لايك، شير، سبسكرايب، كومينت، وتفعيل الجرس"، هذه الكلمات أو الطلبات الذي يسمعها أي شخص يشاهد أي مقطع فيديو على "يوتيوب"، وهي الأمور التي يطلبها صانعو المحتوى دائما من متابعيهم؛ ليعدوهم في المقابل بزيادة المحتوى والخروج بمحتوى أكثر وأفضل، لكن ما قد لا يعرفه الجميع هو أن تفاعلهم مع مقاطع الفيديو هذه والإعجاب بها والاشتراك في القناة ومشاركة الفيديوهات تعود بالنفع المادي على صانعي المحتوى، حيث إن بعض القنوات على "يوتيوب" باتت تحقق مئات الآلاف من الدولارات سنويا من جراء مشاهدة المستخدمين مقاطعهم، لكن السؤال المهم هو: كيف يجني صانعو المحتوى المردود المالي من "يوتيوب"؟ بعد أن أصبحت شبكة الإنترنت اليوم مصدرا أساسيا من مصادر المعرفة والتواصل الاجتماعي مع الآخرين، وإضافة إلى كونها محطة رئيسة للتعرف على آخر الأخبار ومتابعة آخر الأحداث، باتت اليوم أيضا مصدرا لجني الأرباح وزيادة الأموال، وذلك لأنها تشكل مصدرا آخر لزيادة عائدات الأفراد المالية، خاصة من خلال موقع "يوتيوب" الذي يمثل المصدر الغني لجلب الأرباح والعائدات المادية لصانعي المحتوى، وذلك عبر جذب انتباه المشاهدين وتفاعلهم مع الفيديو المعروض، وهو أحد أهم أسرار النجاح المادي في "يوتيوب"، وتتلخص فكرة كسب النقود من خلاله في أن شركات الإعلانات تقوم باختيار الفيديوهات التي ستحمل إعلاناتها، لتقوم "جوجل" التي تملك "يوتيوب" بدفع نسبة من عوائد ذلك الإعلان للمشترك الذي وضع الفيديو، وفق برنامج الشراكة Youtube Partner، شرط أن تتم مشاهدة الفيديو لمدة 30 ثانية على الأقل، أو أن يقوم المشاهد بالضغط على موقع الشركة المعلنة، وكلما ازداد عدد المشاهدات ازدادت فرصة مشاهدة الإعلان. في المقابل، يبلغ متوسط الكسب من "يوتيوب" من دولار واحد إلى دولارين لكل ألف مشاهدة ناجحة لإعلان الشركة بالنسبة إلى المحتوى العربي، ومن دولارين إلى خمسة دولارات بالنسبة إلى المحتوى الأجنبي، وتعد الإعلانات التي لا يمكن تجاوزها في "يوتيوب"، الأكثر ربحية بالنسبة لـ "جوجل" وصانع المحتوى، فعلى سبيل المثال، إذا كانت الفيديوهات الموجودة على القناة تحصل على ما يقارب عشرة آلاف مشاهدة كل يوم، وجميع هذه الفيديوهات مشتركة في البرنامج الإعلاني من "جوجل"، عندها سيحصل صاحب القناة على 10 إلى 20 دولارا في اليوم؛ أي 300 إلى 600 دولار شهريا. إضافة إلى ذلك هناك عديد من الطرق الأخرى للربح المادي التي تعد تقليدية بعض الشيء إلا أنها لا تزال فعالة جدا على "يوتيوب"، وهي الإعلانات المباشرة داخل محتوى الفيديو والرعايات الخاصة لبعض الفيديوهات والقنوات، إضافة إلى أكواد الخصم التي يقوم صانعو المحتوى بتوزيعها على المتابعين، وما هي في الأصل إلا طريقة لمعرفة مدى تأثير صانع المحتوى ومدى انتشاره وعدد المتابعين الذين قاموا بشراء المنتج أو الخدمة من خلاله. هل مازال المجال مفتوحا لصانعي المحتوى؟ من جانبها، أكدت لـ "الاقتصادية" ديانا بدار؛ رئيسة برنامج شراكات يوتيوب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أنه على المستوى العالمي يتزايد عدد صناع المحتوى الذين يجنون دخلا مكونا من خمسة أو ستة أرقام بنسبة تفوق 40 في المائة عاما بعد عام، وأشارت إلى أن المجال مازال متاحا أمام صانعي محتوى "يوتيوب" الجدد لافتتاح قنواتهم، وذلك مع وجود أكثر من ملياري مستخدم يسجلون دخولهم على منصة "يوتيوب" شهريا، وتتم مشاهدة أكثر من مليار ساعة من المحتوى كل يوم مما يعكس مليارات من المشاهدات، وكل ذلك يدل على وجود طلب على محتوى جديد، وأن أحد الأمور المبشرة هو تنوع صانعي المحتوى على "يوتيوب"، والذي بدوره يعكس احتياجات جميع الفئات. وأشارت إلى أن هناك صانعي محتوى يبدعون في كل شيء من محتوى كوميدي أو ترفيهي، وصولا إلى محتوى يشرح تفاصيل منتجات التقنية؛ مما يساعد المتابعين في أثناء شراء منتجات جديدة، ونصحت بدورها صانعي المحتوى أن يفكروا فيما قد يرغبون مشاهدته والعثور على شغفهم، مشيرة إلى أن فئات المحتوى الأكثر مشاهدة في "يوتيوب" في السعودية تركزت على الترفيه، والموسيقى، ومحتوى الأطفال، والتعليم، والطعام، والطبخ. وسائل جديدة للكسب المادي أعلنت "يوتيوب" أخيرا أنها تتجه إلى توفير مزيد من الطرق لصانعي المحتوى لجذب المعجبين وتحقيق الإيرادات، واستخدمت العام الماضي عديدا من الوسائل، مثل: عضويات القناة، ورفوف البضائع، والعرض الأول، وغيرها، إلا أنها تركز حاليا على المحتوى التعليمي الجاذب للمال، حيث أعلنت "يوتيوب" ميزات جديدة، مثل الملصقات التفاعلية والقوائم التعليمية التي تهدف إلى تعزيز الاستخدام التعليمي لـ "يوتيوب"؛ لتتيح لصانعي المحتوى التعليمي تقسيم مقاطع الفيديو إلى فصول حول المفاهيم الأساسية، والانتقال من الفصول الأكثر أساسية إلى الفصول الأكثر تقدما. وتأتي ميزة الملصقات Super Stickers لاستكمال أداة تحقيق الأموال الحالية المسماة Super Chat التي تسمح للمعجبين بدفع المال لإبراز الرسائل خلال البث المباشر أو العرض الأولي، والتي تمثل في الوقت الحالي مصدر الدخل الأساسي لما يقرب من 20 ألف قناة، بزيادة قدرها 65 في المائة على أساس سنوي. واستخدم أكثر من 90 ألف قناة ميزة Super Chat حتى الآن، مع ربح بعضها أكثر من 400 دولار في الدقيقة بفضل هذه الميزة، وبالنظر إلى قوة هذه الميزة Super Chat، فإن "يوتيوب" تقدم ميزةSuper Stickers، التي من المفترض إطلاقها في الأشهر القليلة المقبلة، التي ستمكّن المعجبين من شراء هذه الملصقات المتحركة الجديدة خلال البث المباشر والعروض الأولية من أجل إظهار مدى إعجابهم بالمحتوى، وتعمل حاليا على توفير الملصقات المتحركة الجديدة عبر لغات وفئات مختلفة، بما في ذلك الألعاب، والأزياء، والرياضة، والموسيقى، والطعام.
مشاركة :