فكرة جديدة للمخيمات الصيفية، عبر زيادة وعي الطلبة حول مجال الفضاء ومنحهم التجربة العملية الواقعية التي تمكنهم من معرفة برنامج الإمارات الفضائي، ولذلك عملنا على دمج المنهج النظري بالعلمي عبر تحقيق التوازن بين المحاضرات التوعوية التي قدمها أعضاء مجلس الشباب والبرنامج التطبيقي. وأضافت: عمل الطلاب على محاكاة البيئة الفضائية ووضع مجسمات للمهام الفضائية التي تمت طباعتها عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتم تقسيم الطلبة على مجموعة من الفرق التي عملت على تطوير المهام الفضائية بالاستفادة من الإرشادات والنصائح التي قدمناها، واستطعنا أن نحصل على 8 أفكار فضائية سيتم العمل على دراسة مجموعة منها وبحث إمكانية تطبيقها ودعمها مستقبلاً. من جهته، قال المهندس حامد الهاشمي، رئيس مجلس شباب وكالة الإمارات للفضاء: يهدف المخيم الصيفي إلى إلهام جيل الشباب نحو إشراكهم في قطاع الفضاء، حيث نعمل على نشر المعرفة وصقل المواهب التقنية والشخصية لديهم، وهو ما التمسناه في المخيم والمشاركات المبهرة من قبل الطلبة الذين قاموا بإجراء التقييم للمهام الفضائية والتصميم للأقمار الاصطناعية المصغرة ومعرفة المبادئ والأهداف للمشاريع الفضائية أسوة بالعاملين في القطاع. وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيز التعاون بين مجالس الشباب في الجهات المشغلة لقطاع الفضاء، بهدف تكوين مجلس شبابي موحد لقطاع الفضاء يعمل على إطلاق المزيد من المبادرات والبرامج التي تستهدف أن تكون حلقة وصل بين الكوادر الشابة والجهات العاملة في القطاع. بدورها، قالت شمة سعيد البلوشي (طالبة هندسة كيميائية في جامعة الإمارات): عايشت خلال فترة المخيم نمط عمل المهندسة والذي أطمح لتحقيقه بعد سنوات، حيث لطالما تمنيت زيارة مقر الياه سات والإمارات للفضاء والتعرف على نمط العمل في تصنيع الأقمار الاصطناعية. وأضافت: ساهم المخيم في تغيير الصورة النمطية عن صعوبة العمل في مجال تصنيع الأقمار الاصطناعية، حيث أصبحت الآن على معرفة بكيفية التصنيع والتصميم والبدء في تنفيذ المهمة الفضائية ونقل المفاهيم من الجانب النظري إلى الجانب العملي. من ناحيته، أكد حامد آل علي، طالب في الصف العاشر، أن مخيم الفضاء يعد تجربة تفتح آفاق المستقبل، نظراً أنها تمنح المشارك فرصة لتطبيق مهاراته ومعارفه بغض النظر عن عمره في المشاريع الفضائية المصغرة، حيث عملت على إعداد عرض تقديمي حول تجربة فضائية إلى المريخ وتحاكي بيئته وفقاً لتصميم محدد، وهو الأمر الذي تحقق نتيجة لتراكم المعرفة طوال فترة المخيم برغم قصرها والتي اتسمت بالكثافة العلمية وسط بيئة من فريق العمل الواحد. ولفت إلى أنه سيعمل خلال الفترة المقبلة على تعزيز المعرفة حول قطاع الفضاء والمشاركة في الملتقيات والمنتديات الفضائية الطلابية والاطلاع على المهام الحالية التي تقوم بها الدولة في القطاع سواء في قطاع المهام الفضائية أو في تصنيع الأقمار الاصطناعية وغيرها من المجالات. مشاريع تطبيقية أعربت عهود الشحي، طالبة هندسة كيميائية في جامعة خليفة، عن تطلعها للمشاركة في المشاريع الفضائية التي تعمل عليها الدولة حالياً، معتبرة أن المخيم الصيفي يعد فرصة ساهمت في التعرف على كيفية إعداد الرحلات الآمنة وتحقيق عوامل نجاح إطلاق الأقمار الاصطناعية وتنفيذ المهام بكل إتقان، وهو ما يسهم في تطبيق مهارات المرحلة الجامعية في مشاريع تطبيقية. وأشارت إلى أنها شاركت سابقاً في مخيم آخر في فرنسا، إلا أن مخيم الفضاء الصيفي يعد حدثاً استثنائياً نظراً لشموليته وارتكازه على تعزيز المعرفة أيضاً بالجوانب الهندسية والفضائية المختلفة، وإتاحته المجال لرؤية القمر الاصطناعي «ماي سات» ومستوى العمل والتنسيق المشترك بين أعضاء فريق المشروع، وهو ما يعمل على تكوين صورة عامة حول الحاضر المشرق للفضاء في الدولة.
مشاركة :